-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اعتبر مقالات شمس الدين حفيز تدخلا في الشأن الانتخابي

حزب لوبان مرعوب من دعوة مسجد باريس للتصويت ضده

محمد مسلم
  • 3626
  • 0
حزب لوبان مرعوب من دعوة مسجد باريس للتصويت ضده
أرشيف

بعد الخرجات المتكررة لعميد مسجد باريس، شمس الدين حفيز، والتي حث من خلالها الناخبين المسلمين والجزائريين على وجه الخصوص، إلى عدم التصويت لصالح حزب التجمع الوطني الفرنسي، وهي التسمية الجديدة لحزب الجبهة الوطنية الفرنسية، اليمينية المتطرفة بقيادة عائلة لوبان، تحرك هذا الحزب ليرد على شمس الدين حفيز.
الرد جاء في صورة سؤال برلماني يحمل الرقم 18504، وجهه النائب في الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى للبرلمان) عن الحزب المتطرف، جوليان اودول، لوزير الداخلية الفرنسي، جيرالد موسى دارمانان، بخصوص ما اعتبره تدخلا جزائريا في الشأن الداخلي الفرنسي، وذلك قبل نحو أسبوعين من موعد الانتخابات التشريعية المسبقة، التي دعا إليها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
وجاء في السؤال: “يلفت جوليان أودول انتباه وزير الداخلية وأقاليم ما وراء البحار إلى المواقف التي اتخذها مسجد باريس الكبير بخصوص الانتخابات الأوروبية التي جرت في 9 جوان 2024. وبالفعل، يوم 22 ماي 2024، خاطب عميد المسجد الكبير بباريس ودعا المسلمين إلى التصويت في الانتخابات المقبلة لمواجهة اليمين المتطرف”.
وأضاف صاحب السؤال: “في مقالته الأسبوعية المنشورة على الموقع الإلكتروني لمسجد باريس الكبير، يوضح بشكل خاص أنه: “كفرنسيين ومسلمين، من واجبنا أن نشارك بنشاط في الانتخابات الأوروبية والوطنية من أجل “تعزيز ديمقراطيتنا”، وقيم العدالة والمساواة والتضامن”.
ويرى النائب اليميني المتطرف أن هذا التصريح الصادر عن عميد مسجد باريس “غير مقبول من ممثل دين، ويشكك في تسييس مسجد باريس الكبير الذي ينبغي أن يبقى على الحياد” على حد زعمه، مشيرا الى استقباله أحد مرشحي حزب “فرنسا الأبية”، في الانتخابات الأوروبية، في إشارة إلى النائب صابرينة صبايحي، ذات الأصول الجزائرية.
ويتهم النائب المتطرف عميد مسجد باريس، بالموالاة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، لعدم إدانته ما قامت به المقاومة وهي تدافع عن الفلسطينيين، والدعاية لها وكتب: “لقد رفض هذا الشخص الاعتراف بحماس كمجموعة إرهابية واعتاد على الإدلاء بتصريحات مثيرة للجدل”، مستحضرا بيانا صادرا عن المسجد في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر 2023، والذي لقنت فيه المقاومة الفلسطينية درسا للكيان الصهيوني لن ينساه.
والمثير في السؤال هو أن النائب المتطرف يضع مسجد باريس الكبير ضمن أعداء الجمهورية في فرنسا، لأنه ينتقد الأفعال المعادية للمسلمين، كما يزعم أنه يتغافل عن معاداة السامية، التي عادة ما يرفعها كل من حمل لواء التمييز العنصري ضد المسلمين، عندما ينتقدون الجرائم الوحشية للكيان الصهيوني في قطاع غزة.
ولم تكن هذه التصديرة سوى مقدمة لاتهام السلطات الجزائرية بالتدخل في الشأن الداخلي الفرنسي، وذلك انطلاقا من اعتبارها مسؤولة عن المسجد الكبير بباريس، من حيث تمويله بما يصل إلى 2 مليون يورو سنويا، وفق ما جاء في سؤال النائب المتطرف.
وهنا يتساءل النائب اليميني “كيف سيكون رد فعل حكومة الجزائر إذا تدخلت هيئة ما تمولها فرنسا جزئيا في الانتخابات الجزائرية؟ قبل أن يطلب من وزير داخلية بلاده إدانة تصريحات عميد المسجد الكبير في باريس ودعوته إلى احترام النظام.
ويكشف هذا السؤال عن تخوف اليمين الفرنسي المتطرف من مخاطر تجاوب الجالية المسلمة في فرنسا مع دعوة شمس الدين حفيز للتصويت ضد حزب التجمع الوطني الفرنسي المتطرف، ما يقلل من حظوظه في الفوز في الانتخابات التشريعية المرتقبة في الثلاثين من الشهر الجاري.
وتكفل القوانين الفرنسية الحق للناخبين التكتل لمواجهة أي مرشح يهدد مصالحهم حالهم حال بقية الفرنسيين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!