-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حتى أنت يا قسنطيني!

قادة بن عمار
  • 3582
  • 0
حتى أنت يا قسنطيني!

قبل سنوات قليلة كنا نتساءل: ما الذي سيحدث لنا حين نستيقظ من سكرة البترول؟يبدو أن الجواب عن هذا السؤال بات يصلنا يوميا وعلى لسان العديد من المسؤولين في الفترة الماضية، آخرهم التقرير الذي أصدره فاروق قسنطيني، وأيضا تصريحات وزير المالية ومدير بنك الجزائر، ناهيك عن تحذيرات أحمد أويحيى!!

الملمح الأساسي لكل تلك التقارير والتصريحات يثبت أن البلاد متجهة نحو الهاوية وبدون فرامل!

المثير أن توقع الكارثة يأتي هذه المرة من طرف السلطة ورموزها وليس من جهة المعارضة المنشغلة بانقساماتها الداخلية!

ومن جملة المؤشراتالكارثيةالتي قرأناها في الساعات الماضية فقط:

  تأكيد بنك الجزائر على أن احتياطي الصرف تراجع إلى ما يقارب 159 مليار دولار في مارس الماضي، وهو الاحتياطي الذي قال وزير المالية إنه لن يكفي لتغطية صادرات البلاد سوى لـ 26 شهرا فقط!

عائدات النفط انخفضت إلى النصف، حيث بلغت 8 مليار دولار فقط في الثلاثي الأول من السنة الجارية.

صندوق ضبط الإيرادات (الذي نسمع عنه كثيرا منذ سنوات، ولا نعرف له طريقا أو وظيفة، ولا حجم استغلاله) يعاني عجزا بلغ 10 بالمائة!

لجنة حقوق الإنسان التي عينها الرئيس بوتفليقة تبعث تقريرا قبل ثلاثة أشهر تقول فيه إن الفساد بات ينخر الموارد الوطنية بشكل غير مسبوق، وأن قيمة الأموال المهربة إلى الخارج في ظرف عشر سنوات فقط، تجاوزت الـ16 مليار دولار!

زعيمة حزب سياسي بحجم لويزة حنون (نصّ سلطة ونصّ معارضة) تتهم مدير ديوان الرئيس بأنه يفتي لسرقة المال العام ويسلم البلاد إلى حفنة من رجال الأعمال، وهذا بعد أيام فقط من تصريحها أن 30 بالمائة من الوزراء فاسدون، ولا أحد تحرك للتحقيق من صحة أو كذب تلك التصريحات!

الولاة أثبتوا فشلهم في العديد من الملفات، وإقالة والي أدرار بتلك الطريقةالمفضوحة إعلاميايعد إنذارا لبدء مرحلة جديدة، ناهيك عن عجز البلديات حتى عن إنشاء مساحات خضراء صغيرة، فما بالك بمشاريع أكبر في ظل تعليمة حكومية تمنع استيراد العتاد العمومي بسبب التقشف، وتؤكد توقف ضخ الكثير من الميزانيات في أرصدة مشاريع مهمة على غرار بناء المدارس والمستشفيات والسكنات التي كان مقررا تسلمها مع بداية الدخول الاجتماعي المقبل!

الجميع يتحدث عن هذه الأرقام.. ويحذر منها، ولكنهامزاميرلا تجد من يستمع أو يقيم أدنى اعتبار لها، علما بأنها تثبت توجهنا نحوالكارثةمثلما قلنا سابقا وتنقلنا دون استئذان، من مرحلةالبحبوحة الماليةإلى مرحلةالبحّ…”!!

لذلك فتحت السلطة طريقاتفاوضيانحو المعارضة، فهي تدرك تماما أنها باتت بلا مال، أو بلا ريع تستند إليه أو تعتمد على توزيعه حتى تستمر..

والدراهم مثلما قال شاعر عربي قديمتكسو الرجال مهابة وجمالا.. فهي اللسان لمن أراد فصاحة، وهي السيوف لمن أرادا قتالا“!

لذلك يفكر الجميع في القفز من السفينة قبل أن تغرق، آخرهم فاروق قسنطيني نفسه حين قال في تصريحجريءومانشيت صحفييدلعلى شجاعة متأخرة“: “أنا هنا في منصبي لأقول الحقيقة وليس لمجاملة السلطة.. وفي اليوم الذي سيطلب فيه

البعض منّي تزوير تلك الحقيقة سأبقى في بيتي“!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • بدون اسم

    ويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر»، قالها شاعر وأديب لبنان، جبران خليل جبران، و ليس من قلت

  • بدون اسم

    ما ينقص المسؤولين في الجزائر الشجاعة في قول الحقيقة للشعب...

  • أ.حداد

    لا أحد ينكر مقولة جمال الدين الأفغاني/ويل لأمة تأكل مما لا تنتج و تلبس مما لا تنسج والشعب الجزائري بسلطته"كما تكونوا يولى عليكم أو يولى عليكم كما تكونوا" ينطبق عليه المثل الشعبي المعروف "وكلو ما يشبع حدثو ما يسمع" أي حتى لا نظلم أي طرف من هذا المجتمع حاكما أو محكوما و لا ننحاز لجهة على حساب الآخر و عملا بالمثل الأجنبي"المرؤوس صورة لرئيسه" ونحن حاكما أو محكوما نطبق "احييني اليوم واقتلني غدوة"
    لذلك فنحن أحياء اليوم وحتما سنموت جوعا غذا بسبب أخطائنا العمدية اقتصاديا"كما تدين تدان".

  • أيوب الصابر

    ولكن ماذا عن الصحافة التي لم تدخر جهدا في تغطية الحقائق وتضليل الناس بمشاريع وهمية وإصلاحات سياسية على الورق ...للأسف لقدلعب الإعلام الجزائري بصفة عامة دورا قذرا في التغطية على جرائم النظام وفضائحه والكلام الذي سيقوله الإعلام اليوم يدركه صبي في الثالثة من عمره الكل يعلم حجم الفساد والظلم والخيانة ولكن مالعمل وسيناريو ليبيا وسوريا ومصر ماثلا بالأذهان؟؟

  • بدون اسم

    UN NOUVEAU POTEAU ELECTRIQUE QUI COUTE 250 000 da EST TOMBE AU CENTRE VILLE DE BEJAIA ET DEVANT UNE ECOLE PRIMAIRE ET PERSONNE N'A EU LA VOLONTE DE LE REMETTRE EN PLACE ET CE, MALGRE LES DIVERS APPELS A LA SONELGAZ ET L'APC .QUOIQUE ,C'EST LE TRAVAIL DE L'APC DE BEJAIA. COMMENT VOULEZ VOUS DEVELOPPER LE PAYS AVEC UN P.A.P.C CORROMPU COMME MEROUANI........

  • حساني

    في الوقت البديل الضائع صحت الضمائر وصاحت الأقداح بوخزة ضمير والكل يصوب النبال على الزمن وما ألعن من ولاة أمورنا في هذا الزمن جرأتهم في تجريم الزمن وجبنهم في تجريم من كان مسؤولا عن هذا الزمن جرائم ضد هذا الشعب المنحوس بتواجده في هذا الزمن سوء طالعه أن يحكمه جيل فاته الزمن تقاسموا الغنائم حين ثراء الزمن ووّزعوا الفقر والعوز على الشعب حين خان الزمن ؟ حتى أنهم يستأثروا على بقية الشعب أوكسجين هذا الوطن ! هل أنا مقيم أم مواطن أم أجنبي من أكون في هذا الوطن الأكيد أنني أتقاسم مثل البقية هذا العفن .

  • sofiane

    الحمد لله مرناش خايفين من المستقبل يتولانا الله . لي يخاف لي موالف ياكل 1000 دولار في الليلة
    حنا خبز و الماء يشبعنا