الرأي

جمهورية من ورق!

قادة بن عمار
  • 5257
  • 10

الطريقة التي اختارها عبد القادر بن صالح لإعلان تأييد حزب الأرندي عهدة رابعة للرئيس بوتفليقة هي ذاتها الطريقة التي اختارها الدكتاتور المصري المخلوع حسني مبارك لخداع شعبه قبل حدوث الثورة ونسف مشروع التوريث؟!

مجموعة شباب يحملون أعلاما وطنية وقفوا خلف الرجل الثاني في الدولة، يهتفون باسم الرئيس ولا أحد يعرف إن كانوا يصدقون فعلا، ومؤمنين فعلا، ومقتنعين فعلا، بما قاله ويقوله بن صالح عن ضرورة انتقال المشعل للجيل الجديد، طالما أن الخطاب و”ملامح الوجوه” التي احتلت الصفوف الأولى، وموقف تأييد الرئيس لا تدل جميعها على أن بن صالح يؤمن أصلا بأهمية الشباب في المجتمع…ولا تصدقوا هنا طبعا، تلك الجمل الكاذبة على شاكلة “أنتم جيل الغد..أنتم أمل المستقبل وصناع التغيير..وذخيرة الأمة” و..و..؟!

في ذات الوقت، كان هنالك رجل آخر، سفيان جيلالي، محاطا بمجموعة من مناضلي حزبه “جيل جديد” يعلن نفسه مرشحا للرئاسيات، ناسفا جميع التوقعات التي رشّحت تأييده يوما لرئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، ربما لأن سفيان جيلالي لم يعد مؤمنا بلعب الدور الثاني بعدما “خاب ظنه” في صديقه السابق نور الدين بوكروح الذي بات مطبّلا للنظام ومدافعا شرسا عنه في السنوات الأخيرة!

أمّا في مكان ثالث، وبعيدا عن السياسة وعالمها، أو هكذا اعتقد البعض على الأقل، كان هنالك روائي يقال بأنه وصل إلى مصاف العالمية، وهو ياسمينة خضرة يعلن نفسه مرشحا للرئاسة مبهورا بأعداد الجماهير التي اصطفت للحصول على توقيع روايته الأخيرة، من دون أن يخبرنا صاحب رواية “الاعتداء” المدافعة عن الكيان الصهيوني، ما إذا كان سيحكمنا باسم محمد مولسهول القادم من عالم المخابرات العسكرية أو باسم ياسمينة خضرة الحالم بالتغيير مثلما يفعل ويتلاعب بشخوص رواياته!؟

المهم أنه في قصص هؤلاء الثلاثة، بن صالح وسفيان جيلالي وياسمينة خضرة، غابت كلمة الشعب الذي فقد ثقته في الجميع، فلم يعد مصدِّقا إرادة السلطة في التغيير ولا مؤمنا بقدرة المعارضة على صناعته، والأكيد أنه لن يبحث عن أمل مفقود بين صفحات الكتب التي تبيع الوهم وتصدّر الخيال..لكن في الوقت ذاته، على هذا الشعب المستقيل من كل دور اجتماعي أو سياسي، الإدراك تماما أنه لن يحصل على فرصته للتغيير ما لم “يهز روحو شويا” إلا إذا كان حقا، وعلى عكس كل التوقعات، عاشقا لطلّة عمار سعداني ومصدّقا لوطنية عمار غول ومؤمنا بمصداقية عمارة بن يونس ومكتفيا بمعارضة لويزة حنون…، حينها فقط، سيكون على سفيان جيلالي وبن بيتور، أن يغيّرا المهنة، أما ياسمينة خضرة، فلا حاجة له للبحث عن وظيفة جديدة، لكن فليعد لرئاسة جمهوريته الورقية، بين شخوصه ووسط أحداث رواياته..وليغير فيها ما يشاء وكيفما يشاء؟!

مقالات ذات صلة