حمامات 5 نجوم بديكورات خاصة بالعرائس للحفاظ على الأعراس

في زمن غير بعيد، كانت زيارة العروس للحمام من الأمور الإجبارية كجزء ضروري من التحضيرات الأخيرة للزفاف، وتعتبر كذلك من أهم الطقوس المتوارثة لدى الجزائريات قبل موعد العرس بأيام قليلة، كما أنها عادة جزائرية أصيلة ترافق تحضيرات أي فتاة مقبلة على الزواج، ورغم أن أهميتها نقصت مؤخرا، إلاّ أنّ العصرنة التي طرأت عليها بعد ظهور حمامات فاخرة تحتوي على مستلزمات من آخر طراز خاصة بالعروس حسب طقوس كل منطقة، جعلتها تنتعش من جديدة وأصبحت تحمل نكهة خاصة بالنظر إلى ما تقدمه من خدمات متنوعة بما فيها حنة العروس..

زيارة العروس للحمام، هي الخطوة الأولى من مراسم الاحتفال، كما أنها عادة متوارثة عبر الأجيال، حيث تعتبر أمرا مهما من بين التحضيرات الأخيرة للزفاف، ومن الخطوات المتوارثة لدى الكثير من العائلات الجزائرية، ويعتقد البعض أنّ تركها يجلب الحظ السيئ للعروس، فقد كانت زيارة الحمامات قبل موعد حفل الزفاف أمرا إجباريا، حيث تخرج العروس مع صديقاتها في جولة تقودها إلى الحمام التقليدي، وهي الرحلة المليئة بالطقوس، تغتسل فيها الفتاة من بقايا العزوبية على جلدها، وتشرف على ذلك المدعوات بالكياسات أو الطيابات، حسب كل منطقة، إذ يقمن بمهمة تنقية الفتاة ورش جسمها بعطور تدوم طويلا، وسط أجواء من الفرحة يصنعها الموكب المرافق للعروس من زغاريد وأغان ورقص وموسيقى، ثم احتساء الشاي والقهوة مع الحلويات..

وتعتبر هذه العادة من طقوس الماضي، التي ولدت في حمامات العثمانيين بالجزائر، وظلت تصارع للبقاء. ورغم أنها لم تعد مهمة كالسابق عند بعض الجزائريين، إلاّ أن الحمامات الفاخرة التي ظهرت مؤخرا وتستعمل حمامات البخار والصونا والمساج والكثير من الأمور الأخرى الخاصة بالعروس، وتحتوي على كل الإغراءات لخطف زوارها، جعلتها تزداد أهمية وصارت العروس تحجز مكانا لها ولصديقاتها وقريباتها بفترة قبل موعد العرس، حيث تختار ديكور الحمام الخاص بها، كما أن هناك بعض الحمامات مما يوفر صينية الحنة والشموع والورود، إذ تجتمع قريبات العروس بعد الانتهاء من الاستحمام، وتقمن بوضع الحنة ويصاحبن الأمر بالزغاريد والأغاني مع التقاط بعض الصور لتخليد الذكرى..

وقد صرحت لنا السيدة نسمة، صاحبة حمام فاخر بحي الرياض في قسنطينة يحتوي على جميع الخدمات من مساج وصونا وحلاقة كما يوفر للعروس قعدة خاصة توضع فيها صينية من النحاس الأصفر مصحوبة بصحون الحلويات وأكواب الشاي والقهوة والمكسرات وكذا صحن الحنة، ناهيك عن الورود والشموع، بأن الحمام مغلق في الوقت الحالي لتفادي انتشار عدوى فيروس كورونا، لكنها منذ أيام بدأت تتهاطل عليها الحجوزات من العرائس المقبلات على الزواج، اللائي اتصلن ليحجزن مواعيد خاصة بشهري أوت وسبتمبر. وقد أخبرتنا السيدة نسمة بأنها أجرت تعديلات كبيرة على حمامها إذ حولته إلى حمّام عصري فاخر، بعد أن قل عليه الطلب من قبل الزبونات وكذا العرائس، حيث صرن لا يقصدنه إلا قليلا، وذكرت أن الكثير منهن تخلين عن عادة الذهاب إلى الحمام قبل حفل الزفاف، لكن بعد أن قامت بعصرنته وجعلت منه حماما فاخرا يحتوي على جميع المستلزمات ويقدم خدمات متنوعة للعروس المقبلة على الزواج، عاد الطلب عليه بقوة.

وأضافت أن عرائس اليوم عصريات لا يليق بهن إلا حمام بأعلى مستويات الاهتمام وأرقى الخدمات، إذ إن الفتيات، بحسبها، بتن يقصدن حمامات الصونا والصالونات الفاخرة للاستحمام بطقوس تشبه طقوس تركيا قبل الزواج، لذلك، كما قالت نسمة “نعمل على تقديم حصة استحمام مريحة قبل الزفاف، تليها حصة تدليك وعناية بالبشرة والأظافر، وبعدها تجتمع العروس مع قريباتها على صينية الحنة، حيث تضع حنتها على الأغاني والزغاريد والشموع، وهذه الطقوس لا تجدها العروس في الحمامات الشعبية المألوفة”.