الجزائر
حماية المستهلك تنصح بهذه الاستباقية وتدعو لصيانة الأجهزة القديمة

جزائريون يشترون “المكيفات” قبل الأوان تحسبا لموجة حر غير متوقعة

نادية سليماني
  • 1513
  • 0
أرشيف

فصل الصيف على الأبواب، ومع ذلك تنتظر فئة من المواطنين وصول ذروة الحرارة، لاقتناء حاجتها من مكيف أو مروحة هوائية، ما يجعل الطلب كبيرا وقد يُحدث ندرة، ولذلك تدعو منظمات حماية المستهلك المواطنين، لإصلاح وصيانة مكيفاتهم القديمة أو شراء أخرى جديدة قبل دخول موسم الحرارة، تجنبا لزحمة الشراء في عزّ الصيف، وما قد ينجرّ عنه من احتكار ومُضاربة من طرف بعض التجار.
ولأن الجزائر، سجلت الصائفة الماضية، درجات حرارة قياسية وغير مسبوقة، رفعت الطلب على المكيفات الهوائية، وتسبب ذلك في ندرة وزيادات غير متوقعة في الأسعار، فإن المعطيات الأولية لخبراء الأرصاد الجوية، تشير إلى أن صيف 2024، سيشهد عبر العالم موجات حرارة عالية، بسبب ما تعرفه الكرة الأرضية من تغييرات مُناخية، الأمر الذي جعل بعض العائلات تسارع لشراء مكيفات هوائية قبل ارتفاع أسعارها.
ومعلوم أن الإقبال على الشراء الحاجيات الضرورية أو أي منتج في آخر لحظات الحاجة الملحة له، يتسبب في زحمة وارتفاع الطلب على العرض، ما قد يتسبب في ندرة المنتج المطلوب، وعلى هذا الأساس، دعت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، المواطنين إلى اقتناء المكيفات والمراوح الهوائية قبل حلول فصل الصيف، لاسيما إذا كانت الحاجة ماسة لمثل هذه الأجهزة.

أسعار تتراوح ما بين 5 ملايين و15 مليون سنتيم
قصدت “الشروق”، سوق بيع الأجهزة الكهرومنزلية بالحميز بشرق العاصمة، أين تبين وجود وفرة في المكيفات الهوائية والمروحات الهوائية، خاصة المنتجة محليا، كما أن الأسعار بحسب تأكيد التجار، في متناول الكثير من الزبائن، مقارنة بأسعار السنة المنصرمة التي سجلت أرقاما قياسية في ظرف أيام فقط، بسبب كثرة الطلب.
وبحسب جولة “الشروق”، فإن أسعار المكيفات المصنعة محليا، تنطلق من 48 ألف للمكيف بقدرة 9 وحدة تبريد وصولا إلى 15 مليون سنتيم بالنسبة للمكيف ذي القدرة 24 وحدة تبريد، وهي أسعار قال عنها ” محمد” بائع تجزئة للأجهزة الكهرومنزلية بسوق الحميز إنها “في متناول المواطنين، في ظل تحوّل المكيف إلى جهاز ضروري وأساسي في المنازل”.
وأكد أن الإقبال على الشراء في هذه الأيام “ضعيف نوعا ما”، بحيث ينتظر الكثير من المواطنين تسجيل درجات حرارة مرتفعة، ليبحثوا عن المكيفات الهوائية، وهذا “خطأ” بحسبه، قائلا: “ليس أفضل من التسوق في أريحية والتجول بين المحلات في غياب الزحمة والطوابير، وأخذ فكرة عن الأسعار وشراء الأفضل من الأجهزة، ولا يكون ذلك إلا بالتسوّق المبكر أي قبل دخول فصل الصيف”.
والتسوّق في ظل زيادة العرض عن الطلب، بحسب التجار، يضمن للزبون الاستفادة من نصائح المطلعين على أمور سوق المكيفات.
ويبحث أغلب الزبائن الذين التقت بهم “الشروق” في سوق الحميز، عن مكيفات محلية الصنع، في ظل تنافسية أسعارها مقارنة بالمنتوج المستورد، وأيضا لأنها أثبتت كفاءتها وفعاليتها.

الوقت مناسب لبدء صيانة المكيفات القديمة
وفي هذا الصدد، قال رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك “أبوس”، مصطفى زبدي في تصريح لـ”الشروق”، إن ما عشناه صيف 2023 “لا نتمنى أن يتكرّر خلال هذه الصائفة، في ظل وعود وزارة التجارة بالقضاء على ظاهرة الاحتكار والمضاربة في أسعار المكيفات الهوائية، بسبب كثرة الطلب عليها”.
ونصح المتحدث، العائلات الجزائرية، بصيانة ومراقبة مبرّداتها، من الآن توقعا لارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة، سواء من حيث وجود الغاز أم مكان تركيبه إذا لم يكن مناسبا، ولاستعانة بخبير، خاصة وأن أسعار المكيفات الهوائية ليس في متناول الجميع، ولذلك علينا المحافظة عليها عن طريق الصيانة الدورية، على حدّ قوله، وأضاف: “أما من يحتاجون لشراء مكيف جديد، فعليهم اقتناؤه بأريحية، بعيدا عن الطوابير، والزحمة بسوق المكيفات الهوائية خلال فصل الصيف”.
ودعا زبدي، إلى شراء مكيفات محلية الصنع، بسبب توفر خدمات ما بعد البيع، موضحا أن شراء المبردات المبكر، بحسبه، يضمن لمستعملها تركيبها بمنزله بتأني وبصورة مناسبة، قبل تشغيلها.
واستبعد رئيس “أبوس” تسجيل عملية احتكار ومضاربة في أسعار المكيفات لهذه الصائفة، بسبب تعليمات وزارة التجارة وصرامتها في هذا الموضوع، وما عشناه من “فوضى” السنة الفارطة.
وفي ما يتعلق بمشكل عدم مطابقة بعض المكيفات للمعايير المعمول بها، من حيث استهلاك الطاقة ووحدة التبريد، أكد زبدي، أن منظمتهم تطرقت للموضوع السنة المنصرمة ونبّهت الجهات المختصة “ونستبعد أن نسجل إشكالا من هذا النوع مستقبلا”، على حدّ قوله.

مقالات ذات صلة