الرأي

حزب جديد “بالموسطاش”!

قادة بن عمار
  • 6426
  • 25

إذا صح الحديث عن مشروع الحزب السياسي الجديد للوزير السابق عمر غول، واستقالة عدد من النواب من أجل الالتحاق به، وكذا قيادات بارزة في حمس، أهمها رجل الأعمال لطيفي، فإننا بصدد ميلاد ثان حزب سياسي بالموسطاش في البلاد، بعد الأرندي!

لا بل إن الحزب هذه المرة سيولد بالموسطاش واللحية والقميص، رغم أن غول وجماعته من الإسلاميين المودرن، والذين لولا الإعلام الاخواني تارة، والتعليقات الفايسبوكية تارة أخرى، لنسينا فعلا بأنهم إسلاميون أو تربّوا في حضن الشيخين نحناح وبوسليماني!

السلطة الفعلية في البلاد تبحث عن حصان سياسي جديد لتراهن عليه في خضم الربيع العربي، والثورات الشعبية الباحثة عن التغيير، وطبعا، فهي لن تراهن مجددا على ديناصورات الأفلان التي باتت من الماضي، ولا على الأرندي الذي فقد حتى القدرة على الدفاع عن رجاله الواقفين الذين ساهموا في تأسيسه، كما أن حمس في ظل أبو جرة سلطاني لم يعد أداؤها مقنعا في صف الموالاة، ويبدو عبد الرزاق مقري عصيا على التدجين، وبالتالي، لا يوجد أفضل من عمار غول.. وجه سياسي بارز، ارتبط اسمه بأهم مشروع في عهد الرئيس بوتفليقة، وهو الطريق السيار، كما أن طموحه للصعود واختزال المراحل متوفر بفائض إضافي، والأهم من كل هذا وذاك شهيته مفتوحة للسلطة!

لا أحد يتأسّف على انشقاق وانقسام حركة مجتمع السلم في عهد سلطاني، بل الأسف الحقيقي كان يوم تشتتها عقب رحيل رمزها الأول محفوظ نحناح، أما في العهد الحالي، فإن شق عصا الطاعة يعدّ أمرا طبيعيا، ومتوقعا بالنظر إلى أن الغموض الذي يلف علاقة سلطاني بالسلطة جعل الكثير من الأيادي النظيفة داخل الحركة تحتار في تعاملها مع الرأي العام، وتعجز عن تبرير ما لا يبرر في سياق التنازلات المستمرة من طرف القيادة، وتسبب ذلك في اندثار الصورة الحقيقية للنضال السياسي الذي محا صورة الإخوان في المعتقلات والسجون والشوارع، واستبدلها بصورة الأسياد الجدد في الحفلات والفنادق والصالونات المكيفة!

هذا الكلام قد يثير غضب البعض، وشكوك البعض الآخر، خصوصا أن أبو جرة سلطاني الآن يبدو معارضا شرسا للسلطة، ومعه الإصلاح والنهضة، ضمن تكتل سياسي هجين، أطلقوا عليه وصف الجزائر الخضراء، لكنها معارضة مؤقتة، السبب فيها سحب السلطة يدها من صفقة اقتسام الريع، وقد كان من أبسط الأشياء التي يجب على قيادات التكتل فعلها بعد فضيحة هزيمتهم في التشريعيات، هي استقالتهم من مناصبهم وإنهاء التجربة الفاشلة للبحث عن صيغ جديدة للعودة، فنحن وإن صدقنا تزوير الأفلان للفوز، فإنه لا يمكننا نفي هزيمة حمس ومن معها!

ثم كيف يستقيم الحديث عن تزوير للإرادة الشعبية في كل الولايات مع وجود اكتساح لقائمة عمار غول في العاصمة؟ ونحن نعلم جيدا ما معنى العاصمة.. وكيف استفاد غول جيدا من المثل القائل: القريب من العين والقلب… قريب من الصندوق!

نخشى أن التاج الذي يبحث عنه عمار غول، مثلما يريد تسمية حزبه الجديد، سيكون انتكاسة حقيقية للتيار الإسلامي، وإفراغا لهذا الأخير من مبادئه المتبقية، خصوصا أنه لن يكون حزبا سلطويا يولد بالموسطاش وفقط، أو أرندي مكرّر، لكنه سيمثل نقطة النهاية في العلاقة بين الشعب وهؤلاء الإسلاميين المفبركين، لعل وعسى يأتي التأسيس والميلاد ببذور الفناء والتجديد بعد الهدم.

مقالات ذات صلة