-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حزمّني يا…؟!

قادة بن عمار
  • 3968
  • 9
حزمّني يا…؟!

قبل سنوات، قدّمت الراقصة المصرية سيئة الذكر والسمعة، فيفي عبده مسرحية تحت عنوان: “حزمني يا بابا” فاعترضت الرقابة في زمن مبارك، على العنوان، وطالبت بتغييره، وهو ما قامت به الراقصة فعلا، حين حذفت كلمة “بابا” ووافقت على إبقاء “حزمني يا..”، وكأن الاعتراض كان ضدّ وجود الأب من أصله وليس في الحزام والرقص؟!

تذكرت هذه الواقعة، وأنا أشاهد ما يقوم به القيادي في التيار السلفي المصري حازم صلاح أبو إسماعيل، وحركته المسماة “حازمون” من حصار لما يصفونها بـ”أوكار الفتنة وأبواق النظام السابق”، وهي القنوات الفضائية “الضالة والمضللة” التي يخرج عبر شاشتها كلّ من لميس الحديدي وزوجها عمرو أديب، محمود سعد وإبراهيم عيسى ووائل الأبراشي!

حازم صلاح أبو إسماعيل لم يعترض على تسمية حركته “الجهادية” باسمه، دون أن يخشى التشبه بالمخلوع مبارك الذي لم يترك مدرسة ولا مسجدا ولا مستشفى ولا ميدانا إلا وأطلق عليه اسمه واسم زوجته “سوزان”.. حتى المراحيض العمومية لم تسلم من اسم القائد الهمام، البطل المغوار، صاحب الضربة الجوية الأولى ضد الكيان الصهيوني في حرب أكتوبر 73!

هذه أوّل خطوة على طريق “التفرعن”… تماما مثلما ساهم بعض الدعاة المأجورين والمشايخ الانتهازيين في تصوير الأمر للرئيس المنتخب شرعيا محمد مرسي على أنه “المنقذ المنتظر” فنقلت الصحف تصريحا شاذا وغريبا لإمام أحد المساجد التي صلى فيها مرسي يخاطبه فيه: انك مثل الرسول صلى الله عليه وسلم حين همّ ببناء الدولة بعد الدعوة،.. فرماه عدد من المصلين بالأحذية وخرج مرسي من الباب الخلفي للمسجد؟!

أكبر مشكلة يواجهها مرسي، لا تأتي من البرادعي ولا حمدين ولا حتى عمرو موسى، فهؤلاء معروفون للرأي العام، ومفضوحون لديه، وتحديدا موسى والبرادعي، ولكن المشكلة تأتي من بعض مستشاريه وقيادات جماعته والمناصرين له، أمثال حازم صلاح أبو إسماعيل!

فهذا الأخير لا يرضى سوى بمنصب الرئيس، وقد كان قريبا منه، أو هكذا تصور، قبل قضية جنسية والدته الأمريكية، لذلك ليس غريبا أنه ومع أول خطأ سيقع فيه مرسي، وبعد تصفية معارضيه التقليديين من الليبراليين واليساريين سيكون له حازم وحركته “حازمون” بالمرصاد، ولا غرابة أن نشاهد انقساما في العائلة الإسلامية غدا بمصر، وهو الانقسام الذي وقع فعلا، ولم ينتبه له الجميع، أثناء التحضير لمليونية الشرعية والشريعة، حين تمسك الإخوان بالشرعية، ودافع السلفيون عن الشريعة؟!

“حازمون” تؤسس لمشهد متطرف في المجتمع المصري المعروف بتدين غالبية شعبه والتزامه، وهو تطرف لا يقل خطورة وتهورا عن تطرف إبراهيم عيسى وعمرو أديب اللذان يطالبان بالانقلاب على رئيس منتخب شرعيا، حيث بات لكل فريق حشده السري والمعلن، وكلاهما كشف عن انتظار ساعة الصفر.. وما أدراك ما ساعة الصفر!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • TAIEB

    الثورة في مصر متواصلة.والمعارضة لم تترك الرئيس يعمل.ان فترة اسقاط مبارك تبدو اسهل من هده الفترة الصعبة والخطيرة على مصر.انها الفوضى السلبية.نتمنى الاستقرار لمصر.امين يارب.

  • ابو العز

    اليوم اصبحت تحلل ما يجري في مصر يا "قادة"؟الامر كبير عليك يا سي "بن عمار"، و الله انصحك بان "تقرا" من عند المصريين و تسكت.

  • عاقل

    الناس اعداء ما جهلوا
    اجزم انك لاتعرف فكر حازم المعتدل
    لا تهرف بما لا تعرف
    الاولى بك ان تكون لديك العقلية الاستقصائية للحكم على الامور
    مقالك يوحي بتمني فشل الثورة لكن هيهات هيهات
    اللهم بارك لنا في خير اجناد الارض في مصر العلماء

  • safar

    الجزائر لم تسعك لتحلل و تناقش فشددت الرحال الي مصر يا اخ قادة و الله رحم الله رجل عرف حق قدره فالزم نفسه منزلتها عد ادراجك الي الجزائر ففيها من الهموم و الام ما يغنيك عن مصر الامر فيها اكبر من قدراتك

  • فايق

    يا صاحب نظرية الطز ..دع المصريين و شأنهم.. واش فراك فيهم ؟؟

  • الشلفي

    اليوم اصبحت تحلل ما يجري في مصر يا "قادة"؟الامر كبير عليك يا سي "بن عمار"، و الله انصحك بان "تقرا" من عند المصريين و تسكت.

  • merzegel

    المصريون لديهم علماء وحكماء كثيرون،وكما انجزوا ثورة سلمية سيتجوزون هذه المرحلة الصعبة رغم الداء والأعداء.مواضيعك كلها مفيدة احبذها لأنها تثلج صدري،وماذا عن الزيارة التاريخية ل أولاند الى الجزائر اريد تحليلا منك يبرد القلب

  • جمال

    هؤلاء الحازمون المتطرفون الذين يتوهمون احتكارهم الحق والصواب، ويكفرون مخالفيهم بلا تردد، النسخة المكررة منهم هي الآن في سوريا، لذلك لانريد أن نساندهم اليوم على أنهم ثوار، ونهاجمهم غدا على أنهم متطرفون، فالظاهرة السلفية التكفيرية المتطرفة واحدة لذلك ليس من الموضوعية ومن الأعقلية أن نساندها في بلد وندينها في بلد آخر، أو أن نكون مؤيدين لها في مرحلة معينة، ونثور ضدها في مرحلة أخرى.

  • اسحاق

    و تبقى ام الدنيا بخير رغم الاعصار السياسى