الجزائر
الباحث في علم الاجتماع السياسي نور الدين بكيس لـ"الشروق":

جزائريون يعيشون مرحلة “التيه” واللاأمن النفسي!

وهيبة سليماني
  • 1299
  • 2

ارتفاع مستمر للأسعار، وخوف مستمر من الفيروس لا يزال يقبع على صدور الجزائريين، ومستقبل دراسي للأبناء مهدّد من حين لآخر، وفقر وآفات اجتماعية تتفاقم هذا هو حال المجتمع الجزائري، مما يتطلب مزيدا من الحلول والتطورات الاقتصادية.

وفي هذا السياق، قال الباحث في علم الاجتماع السياسي، الدكتور نور الدين بكيس، إن جزائريين يعيشون في مرحلة “التيه”، واللاأمن النفسي، فهم يشعرون أنهم مهددون، وليست أمامهم حلول مناسبة تدفع عنهم هذا التهديد.

وأكد بكيس، أن مرارة الارتفاع المستمر، وتراجع المداخيل وتدني القدرة الشرائية، وعدم استقرار الوضع الصحي لوباء كورونا، صعّب عملية إقناع المواطن الجزائري في ظل هذا الوضع المتأزم، بالوعود التي تعودها منذ عشرات السنين، ومواساته بالكلام والخطابات مهما كانت قوتها ومحتواها وهدفها.

ويرى الباحث في علم الاجتماع السياسي، بكيس، أنّ الحياة الكريمة لن تستمر إلاّ بتحسين القدرة الشرائية على الأقل، حسبه، فيما يتعلق بسد الحاجيات الضرورية.

وأوضح نور الدين بكيس، أن الاقتصاد الجزائري ضعيف لا يعطي حلولا، ناهيك عن أنّ الوباء عطل الدوران الطبيعي للحياة، وشكّل أزمات في التعامل مع مختلف النواحي الاجتماعية، ما خلف نوعا من الضعف في شخصية الجزائري، وأدى بالكثير منهم إلى التخلص من هذه الوضعية بما هو أخطر.

وقال بكيس، أنّ الهروب من الواقع دفع أغلب الشباب الجزائري، إلى التفكير في مغامرة “الحرقة” وركوب البحر وأصبح هذا بمثابة إدمان لدى البعض، والهروب لا يتمثل أيضا في الإبحار في العالم الافتراضي، والعيش طويلا مع “الفايسبوك”، وهناك أشكالا متعددة للهروب بينها الانحراف والانتقال إلى سلوكيات لا أخلاقية كالانتهازية، البيوقراطية وتقديم المصلحة الشخصية على المصالح العامة.

.. مواطن يائس لا يمكن المراهنة عليه

وأدى الوضع المتأزم، حسب الباحث، نور الدين بكيس، إلى خلق مواطن يائس لا يمكن المراهنة عليه في بناء الوطن وهو في هذه الحالة الاستثنائية والمريضة نفسيا واجتماعيا، مشيرا إلى أن الجزائري اليوم لا يرى نفسه في طريق يوصله إلى بر الأمان، حيث لم يجد من يطمئنه على حاضره ومستقبله.

وتأسّف الدكتور نور الدين بكيس، على وضع الجزائريين بعد أن زاد الخوف من فقدان الأمن الوظيفي، والمحافظة على المناص، خاصة الذين يعملون عند الخواص، موضحا أن هناك مؤشرات عويصة تزرع نوعا من الخوف، والحل يتمثل في منظومة اقتصادية تخلق الثروة للخروج من الأزمة.

وأكد ذات المتحدث، أن مردودية الموظفين والعمال لا يمكن أن تزيد من دون الانخراط في مشروع سياسي اقتصادي يحدث تغيرا في واقع الجزائر.

مقالات ذات صلة