الجزائر
مختصون يوصون ببدائل طبيعية

حلويات العيد.. مخاطر صحّية قاتلة لمرضى السكري

كريمة خلاص
  • 1508
  • 0
أرشيف

يواجه مرضى السّكري في عيد الفطر مشاكل صحية عديدة بسبب مغريات حلويات العيد وعدم احترام النظام الغذائي المعتمد في سائر الأيام، فتجدهم يفْرطون في استهلاك الحلويات والعصائر الاصطناعية إلى جانب الأكل المشبع بالدهون، ويزداد الأمر سوءا مع الزيارات العائلية التي تفسح المجال واسعا لتذوق مختلف الأشكال والأنواع.
وأفادت زهرة بودين، الطبيبة المختصة في الصّحة العمومية والتغذية، بأنّه يتعين على الجزائريين الانتقال نحو نظام غذائي صحّي ومتوازن آمن وخال من الأمراض بالعودة إلى بعض العناصر الطبيعية البديلة عن المستحضرات الاصطناعية.

بدائل طبيعية للمحليات والملونات والمنكّهات الاصطناعية
واستشهدت بودين ببدائل طبيعية للملوّنات والمنكّهات مثل استعمال الشمندر الجاف المطحون والقهوة والسلق وغيرها، أمّا بالنسبة للمذاق، فيمكن الاستعانة بالتمر المطحون أو محليات طبيعية أخرى، مع تجنب الفرينة البيضاء السامة.
ولفتت الانتباه للفوائد الكثيرة للخروب الذي يمكن طحنه واستخدامه في الحلوى كمكون طبيعي محلى… يكاد يتناساه الجميع، إذ يعد غنيا بالكالسيوم والمعادن والألياف ويمنع امتصاص سكر الغلوكوز في الأمعاء..
وانتشرت الوصفات الصحية للحلويات في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ على مواقع التواصل وقنوات اليوتيوب تكون غنية بالمكسرات والزبيب والفرينة الكاملة أو الشوفان، وهي وصفات ناجحة ولاقت رواجا وسط الجزائريين الذين اقبلوا عليها ما يعكس بداية الوعي بالمخاطر الصحية للفرينة البيضاء السامة.
ونهت بودين مرضى السكري عن التمادي في استهلاك الحلويات لما لها من تأثيرات خطيرة على صحتهم، حيث دعت إلى الاكتفاء بقطعة واحدة وضبط النفس قدر المستطاع وتغليب الصحة على الشهوة.

أوحدة: تعقّلوا في استهلاك حلويات العيد
وفي هذا السياق، نصح فيصل أوحدة رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر والمرشد الصحي المرضى بعدم المبالغة في استهلاك حلويات العيد، نظرا للكوارث الصحية التي تخلفها في كل مرة والتي تستدعي نقل أصحابها إلى الاستعجالات الطبية.
وتحدث أوحدة عن بدائل صحية لحلويات العيد تتكوّن من السكر الطبيعي المستخلص من التمر أو تعويض السكر الأبيض بسكر “استيفيا” وكذا استعمال وصفات غنية بالمكسرات.
ونهى رئيس الجمعية عن بعض السلوكات والممارسات التي يقترفها مريض السكري بحق نفسه والتي قد تنغص عليه فرحة العيد، داعيا إلى التعقل في أكل الحلويات بمعدل حبة واحدة في اليوم مع الإكثار من شرب الماء وممارسة الرياضة لحرق الدهون والسكريات المترسبة في الجسم.
وخيّر أوحدة، المرضى بين استهلاك الحلويات بعد غذاء صحي غني بالخضر والفواكه الغنية بالسكريات الطبيعية البطيئة لمن كان لديه سكري متوازن طيلة شهر رمضان.
ونصح أوحدة المرضى المنضبطون في غذائهم والذين تعرف حالتهم الصّحية استقرارا بتناول حبة حلوى واحدة في اليوم، كما حثّ على ممارسة الرياضة أيام العيد ولو تعلّق الأمر بالمشي فقط، فالحركة تساهم في حرق السكريات وتحسين الوضع الصحي لمريض السكري بما لا يقل عن 1000 خطوة يوميا.
وقال أوحدة: “في أيام العيد يغيب النشاط البدني ويزيد الاعتماد على السيارة في مختلف الزيارات العائلية، لهذا ننصح بالحرص على ممارسة المشي متى ما أتيحت الفرصة بل على الشخص أن يخصص وقتا إجباريا للمشي أو الرياضة للتخلص من السكريات والدهون التي أفرط في استهلاكها”.
وأثنى أوحدة على نسبة الوعي المرتفعة لدى بعض المرضى الذين يتّبعون مجمل النصائح المقدمة لهم في مثل هذه المناسبات، داعيا العائلة إلى مساعدتهم في التغلب على شهواتهم في ظل المغريات العديدة على مختلف موائد الأهل والأحباب والاكتفاء بتقديم نوع واحد من الحلوى مع الإكثار من الماء والشاي والقهوة بدل العصائر الاصطناعية.

مقالات ذات صلة