الجزائر
شارك فيها أئمة ودعوا إلى التباهي بصور العبادة أحسن

حملة لمنع نشر صور موائد الإفطار على مواقع التواصل

آمال عيساوي
  • 3619
  • 6
ح.م

أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة فايسبوكية تحت شعار “لا لتصوير ونشر مائدة الإفطار”، دعوا من خلالها الفايسبوكيين بالامتناع عن نشر صور الأطباق والأطعمة وموائد الإفطار خلال شهر رمضان وذلك احتراما لمشاعر المحتاجين والفقراء والمساكين، مستدلين بأن شهر رمضان الكريم هو شهر للعبادة والغفران وفعل الخيرات ومساعدة المحتاجين وليس شهر التفاخر والتباهي بالموائد والأطباق الفاخرة التي أصبحت بمثابة موضة خاصة خلال السنوات الأخيرة..

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفايسبوك، حملات موجهة للنساء والرجال أيضا يطالبون من خلالها بعدم مشاركة ونشر صور موائد الإفطار الخاصة بهم والاكتفاء فقط بتبادل الوصفات والآراء لا أكثر ولا أقل، وذلك بعد أن عرفت مختلف مواقع التواصل خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، نشر صور لموائد الإفطار والسهرة التي تتزين بمختلف الأطباق والمأكولات الفاخرة وكذا مختلف أنواع الحلويات الرمضانية والمكسرات، حيث أن هذا الأمر تستحسنه الكثيرات والغريب هذا العام هو أن الرجال أيضا الذين يتواجدون في المنازل بسبب الحجر الصحي، شاركوا زوجاتهم في نشر موائد الإفطار باعتبارهم ساهموا في تحضيرها.

وفي إطار ذلك طالب أصحاب هذه الحملة التي شارك فيها أئمة أيضا، المواطنين بالابتعاد عن التباهي والتفاخر بنشر صور موائد إفطار رمضان عبر الفايسبوك وغيره من مواقع التواصل، كما حثّوا الصائمين على إظهار أمور الإنسان وأعماله خاصة ما يتعلق منها بأمور العبادة، كما دعوا إلى منع نشر الصور التي تعرض مختلف المأكولات احتراما لمشاعر العائلات الفقيرة والمحتاجة منها، التي لا تستطيع أن توفر جميع تلك الأطباق، بحكم أن عائلاتهم محدودة الدخل، وبالتالي فإن هذه الفئة ستتأثر بمشاهدة موائد الإفطار المزينة بأشهى وألذ الأطباق التي تسيل اللعاب خلال الشهر الفضيل، في حين تجد نفسها عاجزة أمام تحضير ولو جزء منها فيكتفون بتحضير أطباق عادية على حسب قدراتهم المادية، خاصة وأن الكثير منهم متوقف عن العمل منذ بداية تعليمات الحجر الصحي، ولا يستطيع توفير تلك الموائد لأولاده، دون الحديث عن الحوامل اللائي يمررن الآن بفترة الوحام ومن الممكن أن يتشهين أي شيء من تلك الموائد ولا يقدر أزواجهم على توفيرها لهن فتقع مشاكل بينهن وبين أزواجهن تختلط فيها مشاعر الغيرة والإحساس بالحرمان ما شابه ذلك، وكل ذلك بسبب صور التباهي التي تنشر على صفحات الفايسبوك ومختلف مواقع التواصل الأخرى.

وقد لاقت هذه الحملة استجابة واسعة من قبل الناشطين عبر الفايسبوك، ممن استحسنوا الفكرة وأيدوها واعتبروا أن إشهار موائد الإفطار أثناء شهر الصيام يؤجج شعور الحرمان لدى شريحة من المجتمع التي تعيش تحت ضغوطات مالية خاصة خلال هذه الفترة من الحجر الصحي، كما أكدوا أن نشر صور موائد الإفطار للتباهي والتفاخر مناف لروح وقيم شهر العبادة والغفران، وفضّلوا أن تكون المشاركة الرمضانية بتبادل النصائح والآراء ونشر صور العبادة والمساهمة في الصفحات الخاصة بصلاة التراويح وحفظ القرآن وغيرها، في حين أن هناك من رأى الأمر حرية شخصية تعود بالفائدة على الكثير من ربات البيوت التي تستطيع من خلال تلك الأطباق التعرف على مختلف الوصفات الخاصة بالولايات الأخرى، وضرب هذه الحملة بشعارها عرض الحائط، غير مبالين بمشاعر وأحاسيس الفقراء، وكل همهم هو التباهي بالأطباق العديدة والفاخرة والتي تمتد على طول الموائد الكبيرة المزينة بالشربة والبوراك ومختلف الطواجن والسلطات و”الغراتان” واللحوم المشوية والمحمرة ناهيك عن مختلف أنواع الحلويات.

مقالات ذات صلة