جواهر
خلّفت حالة من الاستياء بين المواطنين

حفلات باذخة والمناسبة.. النجاح في”السانكيام”!

سمية سعادة
  • 11296
  • 8

طاولات أنيقة ممتدة على طول قاعة الحفلات، وأطباق تقليدية وحديثة، وفواكه وحلويات متنوعة، و”تورتات” مثيرة، وبالونات معلّقة ذات ألوان بديعة، والمناسبة، النجاح في امتحان شهادة التعليم الابتدائي!

هذه الحفلات الباذخة التي ضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي واليويتوب، صارت عادة تتجدد كل سنة بعد ظهور النتائج بأيام قليلة، على أن يتم التحضير لها قبل شهر أو أكثر من الامتحان على اعتبار أن النجاح عادة ما يكون مضمونا بالنظر إلى مستواه الابتدائي أو حتى مستوى الأبناء الذي يكون جيدا أو مقبولا.

والظاهر أن هذه العائلات التي تقيم حفلا ملفتا للانتباه، وغير ملائم لطبيعة الامتحان، يمتلكون عدة أسباب تجعلونهم ينفقون الملايين من أجل حفلة تنتهي في ساعات قليلة، ولا تجني منها هذه العائلات إلا بعض “الأكواب”, و”الفناجين” ذات السعر الزهيد، وهدايا بسيطة موجهة للطفل تكون ملفوفة بطريقة أنيقة، بينما لا يساوي سعرها ثمن الحلوى المقدمة في الحفل.

والملاحظ أن هذه الحفلات خلّفت حالة من الاستياء بين رواد التواصل الاجتماعي، وفجرت الكثير من التعليقات الساخرة التي تعكس عدم الرضا على هذه المبالغات غير المقبولة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المواطن الجزائري.

في هذا الصدد، علقت أسماء عبد القادر على إحدى الحفلات، قائلة إنها تمنت لو وجهوا لها الدعوة حينها كانت ستدعو الأحباب والأصدقاء إلى”تصديرتها” ويكون أصحاب الحفل بذلك قد نالوا أجر السماح لها باستعارة حفلتهم!

وأقسمت دنيا في تعليقها أنها عندما حصلت على شهادة التعليم الابتدائي بمعدل 16 ونالت المرتبة الثانية على مستوى مدرستها اشترت لها عائلتها لعبة في شكل هاتف تنطلق منه أغنية “يا طيبة” وهو ما جعلها في قمة السعادة.

وتضيف عليها نسرين قائلة، إنها عندما نجحت في “السيزيام” زارتها ثلاث فتيات، الأولى قدمت لها منديلا ذا قماش خشن، والثانية قطعة صابون “فا” والثالثة أهدتها قطعة نقدية من فئة 50 دج.
وتساءلت أم محمد بطريقة ساخرة بعد أن قدّمت التبريكات للطفلة الناجحة التي بدت بثوب أنيق، “أي سانكيام يقصدونه؟ سانكيام الدكتوراه أو سانكيام الابتدائي”؟!

بينما عبّر آلاف الأشخاص عن سخطهم واستيائهم من المبالغة في الاحتفال بالنجاح في امتحان عادي، حيث قالت أحلام إن هذا التبذير والبذخ في حفلات “السانكيام” كان من الممكن أن يوجه إلى تزويج شخص فقير.

واعتبرت عائشة أن هذا الأمر هو قمة التبذير، موجهة سؤالها إلى أصحاب هذه الحفلات: “هل تعلمون كم من أب لا يملك قوت يومه؟ وكم من أم توهم أبناءها بشبه وجبة؟، وكم من طفل محروم من لذيذ الطعام والشراب؟”.

لعل من بين الأسباب التي تجعل أولياء التلاميذ الناجحين في “السانكيام” يقيمون حفلات مكلّفة، هي الرغبة في استشعار الفرح بالنسبة للعائلات التي لا تمتلك مناسبات قريبة تجعلها “تفرح”، فتأتي هذه الحفلات لتفجر طاقة “مكنونة” لم تجد المناسبة المواتية لتنطلق.

ولا تخلو هذه الحفلات أيضا من الرغبة في التباهي والتفاخر على الرغم من أن بعض العائلات دخلها بسيط ولا يحتمل مثل هذه النفقات، ولكنها تلجأ للاستدانة من أجل أن تظهر بمستوى مادي رفيع، في هذا السياّق تقول إحدى السيدات معلقة على حفلة باذخة نشرت صورها على فيسبوك، إن صاحبة الحفل تدرس مع ابنتها في الابتدائية “الفلانية”، وهي تعيش رفقة أسرتها في إحدى الشقق العمارنية، بينما أقيم الحفل في قاعة أفراح باهظة الثمن وصرفت عليه الملايين من أجل أن تحظى الأسرة بالمديح والثناء وجميل الكلام، ولكنها لن تحظى به!

مقالات ذات صلة