الجزائر
نساء قفزن من الطوابق العليا هربا من النيران

حريق مهول بمستشفى في الوادي وهبة شعبية لإنقاذ النزلاء

بديع بكيني
  • 1055
  • 3
ح.م

شب حريق مهول بمستشفى الأم والطفل بشير بالناصر في مدينة الوادي، مساء الجمعة، وشوهد الدخان منبعثا من المستشفى وسط صراخ النساء وبينهن حوامل ونافسات ومنهن من كن مرافقات لأطفال مرضى، حيث سارع المواطنون إلى عين المكان، وجلبوا السلالم لإخراج نزلاء المستشفى، كما حاولوا إطفاء النيران، وسط حالة من الهلع، والغضب بسبب عدم وجود العدد الكافي من قارورات الإطفاء، كما أكدوا أن الحماية المدنية تأخرت نوعا ما عن الوصول لموقع الحدث، فيما تساءلوا أين كان الطاقم الإداري والطبي لحظة اندلاع الحريق؟
وذكر شهود عيان بأن عددا من النساء قفزن من الطابق العلوي بعد أن حاصرتهن ألسنة اللهب، ولم يجدن مخرجا للهروب إلا من النوافذ العُليا، فيما تواصلت عملية إجلاء المرضى والأطفال وإخراجهم من داخل الغرف التي شبت فيها النيران، فضلا عن الدخان الكثيف الذي عم الأرجاء، حيث عمد المُنقذون إلى كسر زجاج النوافذ والأبواب، للسماح بالتهوية وخروج الدخان الكثيف، فيما ذكر أحد طواقم المستشفى، أنهم لحسن الحظ تفطنوا في الوقت الحرج وقاموا بإغلاق شبكة الأوكسجين، ولولا هذا الإجراء، فإن مصير المستشفى الذي أفتتح في الحقبة الاستعمارية يوم 5 جوان 1959، كان سيشهد انفجارا مُروعا، ولن يبقى له أثر، لا هو ولا الذين فيه من مرضى وأطباء.
ويرجح أن السبب الرئيس وراء نشوب الحريق هو اشتعال مقبس كهربائي متعدد المآخذ، كان موصولا بين ثلاجة ومكيف للهواء، ومنه سرت ألسنة اللهب بسرعة البرق لتعم سائر غرف المستشفى، والتي لم تحترق بالنار، تحول لونها للأسود بسبب الدخان.
وذكر مختص في الكهرباء، أنه في حال صحت فرضية الشرارة الكهربائية، فإن سبب أغلب الحرائق الكهربائية، نوعية قاطع الدارة الكهربائية، الذي يفترض أن يقوم بقطع التيار بمجرد وقوع خلل او تلامس بين الموجب والسالب، وبذلك يمكن التحكم في الحريق، لكن إذا وقع الخلل ولم تُقطع الدارة الكهربائية بصفة تلقائية، فإن النار حين تندلع، لن تتوقف، وستسري في جميع الأرجاء بسرعة فائقة ولا يمكن التحكم فيها إلا بعد قطع التيار الكهربائي.
وقامت إدارة المستشفى بفتح جناح بمستشفى بن عمر الجيلاني بالشط، ونقلت النزلاء إلى هناك، لمواصلة تلقيهم العلاج، لاسيما الذين كانوا في الإنعاش، فيما تم إطلاق برنامج استعجالي لإعادة ترميم المستشفى، واقتناء تجهيزات جديدة لتعويض تلك التي التهمتها النيران، كما زار والي الولاية موقع الحدث، وأثنى على الحماية المدنية، التي نسب لها عملية إنقاذ المرضى وإجلائهم رفقة الطاقم الطبي للمستشفى، ولحسن الحظ أنه لم تقع خسائر بشرية، نظرا للهبة الشعبية التي أنقذت الموقف وقامت بإنقاذ الأطفال وأمهاتهم من داخل المستشفى.

مقالات ذات صلة