-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صنفت كثاني مركبة مسببة لحوادث المرور

حافلات مهترئة تستمر في حصد القتلى على المسافات الطويلة!

نادية سليماني
  • 649
  • 0
حافلات مهترئة تستمر في حصد القتلى على المسافات الطويلة!
أرشيف

تتواصل حوادث المُرور للمركّبات الثقيلة عبر طرقاتنا، رغم الحملات التحسيسيّة اليومية من مختلف الجهات الفعالة، ورغم الإجراءات التنظيمية والردعية من السلطات، وهو ما يستلزم إجراءات أكثر صرامة سواء ضدّ الناقلين أو لصالحهم، في ظلّ تسجيل قتلى بمجازر مرورية، تتعلق خاصة بالمسافات الطويلة.
وتبقى ظاهرة حوادث المرور “مُقلقة” بالنظر إلى تزايدها الرهيب، وفي ظلّ تسجيل قتلى بشكل شبه يومي عبر طرقاتنا، بينما تظل الحوادث التي تتسبب فيها المركبات الثقيلة من شاحنات نقل البضائع وحافلات المسافرين الأسوأ، كونها تُخلف عشرات القتلى في الحادث الواحد.
ومعلوم أن المصالح الأمنيّة من شرطة ودرك، لم تتأخر في بذل جُهدها للتحسيس حول حوادث المُرور، إلى درجة استحداث مصالح الدّرك لأساليب جديدة قصد مُحاربة تصرفات السّائقين المُخالفين عبر الطرقات، خاصّة وأن العامل البشري يُمثل 80 بالمائة من نسبة المُتسبّبين في الحوادث، وعلى رأسها أسلوب التّمويه عن طريق مُراقبة الطرقات بمركبات مدنية والتي أتت بنتائج.
وتأتي مُركّبات الوزن الثقيل من شاحنات نقل البضائع وحافلات المُسافرين، في المرتبة الثانية بقائمة المتسبّبين في الحوادث، حسب إحصائيات الدرك الوطني.

سائقون مُدمنون وسُكارى!
وتتلقى صفحة “طريقي” عبر “فيسبوك” التابعة لمصالح الدرك الوطني، الكثير من شكاوي مواطنين مسافرين يقومون بالتبليغ عن تجاوزات السائقين، وبحسب ما رصدته “الشروق” من خلال تصفح هذه الشكاوي، فإن بعض سائقي الحافلات يكونون في حالة سُكر أو متعاطين للمخدرات!.. إنها ظاهرة خطيرة قد تتسبّب في مجازر مرورية بسبب التهور في القيادة.
وإلى ذلك، كشف رئيس المنظمة الوطنية للناقلين الجزائريين، حسين بورابة، لـ”الشروق” عن وجود عوامل مختلفة وتراكمات ساهمت في استمرار مسلسل المجازر المرورية، خاصة للنقل الطويل.
وقال: “إن حافلات النقل الحضري أو تلك التي تعمل بين دوائر الولاية الواحدة، في الغالب لا تسبب حوادث مرور خطيرة عكس حافلات التنقل لمسافات طويلة، والتي باتت تسبب مجازر من حيث عدد القتلى”.
ولذلك، لابد من إعادة النظر أو تدعيم مخطط التنقل الوطني خاصة بين الولايات، على حد قوله، منها إجراء تقليص المسافات، أي “بدلا من قطع سائق الحافلة المتوجهة من الجزائر العاصمة نحو بشار مثلا مسافة 1200 كلم دفعة واحدة وهو يحمل 60 مسافرا، فالمطلوب تجزئة المسافة أي ينتقل السائق لوهران، وهنالك الأفضل للمسافر أن يغير الحافلة والسائق لتكملة الرحلة نحو بشار، تفاديا لمشكل لإرهاق في الطريق وتجنبا لحوادث عطب الحافلات التي تقطع مسافات طويلة في ظل اهتراء غالبيتها”.
ويقترح المتحدث، إنشاء مراكز راحة مجهزة بكل ما يلزم، وتستعمل عند التنقل لأخذ قسط من الراحة ومراقبة الحافلة، بدل معاناة الأعطاب في الأماكن الخالية خاصة عند التوجه لولايات الجنوب.
وأرجع بورابة، مشكلة اهتراء الحافلات وعدم صيانتها، إلى سيطرة القطاع الخاص على 95 بالمائة من حافلات النقل والتي تنقل أكثر من 12 مليون جزائري من أصحاب الدخل المتوسط مقابل 5 بالمائة منها تابعة للقطاع العمومي، وقال: “إن تسعيرة التنقل لم تتغير منذ سنوات وتعتبر رمزية، ولا تتيح لصاحب الحافلة صيانتها لعدم تحقيقه مردوديّة من نشاطه، كما لا يمكنه استيراد حافلات ولو بعمر أقل من خمس سنوات من الخارج، لأنه سيكون استثمارا فاشلا بسبب قلة التسعيرة دائما”.

20 بالمائة من الناقلين الخواص تركوا المهنة
وكشف محدثنا، على أن 20 بالمائة من الناقلين الخواص تخلوا عن المهنة لعدم وجود المردوديّة، في ظل زيادة أسعار الوقود وباقي الأعباء، ما جعل غالبية الحافلات في حالة اهتراء واضح.
ودعا رئيس نقابة الناقلين الخواص، إلى زيادة تسعيرة النقل، التي ستنعكس إيجابا على وضعية النقل ككل، سواء من حيث صيانة المُركبات أو القضاء على مشكل حوادث المرور.
وقال: “لقد سبق وأن طالبت نقابتنا بزيادة مبلغ 2 دج على التسعيرة سنويا، ولم يؤخذ مطلبنا بعين الاعتبار”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!