حظ زيدان ونحس كلوب في نهائي الأحلام بين “الميرنغي” و”الريدز”

ينتظر عشاق كرة القدم في العالم المباراة الختامية للموسم الأوروبي هذا العام، التي ستجمع بين ليفربول وريال مدريد في نهائي رابطة أبطال أوروبا على الملعب الأوليمبي بالعاصمة الأوكرانية كييف، السبت 26 ماي 2018 م، 10 رمضان 1439 ه.
لم يعد في القصة بقية، أما الكأس الـ13 أو العودة إلى مدريد بموسم خال من الألقاب، فقد انتهت جميع البطولات وجميع المباريات للدوريات الخمسة الكبرى، ليتم متابعة نهائي أقوى كأس في أوروبا بل في العالم أجمع.
ويسعى الميرنغي للوصول إلى اللقب رقم 13 في رابطة الأبطال بعدما أخرج أقوى وأشرس الفرق في الشامبينزليغ هذا الموسم وفي مقدمتها بالطبع بايرن ميونخ وجوفنتوس، ولا نتوقع أن يصل ريال مدريد إلى هنا ويُفرط في الكأس الغالية على عشاق الملكي.
من جانبه يأمل في تحقيق حُلم الكأس السادسة لدوري الأبطال، ليصبح الفريق الثالث في العالم الذي يصل إلى الكأس رقم 6 بعد كل من ريال مدريد وميلان؛ لم يكن المشوار سهلاً ولن يكون النهائي سهلاً، ولكن على الريدز محاولة استثمار نتائج جهودهم في الشامبينزليغ هذا الموسم والتمسك بتحقيق الحُلم.
ستشهد ليلة الـ26 ماي، مواجهة فريدة لم نشاهدها إلا في موسم 1981، حين التقى ليفربول الإنجليزي بريال مدريد الإسباني في نهائي أوروبا، لتنتهي بظفر الأول باللقب.

بين الحظ والنحس
المدرب الفرنسي زين الدين زيدان منذ توليه زمام الأمور كمدرب للميرينغي، خاض سبع مباريات نهائية في كافة البطولات لم يخسر أيا منها، بل وكسر العديد من الأرقام القياسية، حيث كان أول مدرب يحصد الألقاب في موسمين متتاليين، وأول مدرب يحصد كأس العالم للأندية في موسمين متتاليين أيضاً.. ويعتبر البعض أن زيدان محظوظ في النهائيات، بينما يعتبره البعض الآخر نتيجة جهد وتعب الفريق طوال المواسم السابقة.
أما بالنسبة إلى يورغن كلوب الألماني، فسيكون عليه كسر لعنة النهائيات التي تطارده، حيث خاض في مسيرته التدريبية ستة نهائيات (أربعة مع بوروسيا دورتموند واثنان مع ليفربول)، وفاز بنهائي واحد فقط، وهو ما كرس فكرة أنه هناك لعنة تلاحق يورغن كلوب منذ سنوات في المباريات النهائية، التي يخوضها.
هذا وواجه كلوب في تاريخه كمدرب 4 فرق من الليغا في مختلف البطولات الأوروبية، وهي إشبيلية، فيا ريال، ملغا، وريال مدريد، وذلك بواقع 15 مباراة، انتصر في 5 مباريات، تعادل في 5، وخسر في مثلها.
من جانبه لا يملك زيدان العديد من المواجهات ضد الفرق الإنجليزية مقارنةً بغريمه، حيث إن سجل كلوب التدريبي يعتبر أطول من زيدان. واجه الفرنسي 3 فرق إنجليزية في خمس مواجهات مختلفة، وهي قطبا مانشستر ونادي توتنهام. استطاع أن يهزم مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، وذلك في إياب نصف نهائي الأبطال موسم 2015-2016 وفي كأس السوبر الأوروبي حسب الترتيب. أما الهزيمة الوحيدة التي تلقاها زيدان من الفرق الإنجليزية فكانت من توتنهام الإنجليزي، حين خسر بنتيجة هدف لثلاثة في ذهاب دور المجموعات من مسابقة الموسم الحالي، بينما تعادل زيدان في مناسبتين، الأولى مع مانشستر سيتي في ذهاب نصف نهائي الأبطال 2015-2016، ومع توتنهام في إياب دور المجموعات من هذا الموسم.

صلاح ضد كرستيانو
كلا اللاعبين يقدمان مباريات رائعة هذا الموسم، ونخص بالذكر النجم المصري محمد صلاح الذي بات الهداف التاريخي للدوري الإنجليزي الممتاز في هذا الموسم. وكما جرت العادة، فإن نهائي رابطة الأبطال يعد معياراً أساسيا لتحديد من ينال الكرة الذهبية في كل موسم، لذلك من المتوقع أن نشهد موقعة تاريخية بين الفرعون المصري وصاروخ ماديرا.
هكذا سيتعامل دفاع الريال مع ثلاثي ليفربول
في مواجهة خط هجوم ليفربول الناري، يتسلح ريال مدريد بخبرة دفاعه في مواجهة تلك التهديدات. فطريق ريال مدريد إلى كييف مر بمواجهة أقوى مهاجمي أوروبا، ابتدأ ريال مدريد بمواجهة باريس سان جيرمان بثلاثية مكونة من كافاني ونيمار ومبابي وتمكن ريال مدريد من العبور مع “كبح” كامل للثلاثي الهجومي.
واستقبل بعد ذلك ريال مدريد ثلاثية ديبالا وهيغواين وماندزوكيتش مع جوفنتوس، عانى الفريق ولكن دفاع ريال مدريد سيطر تماما على الثلاثي الهجومي. وفي نصف النهائي، كان ريال مدريد في مواجهة شراكة هجومية مدمرة للعملاق البافاري من ريبيري وليفاندوفسكي ومولر، عانى الفريق كثيرا من بايرن لكنه نجح في الأخير. هذا إن دل على شيء يدل على مدى حنكة دفاعات ريال مدريد في التعامل مع أي تهديد هجومي يذكر من جانب ليفربول.

يهدف إلى تكرار سيناريو 2013 ..
يورغن كلوب: الخبرة ليست أفضلية.. نملك الرغبة والجاهزية للإطاحة بالريال

أبدى يورغن كلوب المدير الفني لليفربول الإنجليزي، ثقته في قدرة فريقه على مخالفة التوقعات، وحرمان منافسه ريال مدريد الإسباني من الحفاظ على اللقب.
وقال المدرب الألماني في مؤتمر صحفي: “لا أريد التحدث عن الثقة، لكننا نشعر بأننا في حالة جيدة وأعتقد أننا نستحق الوجود في النهائي لأن الشباب كانوا على الموعد. كان المشوار مثيرا حتى الآن، ونريد أن يكون ختامها مسكا”.
ويخوض ريال مدريد النهائي الرابع له في آخر 5 مواسم، لكن كلوب يعتقد أن ليفربول قادر على تعويض نقص الخبرة مقارنة بمنافسه العملاق من خلال ميزات أخرى، تجسدت خلال بلوغ فريقه المباراة النهائية. وقال كلوب في هذا الصدد: “الخبرة مهمة جدا لكنها ليست الأمر الوحيد المهم لاسيما في كرة القدم. أن تملك خبرة أكبر أفضلية، لكن يمكن تعويض هذا الأمر من خلال الرغبة والجاهزية والسلوك والمجهود الكبير، وهذا ما أعشق في كرة القدم”.
ويرغب كلوب في تكرار فوزه مع بروسيا دورتموند فريقه السابق على ريال مدريد، في نصف نهائي رابطة أبطال أوروبا عام 2013. وقال كلوب: “نعم لقد غيرت أسلوبي في 2013 للتغلب على ريال مدريد، وكان ماريو غوتزه يراقب تشابي ألونسو بشكل صارم والجميع كان يعرف ذلك من قبل”.

قال إن المقارنة بين صلاح ورونالدو غير منطقية..
زيدان: نحن الريال النادي الذي يبحث دائما وأبدا عن الألقاب

رفع مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان الحرج عن نفسه، في رده على أحد الصحافيين، حول رأيه في المقارنة الحالية بين هداف ليفربول والدوري الإنجليزي محمد صلاح، وبين هداف “الميرينغي” التاريخي كريستيانو رونالدو.
وقال المدرب الفرنسي: “المقارنة بين صلاح ورونالدو؟ أولا الواقع يقول إننا نملك أفضل لاعب كرة قدم في العالم، ثانيًا وهذا أمر مهم، أنا لا أُفضل الحديث عن لاعبي الفرق الأخرى، يُمكنني التحدث عن رونالدو، وأقول لكم إنه كلما تعرض لانتقادات عاد أقوى لأنه لا يتوتر في الأوقات الصعبة”.
في الوقت ذاته، أصر على أن فريقه ما زال جائعًا للفوز بالكأس ذات الأذنين للعام الثالث على التوالي، وفي هذا السياق قال: “أود القول بأنني فخور بالسنوات الثلاث التي قضيتها مع الفريق كمدرب، هل ليفربول أكثر رغبة وجوعا من ريال مدريد؟ دعونا نتفق على أن ليفربول لديه الرغبة والحماس، لكننا أيضًا لدينا نفس الرغبة والتصميم لتحقيق الكأس للمرة الثالثة”.
وأضاف: “لا يُمكن لأحد أن يقول إننا أقل جوعًا أو رغبة من المنافس الآخر، نحن ريال مدريد النادي الذي يبحث دائمًا وأبدًا عن البطولات، لذا سنبذل كل ما في وسعنا لنُحقق هدفنا بأفضل طريقة ممكنة، هل هناك تشابه بين أداء الفريقين؟ في الحقيقة لا أعرف. ما أعرفه أنهم فريق قوي واستحقوا الوصول إلى المباراة النهائية عن جدارة، وبالنسبة إلي، سأحاول إعداد فريقي بشكل نموذجي للمباراة كما هي الحال دائمًا، مع ملاحظة نقاط ضعف الخصم ومحاولة إلحاق الضرر بهم”.