الرأي

حزب “التكركير” الديمقراطي!

قادة بن عمار
  • 20313
  • 0

حالة “التكركير” الاقتصادي” و”التكعرير” السياسي التي توجد عليها البلاد حاليا لا يمكن إلا أن تنتج لنا طائفة جديدة تسمى “الطائفة الكركرية” سرعان ما تتحول إلى أكثر موضوع يشدّ انتباه الجزائريين افتراضيا وواقعيا!

الطائفة “الكركرية” باتت أهم لدى الجزائريين من تأخر التحقيق في مصانع السيارات، وكثرة الوفيات في المستشفيات، ومن منع قافلة جزائرية لإغاثة سكان غزة، وتراجع الدبلوماسية الجزائرية في المحافل الدولية..أهم حتى من فوضى الاستيراد وعودة مافيا الحاويات، وصراع رجال المال للتحكم في الحكومات.. وأهم أيضا من تراجع مستوى التعليم وحيرة الأولياء في مستقبل أبنائهم، ومن غياب رؤية سياسية واضحة للخروج من الأزمات وإنقاذ البلاد والعباد.

قد يكون في صالح السلطة وفي مثل هذا الوقت بالذات والذي تكثر معه الحسابات، أن ينشغل الجزائريون بـ”الكركرية” لكن أين هي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني؟ ولماذا لم تعد هنالك فعالية في إحداث التغيير ونقل النقاش إلى مناطقه الصحيحة؟ !

ألم يتحول الفايسبوك إلى أكبر حزب في الجزائر؟ بدليل ما نشرته جمعية “راج” قبل يومين عن دراسة قالت إنها شملت آلاف الشباب في 41 ولاية، وقد أثبتت أن 1 بالمائة منهم فقط “متحزبون”، ونسبة كبيرة لا تؤمن بالعمل السياسي بل وتعتبر الحملات الانتخابية ضحكا على الذقون !

وفي الدراسة المذكورة، نقرأ أن أزيد من 60 بالمائة من الشباب لا يعتبرون الانتخابات مزورة، بل يرونها مغلقة ولا يمكن لها إحداث التغيير، وهنا إسقاط جديد لآخر شماعة كانت تستعملها بعض الأحزاب لتعلق عليها كل الخيبات والانكسارات، فالشباب لا يؤمنون بـ”غول” التزوير لكنهم يؤمنون بأن تلك الأحزاب أفلست وانتهت.

كيف لا تظهر “الطائفة الكركرية” ومشتقاتها في الجزائر، والسياسيون عندنا لا يقدمون أي موقف بخصوص القضايا الراهنة التي تعيشها البلاد، بل ولا تعثر لهم حتى على ربع موقف كما باتوا عاجزين عن إصدار بيانات التنديد والشجب والإدانة، وقد قرأنا ما بعد التعديل الحكومي الأخير من يدعو إلى التوافق السياسي والاقتصادي ومن يروج لمصالحة تنموية، وغيرها من الخطابات العامة والكلام المكرر الذي لا يغني ولا يسمن من جوع ! 

الطبقة السياسية عندنا لا تحسن حتى استعمال الفايسبوك، فنجدها استغل هذا المنبر للتنديد بجريمة برشلونة والتزوير في كينيا ولا يستطيعون الإدلاء بموقف واضح مما يحدث في بلدهم وعلى بعد أمتار من سكناهم؟

في ظل هذا المشهد الشاحب واليائس والمتكرر، ليس مستبعدا أن تظهر “الكركرية” ومعها قد تظهر قريبا طائفة “البغريرية” التي تمجّد البغرير السياسي!

مقالات ذات صلة