منوعات

حملة جزائرية تلغي بيع مخطوط للأمير عبد القادر بفرنسا نهبه الاستعمار

نادية شريف
  • 4059
  • 0

دفعت حملة جزائرية لإلغاء مزاد بيع مخطوط نادر للأمير عبد القادر، والذي كان مقررا عرضه بمدينة فان الفرنسية، السبت 11 مارس الجاري.

وقالت صفحة الجالية الجزائرية عبر تويتر إنه بفضل تكاتف جهود الجزائريين بفرنسا تم سحب مخطوطة إسلامية تعود للأمير عبد القادر من المزاد.

وأضافت الصفحة على لسان مسؤول دار المزادات: “سأضمن تسليم هذا الكتاب إلى القنصلية في نانت حتى ينتهي به المطاف في متحف في الجزائر”.

وبالعودة إلى موقع دار المزادات “أنتير أونشير”  لم يتم العثور على المخطوط، ما يعني أنها قامت بحذفه.

وبحسب ما أفادت تقارير إخبارية فإن دار المزادات الفرنسية كانت قد أوردت نصًّا قصيرًا، يوضح أن المخطوط كان لدى قبيلة جزائرية من أتباع الأمير عبدالقادر، الذي قاد نضالًا ضد قوات الاحتلال.

وكانت القبيلة ترعى أغنامها، حين أغارت عليها القوات الفرنسية بقيادة الجنرال تيوديل شانجارنيي عام 1842، واستولى أحد الضباط الفرنسيين على المخطوط.

وأشارت دار المزادات إلى الضابط بأنه “الملازم بلانري، ضابط في جيش إفريقيا”، وذكرت أنه أرسله هدية إلى باريس في 29 أوت 1842.

وكان نشطاء جزائريون قد أطلقوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي حملة معارضة لبيع المخطوط المسروق، مؤكدين أن مكانه متاحف الوطن.

وقال جمال قسوم، وهو سياسي جزائري دعا لشراء المخطوط النادر : “مواطنينا وأصدقائي الأعزاء،
لقد أبلغتكم وبمختلف الطرق المنهج الوطني والتاريخي والتذكاري المتعلق بشراء مخطوطة جزائرية بتاريخ 1659 والتي ستعرض في المزاد العلني يوم السبت 11 مارس 2023 على الساعة الثانية ظهرا
كل واحد منا عليه مسؤولية أن يتحملها فيما يتعلق بتاريخنا وذاكرتنا”.

وأضاف: “في هذا السياق وبالتعاون مع المواطنين، أبدأ هذه العملية، التي آمل أن تكون مقدمة لالتزام طويل الأجل باستعادة ممتلكاتنا التاريخية، أدعوكم للمشاركة ومشاركة هذه الرسالة التي يجب أن تكون قبل كل شيء مسألة كرامة”.

يذكر أن المخطوط لمؤلفه الهادي أبو سرور ابن عبد الرحمن العبادي الشافعي من القاهرة.

تم إنجازه في شوال 1020 الموافق لشهر أوت 1620 وتم نسخه في 6 نوفمبر 1659 من طرف محمد ابن محمد ابن قاسيم ابن عيسى ابن محمد الغبريني الهادي.

ووفق المعلومات التاريخية المتوفرة فإن الغزوة تكون قد وقعت في جوان 1842 بالونشريس بتسمسيلت، حسب تقرير الجنرال” شانغارنيي” للماريشال بيجو المدون في جريدة “لومونيتور” نسخة 05 جويلية 1842.

وفي كتاب لنفس الجنرال شانغارنيي تيوديل ( 1793-1877) منشور بباريس في 1849 يشير فيها إلى العديد من الغزوات التي قادها في سنة 1842 منها واحدة بمنطقة الجزائر والتيطري وغزوة كبيرة سنة 1842 ومعركة ضد قبيلة بني وراغ بأعالي جبال الونشريس.

وذكر في تقريره إلى حصيلة هجومه وقتله 50 شخصا وتمكنه من أسر 3 آلاف من أفراد القبيلة من بينهم رجال ونساء وأطفال.

كما تحدثت الجريدة عن “غزوة أخرى مباشرة بعد الأولى أسفرت عن غنيمة كبيرة تمثلت في الاستيلاء على 15 ألف جمل و300 حصان وبغال ومن 15 إلى 16 ألف رأس غنم وكل البغال كانت محملة بكمية كبيرة من الغنائم”.

وتؤكد كل هذه المعلومات التاريخية حجم الجرائم المقترفة ضد الشعب الجزائري، والسطو على ثرواته وخاصة مكتبة الأمير عبد القادر خلال الاستيلاء على زمالته التي كانت تحتوي كنوزا ثمينة من المخطوطات النادرة.

مقالات ذات صلة