الجزائر
تسبب ذلك في نقص التركيز عند التلاميذ

جزائريون ينامون 4 ساعات فقط بسبب الإنترنت والضجيج!

وهيبة سليماني
  • 1391
  • 0

يعتبر النوم عاملا أساسيا في الحفاظ على مناعة جيدة في الجسم، خاصة خلال مرحلة كورونا التي لا تزال تهدد ملايين البشر، حيث يمكن أن تضعف قلة النوم، هذه المناعة، ويشير مختصون في الجزائر، إلى أن عوامل كثيرة طرأت على المجتمع أدت إلى معاناة عديد الأشخاص من اضطرابات النوم، غير أنّ علاج مثل هذه المشكلات الصّحية يشهد، حسبهم، تطوّرا ملحوظا بانتشار الوعي عند بعض الجزائريين.

معدل النوم الأفضل بين 6 – 8 ساعات يوميا
ودعا في السياق، البروفيسور مرزاق غرناوط رئيس مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية بالمستشفى الجامعي “اسعد حساني” ببني مسوس، إلى ضرورة احترام دورة النوم، خاصة في فصل الشتاء وهذا للتمتع بنوم طبيعي، وقال إن متوسط مدة النوم تصل إلى 6 ساعات، والأفضل هو 8 ساعات.

غرناوط: النوم الطبيعي عامل مهم لمواجهة كورونا

وأوضح غرناوط، أنّ الأجهزة الإلكترونية، باتت مصدر إزعاج يتسبب في نقص النوم وإضطرابه، فإذا بقيت مشتعلة فإنها تصدر موجات وأصوات تؤثر سلبا على الشخص النائم بالقرب منها، كما أن قضاء وقت طويل ولساعات متأخرة في استعمالها، والسهر أمامها، يؤذي العنين ويتعب العقل والجسم.

قلة النوم تسبب السكري وضعف التركيز
وحذّر رئيس مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية بمستشفى بني مسوس، من مشاكل انقطاع التنفس أثناء النوم، والمصحوب بالشخير، حيث تتسبب في أمراض كالجلطة الدماغية، والضغط الدموي، وأمراض أخرى مستعصية، وقال إن الكثير من التلاميذ اليوم، يواجهون نقصا في التركيز داخل القسم، ويعود ذلك حسبه، إلى النوم السيئ ومشاكل التنفس خلال الليل.

خياطي: ربع الأمراض النفسية عند الأطفال سببها قلة النوم

وقال البروفيسور مرزاق غرناوط، إن أغلب المراهقين والشباب المدمنين على الانترنت، لا ينامون إلاّ 3 أو 4 ساعات يوميا، وهذا ما قد يخلف لهم مشاكل صحية، مشيرا إلى أنّ قلّة النوم يخفض مفعول الأنسولين بنسبة 50 من المائة، وينقص الكمية المفرزة من هذا الأنسولين، وهذا ما قد يؤدي إلى الإصابة بداء السكري.
وأوضح غرناوط، أن مصلحة بني مسوس للأمراض التنفسية تتوفر على أجهزة لعلاج انقطاع التنفس خلال النوم، والشخير، وفي حال وجود أشخاص خاصة من كبار السن يعانون من هذه الأعراض، فإن هناك عدة طرق للعلاج سواء بالأدوية أو بعمليات جراحية أو بجهاز يستعمل يوما أثناء النوم.

الحرص على وضعية النّوم أمر صحي
وفي سياق الموضوع، قال البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث”فورام”، إن للنوم الصحي ضوابط، وإن ذلك يبدأ من وضعية الشخص النائم، هذه الوضعية التي تزداد، حسبه، أهمية مع تطور السن، حيث ينبغي أن تكون الوسادة والفراش مناسبا ووضعية الرأس والجسم تسمح بتنفس جيد.
وأكد خياطي، أن هناك الكثير من الأجهزة الإلكترونية التي تصدر أصوات غير مسموعة، وهي عبارة عن ذبذبات تضر الصحة العقلية، مشيرا إلى وجود الكثير من الدراسات في الجزائر مؤخرا التي تولي أهمية لطب النوم، خاصة في ظل انتشار أمراضا وراءها، اضطرابات النوم وقلته، كالسكري والضغط الدموي، وأمراض العيون، والمشاكل الصحية العقلية والنفسية.

مطالب بتطبيق قانون الإزعاج والضجيج ليلا
وأكّد البروفيسور مصطفى خياطي، أنّ قلة النّوم، الناتجة عن الضجيج ليلا، لديها تأثيرات على التحصيل الدراسي لدى التلاميذ الذين يعيشون في مناطق الكثافة السكانية، والأحياء الشعبية، وأن نسبة 25 من المائة من الأمراض النفسية التي تصيب الأطفال لديها علاقة بإضراب النوم جراء الضجيج.
ودعت الهيئة الوطنية لترقية الصّحة وتطوير البحث “فورام”، إلى التطبيق الصارم للقوانين المتعلقة بالضجيج ليلا، حيث قال مصطفى خياطي، إن أكثر المدن الجزائرية تعاني من الضوضاء، وهذا ما يؤثر على النوم الطبيعي للمواطنين، موضحا أن الأمر لا يتعلق ببقاء الجزائريين خارج بيوتهم، ولكن ببعض التصرفات والتجاوزات الصادرة من بعض الجيران، أو شركات خاصة، أو ورشات عمل، تخترق قانون العقوبات المتعلق بالمادة 442 من قسم المخالفات التي تعاقب مسبب الفوضى والضجيج ليلا.

تقييم العمل والوظائف غير موجود ضمن آليات قانونية.. بكيس:
علاقة الجزائريين بالعمل ليست صحّية

قال الدكتور نور الدين بكيس، خبير علم الاجتماع السياسي، إن دور المؤسسات الوطنية، سواء الخاصة أم العمومية، كبير في إصلاح وتطوير السلوكيات في المجتمع الجزائري، وخلق ثقافة الالتزام واحترام القوانين، حيث يرى المختص بأنّ علاقة المواطن الجزائري بالعمل ليست صحية، كما أن التسيب وتجاهل الكفاءات ساهم، بحسبه، في زرع ثقافة تصارعية وساهم بقدر كبير في عدم تطور الثقافات. هذه الأخيرة، بقيت حبيسة الخرافات والاعتقادات الخاطئة.
وأوضح بكيس، خلال ندوة بمناسبة إحياء الذكرى الحادية والستين لمظاهرات الشعب المصادفة لـ11 ديسمبر، تحت شعار “عزيمة شعب وعزة وطن”، من تنظيم الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة، أنّ الثقافة في المجتمعات، هي سلوكيات، وأفكار وأعراف.
وهذا بهدف إيجاد حلول للتعايش المشترك، مشيرا إلى أنّ السلوكيات تتغير عندما تظهر آثار ما ينجز، وأن المؤسسات الوطنية الخاصة والعمومية، الكثير منها لم تساهم في تطوير الأفكار من خلال تطبيق صارم للقوانين الخاصة بالنظام الداخلي.
وأكّد الدكتور نور الدين بكيس أنّ تقييم العمل والوظائف في مؤسسات خاصة وعمومية، غير موجود ضمن آليات قانونية. وهذا أدى، بحسبه، إلى ثقافة لا تحترم الضوابط، ولا تجعل العلم والكفاءات العلمية في ميزان التقييم، حيث سادت الفوضى، والتسيب، واللامبالاة والجهوية، والتغيب عن العمل وعدم احترام توقيت الخروج والدخول إلى المؤسسة، وظهرت ثقافة الاتكال، وانتظار القدر.
ودعا بكيس إلى توزيع المصالح والمسؤوليات وحل المشاكل المعاصرة بالتخلص من ثقافة الجهوية، والعشائرية، واعتماد ما يظهر من الإنجازات في مشاريع تطوير الأفكار، وتثمين المجهودات واحترام الكفاءات.

مقالات ذات صلة