جواهر
عبر إطلاقها الملتقى الدولي الأول للمرأة العربية

“جواهر الشروق” تؤهل قياديات المستقبل

كريمة خلاص
  • 8955
  • 15
يونس أوبعيش
جانب من الجلسة الافتتاحية للملتقى الدولي

شهد افتتاح الملتقى الدولي الأول للمرأة العربية “التحديات والآمال”، السبت، مرافعات عديدة لصالح التمكين للمرأة القيادية والارتفاع بقدراتها عبر تكثيف التداريب واكتساب مقومات القياديات الناجحات مستقبلا، في مناسبة تحظى بمشاركة فاعلة للعديد من الوجوه النسائية الرائدة، وتعرف أيضا دورة تدريبية زاخرة.

من جهتها قالت المشرفة العامة على موقع جواهر الشروق نادية شريف أن فكرة الملتقى راودتها من يوم زارت ماليزيا وحضرت الملتقى الدولي السابع لقادة المنظمات العربية، حيث أعجبها الآداء الراقي للمشاركين وفكرة تبادل الثقافات والخبرات وتمنت لو أن في الجزائر ملتقى مشابه بحضور شخصيات دولية وفعلا وجدت الفرصة المناسبة مع موقع “جواهر الشروق” الذي تشرف عليه منذ انطلاقه في مارس 2014، وتبادرت إلى ذهنها فكرة تأهيل القيادات النسوية عن طريق التنظيم لدورة تدريبية فاتصلت بمركز “ورماك” العالمي واتصلت بمؤسسة بصمتي نور البتول وبعد مشاورات وتبادل وجهات نظر تم الاتفاق على إقامة ملتقى دولي للمرأة العربية وهي خطوة فريدة من نوعها في منطقة المغرب العربي.

التحضير لملتقى دولي، تقول نادية، لم يكن سهلا فالوقوف على كل كبيرة وصغيرة أمر ضروري لإنجاح أي عمل مهما كان وعلى كل هي تجربة تعلمنا منها الكثير وأي خطأ وقعنا فيه نستدركه في الأعداد اللاحقة إن شاء الله..

وتضيف المشرفة:”المرأة في الحقيقة أصبحت تشغلها أمور سطحية جدا لو أدرجنا مثلا موضوع عن الأكل أو الفنانين أو الفساتين فسيلقى اهتماما بالغا أما المواضيع الراقية والمفيدة والعميقة في طرحها فلا تستهوي إلا النخبة.”

في أولى جلسات الملتقى الذي ينظمه الموقع بالتعاون مع مجموعة ورماك الدولية وكذا مركز بصمتي، تطرق د/”أحمد محمود المصري” الرئيس المدير العام لمجموعة “ورماك” الدوليةإلى منظومة المرأة القيادية ومقومات التمكين لها، معرّجا إلى سيناريوهات تطوير أدوار المرأة العربية إداريا وقياديا، وأكّد المتحدث على أنّ مفاتيح اكتساب المرأة للقيادة تكمن بالأساس في امتلاك رؤية والتأثير على الآخرين وفق إستراتيجية متكاملة ترقى بمكانتها.

للإشارة يرعى هذا الملتقى كل من مجمع “الشروق” للإعلام والنشر ومجموعة “زمزم” السياحية وفندق “السلطان” بحسين داي.

“الأستاذ علي فضيل”: دور المرأة القيادي يستحق أكثر من منتدى 

في كلمته الافتتاحية للمحفل المنظم من لدن موقع “جواهر الشروق” بالتعاون مجموعة “ورماك” إضافة إلى مركز “بصمتي نور البتول”، اعتبر “علي فضيل” مدير مجمع الشروق للإعلام والنشر، الملتقى هاما، على اعتبار أنّ الدور القيادي للمرأة يستحق أكثر من منتدى لتسليط الضوء على الجوانب العديدة، وأبرز أنّ المرأة في “الشروق” تبوأت مراكز قيادية وتقلدت مسؤوليات، مشيرا إلى أنّ أكثر من 270 امرأة بين صحفية وموظفة تعمل في المجمع، بينهنّ العشرات اللاتي تحتلن مناصب حساسة، وبحسب مدير المجمع، يندرج تنظيم الملتقى في إطار النشاطات العامة للمجمع بمختلف فروعه.

ويستقطب الملتقى الذي يمتد إلى الأربعاء المقبل، كوكبة من الناشطات البارزات على غرار: د/”جيهان جادو” السفيرة الأممية للنوايا الحسنة في مجال حقوق المرأة، المحامية المعروفة “فاطمة الزهراء بن براهم” و”شائعة جعفري” رئيسة المركز الجزائري للمرأة وعضوة المجموعة الاقليمية للأمم المتحدة “مرأة”، البرلمانيتان “نعيمة ماجر” و”أسماء بن قادة”، وكذا “سعاد شيخي” رئيسة جمعية “إحسان”، فضلا عن “سامية بن شايب” ممثلة جمعية العلماء المسلمين.

“الدكتور أحمد محمود المصري”: 3 سيناريوهات وتفوق نسائي واسع 

استعرض الخبير المصري ثلاثة سيناريوهات ماثلة: ترك الحبل على الغارب، التسكين، التمكين، كما نصح “محمود المصري” المرأة بالإيمان وتنمية مهاراتها والاستثمار في مكوناتها عبر التمكين المهاري، الإداري، البيئي والنفسي، وتحديد مجالها المعرفي بترسيخ رؤية واضحة في الحياة.

وركّز “محمود المصري” على مجالات تفوقت فيها المرأة على الرجل، مستدلا بنتائج دراسة علمية أمريكية نشرتها صحيفة البيان الإماراتية، مثل الاتصال أين تتفوق النساء بـ61 بالمائة وتدرن أعمالهن بانفتاح وشفافية، فضلا عن 56 بالمائة من النساء اللاتي تفوقن في مجال تحفيز الآخرين، وكذا 61 بالمائة من النساء اللاتي يمتلكن الجرأة في الاعتراف بالأخطاء، مشيدا بأنّ تسعين بالمائة من موظفي مركزه هنّ نساء ووجد فيهنّ الالتزام والعطاء والمرونة بعد تجربة “مريرة” مع الرجال.

وانتهى “محمود المصري” إلى التركيز على ضرورة اهتمام القيادات الرائدة بمسألة تأهيل القيادات المستقبلية من أجل ضمان استمرارية النجاح وعدم السقوط في فخ الاحتكار.

الدكتور عبد الحميد يحيى: الاستثمار في الطفل يعدّ رهان المستقبل

صرّح الدكتور “عبد الحميد يحيى” مدير عمليات مجموعة “ورماك” إنّ تدريب القياديات العربيات يعود إلى سبعينيات القرن الماضي، غير أنّه كان تحت تسميات مغايرة، وبالنسبة للقياديات كانت المؤسسات تعمل على تنمية وتطوير مستخدماتها ضمن ما يُعرف بمصلحة “شؤون الموظفين” التي تطورت إلى ما يُسمى حاليا “الموارد البشرية”.

وأشار “يحيى” إلى أنّ تدريب القياديات يتفرع إلى عدة تخصصات أهمها “خرائط العقل” و”البرمجة اللغوية العصبية”، وفي السياق ذاته أوضح المتحدث أنّ الاستثمار في الطفل يعدّ رهان المستقبل طالما أنّ خطة “ورماك” في الإعداد تقوم على التنمية البشرية اعتبارا من سن الثامنة.

وسجّل “يحيى” أنّ المجموعة المصرية لها حضور دولي وافتكت تقدير عدة مؤسسات عالمية تعنى بمتابعة منظومة التدريب والاستشارات.

5 شموع تضيئ سماء ملتقى “جواهر الشروق”   

استهلت أشغال الملتقى في يومه الأول بمداخلة د/”أحمد محمود المصري” بمداخلة موسومة “سيناريوهات تمكين المرأة العربية “التحديات ورحلة التحوّل”، وحُظيت بنقاشات قيّمة شكّلت مؤشرا على حراك أقوى في المحاضرات المرتقبة، وأولّها تلك التي ستلقيها د/”جيهان جادو” في ثاني أيام الملتقى حول “المرأة العربية بين الواقع والمأمول”، على أن تعقبها محاضرة المحامية “فاطمة الزهراء بن براهم” التي ستقارب “المرأة في التشريع الجزائري”.

وسيشهد اليوم الثالث من الملتقى، خوض د/”أسماء بن قادة” البرلمانية في “الاجتهاد النسوي ومفهوم الأنوثة”، تليها محاضرة “الجمعيات وفن تفعيل دور المرأة” لـ”سامية بن شايب” ممثلة جمعية العلماء المسلمين.

قلن: 

“جيهان جادو”: المرأة العربية فخر النساء 

للمرأة العربية عزيمة وإصرار يجعلانها تتفوق على الغربيات، لا أريد نقل الفكر الغربي إلى المرأة العربية، وإنما أريد تنمية نسائية عربية، فبإمكاننا أن نكون أفضل من غيرنا إذا ما أحسنا استغلال مؤهلاتنا.

“شائعة جعفري”: مساواتي مع الرجل حصلت عليها منذ 14 قرنا

فخورة بكوني جزائرية في كل مرة أعود من اجتماعات أممية ودولية، من خلال تجربتي تأكدت أنّ مكانة المرأة الجزائرية رائدة ومتفوقة على عديد الدول العربية الأخرى، فالمكاسب التي تحصلت عليها الجزائرية لا تزال في عداد المطالب بالنسبة للكثيرات.

نحن رائدات بـ31.81 بالمائة في مجال التمثيل السياسي، و40 بالمائة في المجال القضائي، إضافة إلى الريادة في القطاعين التعليمي والصحي، وأؤكد أننا تملك ترسانة من القوانين ونطالب بالمزيد، علما أنّ مساواتي مع الرجل تحصلت عليها منذ 14 قرنا، فأنا المرأة التي يولد من رحمها الرجل، ويرضع من ثديها، لذا فأنا لا أشكّل 49 بالمائة من المجتمع بل أنا المجتمع بأكمله في كل بصمة أتركها.

“نعيمة ماجر”: قادرات على التميّز والريادة 

أرى أنّ عدم بروز المرأة العربية يكمن في عدم منحها الفرص لتفجير طاقاتها وإبداعاتها، فهي قادرة على التميّز والريادة إذا ما جرى تمكينها من الخوض في سائر ميادين الابتكار.

“سهام إيغيل”: المرأة لا تنفق على فكرها مثلما تنفق على مظهرها  

المرأة تنفق على مظهرها الخارجي، ولا تهتم بالإنفاق على تنمية قدراتها الفكرية وتأهيلها، أعاتب بشدة الجمعيات الوطنية والهيئات والتنظيمات النسوية التي يبدو أنها تعودت على المجانية في كل شيء، ولم تتعود على الإنفاق في فكرة يمكن أن تكسبها التطوير والتأهيل في مواردها البشرية، رغم أنّ الدورة كانت موجهة بالأساس إلى هذه الفئة.

تأهيل القيادات النسوية هي أول تجربة تشاركية بين المركز والهيئات الإعلامية ممثّلة في “جواهر الشروق”، علما أننا نملك العديد من التجارب وتعودنا على الخوض في مثل هذه الدورات الموجهة للأسرة والمرأة.

فاطمة الزهراء بن براهم: الجزائريات يتفوقن على العربيات بعشرين سنة 

أؤكد إنّ المرأة الجزائرية استطاعت أن تحقق تفوقا وجدارة في مجالات عديدة على مستوى الحياة العملية تفوق بكثير ما تعيشه نظيراتها العربيات، في هذا الشأن، الجزائريات متقدمات بعشرين سنة عن غيرهنّ في العالم العربي الكبير، وحضورها لا يقتصر فقط على السبع وزارات، بل يشمل جهاز القضاء والتعليم والصحة، فضلا عن تموقعها كوزيرة متعددة في منزلها العائلي.

وأرى أنّ الترويج الإعلامي الكبير في عدد من الدول العربية لتبوأ المرأة منصبا قياديا معينا، كان له أثره العكسي في الغرب الذي استغلّ الأمر لإبراز تخلّف العرب.

مقالات ذات صلة