رياضة

حاجتنا إلى محاربين استثنائيين

بديع بغدادي
  • 2735
  • 8

إذا كان منتخب محاربي الصحراء برز في السابق بـ”نجومية المجموعة”، فإنّه بأمسّ الحاجة في القادم إلى اكتساب محاربين استثنائيين.

بعودة متمعّنة إلى لقاء المحاربين ضدّ الألمان ومواجهات أخرى كثيرة على منوال مقابلة الخضر مع خيول بوركينا، يتضّح أنّ المنتخب الجزائري لكرة القدم يشكو معضلة غياب لاعب أو أكثر يمتلكون صفة الاستثنائية، فالأكيد أنّ الأفناك لو كانوا يحوزون قناصا بوزن تاج بن ساولة أو جمال مناد، ومحرّكا بقيمة الأخضر بلومي لكانوا سيتجاوزون الألمان، ولما عانوا أمام بوركينا على سبيل المثال لا الحصر.

منتخبنا وبعيدا عن هالة التهليل والافتخار الذي طبعت حضوره عرس السامبا، لا زال يفتقد إلى صانع ألعاب من الطراز الرفيع، والتشكيلة تحتاج إلى عمق استراتيجي كالذي كان متوفرا عبر لاعبين بقيمة علي فرقاني، رابح ماجر، كريم زياني، لاعب يملك شخصية مؤثرة وبوسعه ضبط توازنات المنتخب، قادر على ملأ المساحات وخلق الفضاءات.   

“البروفايل” الذي ينبغي على القائمين استكشافه ينبغي أن يكون من طراز النجم الدولي الجزائري السابق “تاج بن ساولة” الذي صنع الفارق في أصعب مواجهة للجزائر ضمن تصفيات مونديال 1986، فالخضر دون بلومي واجهوا زامبيا القوية آنذاك بنجومها وعلى رأسهم كالوشا بواليا، لكن الوصفة كانت بيد “التاج” الذي صنع الفارق ذهابا (13 جويلية 1985 بـ5 جويلية) وإيابا (28 جويلية) في أجواء هستيرية بلوزاكا، لم تشكّل عائقا أمام أصيل حمام بوحجر الذي عبث بشارل ميزوندا نجم أندرلخت البلجيكي آنذاك وسجّل هدفا بعد توغل من وسط الميدان.

ما أحوجنا في المرحلة المقبلة إلى لاعب ينسج على منوال الفنان “يوسف حراوي” ذاك  المراوغ الماهر الذي تخرّج من مدرسة باريس سان جيرمان، والذي خطف الأضواء مطلع تسعينيات القرن الماضي في بطولات فرنسا، تركيا وكذا يوغوسلافيا الراحلة أين كان أول جزائري يلعب في بطولتها مع نادي بارتيزان بلغراد.

حراوي كان لاعبا مؤثرا بأداءات استثنائية بقيت راسخة، مثل المقابلة التي جمعت الخضر برفاق جول بوكندي النجم السينغالي في نوفمبر 1990 بقسنطينة، فعلى طريقة النيجيري “جاي جاي أوكوشا” وعبثه المعروف بالمدافعين، صنع حراوي في ذلك اليوم الأفاعيل بالسنيغاليين على الرواق الأيسر، وكان طبيعيا جدا رؤية حراوي يراوغ مدافعين أو ثلاث سينغاليين بسهولة تامة.

الأمر ذاته كرّره حراوي في الفاتح ديسمبر 1990 أمام المنتخب الانجليزي العتيد، حتى أنّ المدافع البريطاني الشهير “طوني أدامس” لقي صعوبات جمّة في إيقاف حراوي الذي لم يستفد منه الخضر بالشكل الكافي، تماما مثل الطائر “محمد راحم” والمايسترو “علي بن عربية” وكذا “مراد مغني”.

الأمر لا يتعلق هنا بالطعن في الدوليين الحاليين، بقدر ما هي وصفة لقصور ينبغي تجاوزه لفريق يراهن على القمة الإفريقية وتسلق الهرم العالمي.

مقالات ذات صلة