-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حتى لا يموتوا… مرتين!

قادة بن عمار
  • 3279
  • 20
حتى لا يموتوا… مرتين!

مخجل جدا أن يتورط “إرهابيون” جزائريون في محاولة اغتيال وزير الداخلية التونسي، لكن مخجل أكثر.. استقالة النظام عندنا عن معالجة هذه القضية التي تتصاعد يوما بعد آخر، وتتعلق بانخراط شباب جزائريين في عمليات إرهابية، ليس في تونس وحدها وإنما في عدة بلدان أخرى، وكأن الأمر لا يعنيه، ولا يهمه!!

قد يقول البعض: ماذا بوسع السلطة أن تفعل؟ هل يمكنها أن تقتلع فكرة “الجهاد” من رأس شاب عشريني أو ثلاثيني، اختمرت حتى تحولت إلى حقيقة لا غنى عنها، ولا يمكن التنازل عن واقعيتها مهما تزايدت الفتاوى وتعددت الآراء وتباينت الاجتهادات الفقهية والسياسية!!

لكن هذا المبرر، وإن كان صحيحا، لا يبرئ النظام تماما، فهذا الأخير لايزال يتعامل مع الأمر على أنه “أمني بحت” فيكثف من التعاون مع تونس وليبيا، يسيّج الحدود بالمزيد من الجنود، ويعسكر الديمقراطية داخليا بإلباسها رداء الأمن والاستقرار، مبينا أن التغيير أو حتى مجرد التفكير فيه، سيحوّل الجزائر إلى قطعة أخرى من قطع النار التي أنتجها الربيع العربي، بيد أن الواقع، عكس ذلك تماما، فهؤلاء الشباب الذين توجهوا إلى تونس وسوريا، وغيرها من بؤر التوتر، مازالوا في أعمار صغيرة، تجعل من فكرة احتوائهم أمرا ممكنا، كما أن غيرهم من الذين يطاردهم هاجس ما يتعرض له السوريون من دمار وخراب، يجب الوصول إليهم قبل اختطافهم من جيوب التطرف، لإقناعهم بفكرة واحدة، أن السوريين لا يحتاجون مجاهدين، ولا أموالا، بل هم بحاجة لإرادة سياسية من الداخل والخارج، حتى يتخلصوا من هذا الهمّ الذي يؤرقهم منذ ثلاث سنوات وأكثر!

التقصير الآن في معالجة أزمة الشباب المسافرين بنية “الجهاد” في تونس، ليبيا وسوريا وغيرها من البلدان، سيجعل من الجزائر مستقبلا، مهددة بمخاطر شتى، أبرزها، الدخول في مواجهة حتمية مع هؤلاء، حين يعودون بأفكار “متطرفة”، معظمها “انتقامية” تتغذى من “جبروت النظام”، وضعفه السياسي والأمني، ونقص أخلاقياته، علما أن كل هذه المبررات تعد واقعية جدا، بل اتسعت في السنوات الماضية، بشكل بات مقلقا!

منظر الأمهات اللواتي صُدمن مؤخرا برؤوس أبنائهن تتطاير في سوريا، هو منظر مؤسف ويدمي القلب، تماما مثل الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن في الطرف الآخر.. هكذا هي الحروب، يخطط لها المتآمرون، ينفذها السياسيون الجهلة، ويدفع ثمنها الأبرياء والبسطاء!

لكن على عاتق السلطة مسؤولية أخلاقية كبيرة في منع توجه مزيد من الشباب نحو بلدان الفوضى.. فما عشناه في الجزائر يعد كافيا لوقف البحث عن مشاكل جديدة، كما أن الدم الذي سال أنهارا على امتداد سنوات طويلة في بلادنا، ما يزال “ساخنا” لم نتوصل بسببه حتى الآن إلى طريقة مجدية لإقناع الناس جميعا بضرورة التعامل مع الأمر “كماضِ يصلح للنسيان” ولو بالتواطؤ على الذاكرة وخيانتها.. أنقذوا هؤلاء الشباب حتى لا يموتوا مرتين.. الأولى بسبب الإحباط في الداخل.. والثانية في سبيل “جهاد” لم تتفق الأمة على “صوابه”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
20
  • ali

    تعقيب على ملاحظة عبد الله من الجزائر التعليق13: العنوان صحيح لأن للفعل المضارع بعد (حتى) ثلاث حالات:
    1- الفعل المضارع الدال على الاستقبال، ويتعين نصبه، كقوله تعالى: (حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ) (الحجرات: 9). والعنوان فعله المضارع دال على المستقبل
    2- المضارع الدال على الحال، ويتعين رفعه، ومثَّل العرب له بقولهم: "شربتِ الإبل حتى يجيءُ البعير يجر بطنه".
    3- المضارع الدال على الماضي في معناه، ويجوز فيه الوجهان: الرفع والنصب

  • حروشية

    يا خويا قادة خلونا نعيش بسلام فقط وروحو هوما الى ارض اخرى و يتعاركوا.

  • SAMY

    Etant musulman pratiquant , mais pas hypocrite, en séjournant en FRANCE, ça m'a plu et j'y suis resté.
    Un jour, passant devant une place publique, j'ai vu des jeunes français rouler sur la glace, avec d 'autres jeunes filles très belles, sous chanson de DAYANA (SHINE BRIGHT LIKE DIAMENS).
    Mon cœur a vibré à 100 à l'heure sous l'effet des images et de la musique, malgré que j'écoute le CORAN quotidiennement.
    Ca m'a donné envie d'être en mouvement avec ces jeunes, malgré, je suis VIEUX.

  • دلال

    لا اظن يا سيدي انو الارهاب يتغذ من المدرسة و المسجد بل الارهاب ينشط عندما يحدث تقصير من المدرسة و المسجد و لذلك نقول الم يحن الوقت لاعطاء المسجد مكانته الفعلية فلا احد ولا اي مؤسسة تستطيع محاربة التطرف الا الفكر الوسط و الذي يكون باطلاق المنابر والعمل الجاد في التوعية والتثقيف و نقول اي هم خريجوا الجامعات الاسلامية و المعاهد الم يدرسو لمثل هذا لما لا يفعلون و تتاح لهم الفرصة و المجال وتفتح لهم المساجد و الجرائد و حتي الاذاعات و القنوات ف الحل الامني لم يفلح قبلا ولن تعطي النتائج المرجوة منه حال

  • عبد الحق

    شكرا أيها الأخ المحترم جدا
    مقال جريىء من شاب مهموم بحال إخوانه
    أنا أشاطرك الرأي في الجهة المسئولة و هي بدون أدنى شك الأنظمة العربية و منهم طبعا النظام الجزائري الذي جعل الشباب يعيش إحباطا فاحشا لا يثق في أي شيىء خاصة إذا أتى من السلطة .
    شباب محبط يعتبر نفسه ميت سواء بقي في بلاده أو هاجر لما يسمى الجهاد .

    يا اخ قادة هل تظن أن الشباب الذي يذهب للجهاد في أية بقعة من هذا العالم مخير أم هو مسير من طرف جهات لا نعرفها .
    لا نقول أن الانسان العربي لا يعيش الحقرة و التهميش لكن السلاح ليس الحل

  • nancy

    حقا السبب الحقيقي هو النقص الفضيع في التوعية عليكم توعية الشعب فكل محضور مرغوب واخواننا مغرر بهم من جهات تدعوا للدمار و التقتيل عليكم بالعلم وتنظيم المحاضرات ورفع الستار عن حقائق التسعينات لنتعلم منها

  • naji

    ربي يجيب الخير. الدنيا تتغير من حولنا ونحن في سبات عميق.

  • عبد الله

    أخي بن عمار أحترمك كثيرا وشكرا على مجهودك المميّز، عندي ملاحظة لغوية " لا" في عنوانك هي نافية وليست ناهيو وبالتالي سقطت منك النون في آخر كلمة يموتون.
    وشكرا
    كما أنبه صحفيي الشروق التي أقرؤها كثيرا أنّ بعد "حيث" في اللغة تأتي جملة مستأنفة وبالتالي تأتي بعدها "إنّ..." وليس "أنّ...."

  • rahim

    je blame les parents et les oulemas mazal machefte oulled les oulemas fi la syrie ou la lybie ils meritent la mort

  • اميرة

    جددوا الخطب و ثقفوا الشباب فالعلم ينشر الوعي. علموه دينه من المنبع فالكتاب المبين و السنة النبيوية الشريفة هما نبراسين لامتنا للنهوض من جديد. حاربوا الفكر المتطرف فقد اهلك الحرت و النسل و لن يحارب الا بالمعرفة. ما احوجنا الى ابن رشد و ابن سينا و فرابي و ابن خلدون اخرين حتى تتفتح العقول فلقد عاشت الحضارة الاسلامية اجمل ايامها بفضلهم و قدمت للانسانية جمعاء اعمال جليلة كانت و لا تزال تسطع في سماء البلدان المتحضرة.

  • mouloud

    اشكرك الاخ قادة على المقال والموضوع المهم ;
    اشاطر الرقم واحد 1 الراي على طرحه "إحياء ملتقيات الفكر الإسلامي " لان المشكل عميق جدا ولا بد من معالجته من جذوره والدليل على ذلك تعليقات القراء عموما على مثل هذه الموضوعات ينم على جهل كبير في ما حصل وما يحصل الان وخاصة فاءة الشباب الذين انقطعت بهم السبل لفهم ما حدث عندنا على الاقل في 90 وما قبلها وما بعدها . ومن باب التجديد والتبديل فلنسميها " ملتقيات الفكر الإنساني " بدل الإسلامي, ربما لقي تجاوبا من اهل القرار , لان كلمة الاسلام اصبحت متهمتا للاسف

  • عبد الرحمن

    بسم الله الرحمن الرحيم. إن هؤلاء الذين يسمون جهاديين،ماهم في الحقيقة إلا مرتزقة جندهم الغرب بأموال طائلة ودفعهم إلى تخريب أوطانهم تخريبا فظيعا.هل يعقل أن يساند الغرب الجهاديين بالأموال و العتاد والسلاح لسواد عيونهم،لو لم يكونوا عجينة طيعة في يده؟فهؤلاء المرتزقة يدركون ويعلمون جيدا أنهم يقومون بإجرام فظيع،وحتى يخفوا إجرامهم تستروا بالدين وتقنعوا به لمغالطة أهلهم. وهؤلاء المرتزقة يحملون في نفوسهم روح الثأر والانتقام لماضيهم الأسود ضد أوطانهم.والعجيب في الأمر أطلق على خرابهم :الربيع. فمتى نستيقظ؟

  • نورالدين الجزائري

    أن الله تعالى فتح عليهم بالفقه / الفهم / العلم و بعدها تفسير الأحداث و لكن أبوا إلا أن يغلقوا هذا الباب فمنه سبب كسره الشباب ! الكون يتكون من : خلق و أمر { ألا له الخلق و الأمر ..} فلابد من فهم الخلق و الشرع و المزج بينهما ... إنحراف الشباب و سقوطه فيما لا نحب و لا نرضى هو فيما لا نحب و لا نرضى في ذلك السياسي و الفقيه في تكوين هذه الطاقة الشبابية التي من ميزتهاالحركة: السرعة التغيير القوة لابد أن يوكنا معها!! A jour فإذا سبقت العربة الخيل أو عجزت الخيول سحب العربة فإنهما لن يصلا و السقوط واقع

  • نورالدين الجزائري

    أين هو ذاك الفقيه ؟ كم سعدت و فرحت بسماعي تغيير مسؤولي وزراتا الثقافة و الأوقاف و لكني صعقت عندما سمعت أن أول مرسوم صدر من هيئتنا التقية الموقرة الوارعة ذات النظرة الثاقبة و كأننا نعيش زمان السلطان سليمان القانون كل شيء على التمام:لابد من صعقها قبل ذبحها ؟! ياأمتي ؟!! هل الحدود جائت قبل النصوص و تبيان المعروف ؟ فلماذا نبدأ بالصعق قبل العلم و القول ؟ هذا إذا قبلنا أن الصعق حكم شرعي أصيل نسيه الأوالون فاليحييه الباقون ! إن من طامات مشايخنا في كلامهم و تفكيرهم يعتمدون على مبدأ الكشف الغيبي و ينسون

  • نورالدين الجزائري

    في كل حركة من الحركة بل تنحرف ( و أسباب أخرى ) فتكثر المظالم بكل أطيافها و ينطفئ العدل بكل جماله و سداده . و لكن حتى لا ندخل أنعوم و ننسى كساتنا ! على ضوء هذا التفكير و التحليل و التبرير على واقعنا أين هو دور السياسي و الفقيه ؟ ــ أين هو ذاك السياسي البصير بأمور الحياة القادر على تفسير أحداثها يستشار و يشير و يسأل و ينزل إلى أبسط رعية حتى تجتمع له حوصلة نفيسة في دماغه فيصل لفهم الواقع أقول : فقه الواقع ! و بالتالي لا ننكر عليه قوانينه لأن فيها ثنائية الخير و الفلاح و الشيء من معدنـه لا يستغرب !

  • نورالدين الجزائري

    و حتى لا نموت جميعا فالنتعلم مرة و مرات !
    إن الناظر لصورة شد الحبل بين الدول و الجماعات المسلحة لابد أن يسأل عن أسباب هذا الشد بدل من أن ينتظر من الذي يسقط منهما أو كلاهما ؟ سيلان الحبر التفكير الساذج و السؤال المسفطط أتعبنا و أفلسنا : من يقتل مَن ! أنا و بعدي الطوفان !و هلم و جر.. هذا الإرث التاريخي الثقيل المدمي لم نعالجه بالعلم و الحكمة لأن ساعتها كانا مغيبا ، فالجماعات المقاتلة لا تصبغ على الواقع الشرعية، بمعنى ليس في الإمكان إبداع مما كان ، بل تسعى للتغيير بدون ضابـط شرعي يقودها

  • محمد رايس

    هناك تقصير واضح في محاربة الارهاب و الاكتفاء بالحل الامني . اين دور علماء الاجتماع و النفس في ادارة الازمة و اقناع الشباب في عدم الوقوع في الشبكات الاجرامية التي ترسلهم الى الموت مجانا و طيشا بدعوى الجهاد . اين هو دور المجتمع المدني و المدرسة و المسجد , بل ان هؤلاء يبقون مجرد محرضين غير مرئيين و لا احد ينتبه لخطرهم . بعض خطب الجمعة عندنا تدخل في اطار التحريض على الارهاب و التطرف و لا احد ينتبه لذلك , ثم بعض المظاهر الوجودة في الشارع حتى ليحسب المرء انه في وسط قندهار , اين الدولة من كل هذا ..

  • ياسين يحي

    مقال جريء وجميل جدا موفق باذن الله

  • محمد رايس

    مقال رائع و يعالج المشكل من جذوره . اعتقد ان الارهاب يتغذى من المدرسة و المسجد و الانترنت و لا بد على الدولة الجزائرية ان تقوم بدورها في حماية الجزائر من هذا الوباء الذي استفحل كثيرا و سيؤدي الى دمار شامل ان لم تقم بما يلزم .

  • بدون اسم

    الشعب يريد إحياء ملتقيات الفكر الإسلامي