-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ازدحام بمصالح الوثائق البيومترية

جزائريون “يستنفرون” للتسجيل مع الأوائل في “عدل 3”

نادية سليماني
  • 971
  • 0
جزائريون “يستنفرون” للتسجيل مع الأوائل في “عدل 3”
أرشيف

حالة تأهّب يعيشها المواطنون الرّاغبون في التسجيل بصيغة السكن “عدل3 ” وكُل يُمنّي النفس ليكون من أوائل المسجلين ليتسلم شقته باكرا، وهو ما استغله أصحاب مقاهي الأنترنت الذين شرعوا في تسلّم ملفات الراغبين في التسجيل منذ أكثر من أسبوع، والبعض منهم طلب مبالغ مالية غير مبررة عن كل ملف. بينما تعرف مصالح استخراج بطاقة التعريف البيومترية ازدحاما على غير العادة، لأن الرقم الوطني الرّقمي من أهم شروط التسجيل في المنصة الإلكترونية.
تفصلنا 48 ساعة فقط، عن أهم موعد انتظرته آلاف العائلات وهو فتح المنصة الإلكترونية الرّقمية للتسجيل في صيغة “عدل 3” بعد قرابة 10 سنوات من إغلاق العملية تحسبا للانتهاء من المكتتبين في “عدل 2”.
ولأنّ الحدث كبير ومُهم، يعيش الجزائريون حالة تأهب قصوى، فالّذين لا يملكون بطاقة تعريف بيومترية أو تكاسلوا في جلبها من البلديات رغم النداءات والاتصال بهم هاتفيا ولا حياة لمن تنادي، أعادت “عدل 3” لهم الحياة وجعلتهم يهرولون نحو مصالح استخراج الوثائق البيومترية، باحثين عن بطاقة تعريفهم البيومترية. والإشكال أن عملية التسجيل لاستخراج بطاقة تعريف بيومترية جديدة يحتاج وقتا، ما قد يحرم صاحبه من التسجيل في منصة “عدل3”.
وفي هذا الصدد، تشهد مصلحة الوثائق البيومترية ببلدية برج الكيفان بالجزائر العاصمة إقبالا يوميا وكبيرا من المواطنين جميعهم يريد بطاقته البيومترية التي تغافل عليها لسنوات.

إقبال “كبير” على مصلحة البيومتري بالقصبة
وفي هذا الصّدد، أخبرنا أحمد، موظف بالمصلحة، بأنهم كانوا يتوقعون هذا الحضور، بمجرد إعلان وزارة السكن فتح منصة “عدل” الإلكترونية، بحيث استعدت البلديات للموضوع.
وكشف قائلا: “الكثير من المواطنين ببلدية برج الكيفان تكاسلوا عن تسلم بطاقتهم البيومترية، رغم أننا كنا نتصل بهم هاتفيا، وأحيانا نضطر للاتصال بعائلة الشخص في حال لم يتجاوب هو شخصيا مع نداءاتنا المتكررة، ومع ذلك لا حياة لمن تنادي، والآن نراهم يتركون وظائفهم وأشغالهم للوقوف في طوابير أمام مصلحة استخراج الوثائق البيومترية، وهذا سلوك نتأسّف له”.
والظاهرة نفسها، رصدناها بمصلحة استخراج الوثائق البيومترية ببلدية القبة، فالإقبال كان كبيرا جدا من المواطنين.
وفي الموضوع، أكد رئيس بلدية القصبة، عمر زطيلي لـ”الشروق”، أن مصلحة استخراج بطاقة التعريف البيومترية ببلدية القصبة، تعرف هذه الفترة إقبالا وحركية كبيرتين عكس الأيام السابقة، وهو دليل ربما على استعداد المواطنين للتسجيل في منصة “عدل 3”. وبدوره، أكد لنا أن الكثير من البطاقات البيومترية تتواجد على مستوى المصلحة لشهور وحتى سنوات، بعدما “تكاسل” أصحابها عن تسلمها. أما عملية إتلافها فتكون، بحسب تأكيد رئيس البلدية بعد حجزها لفترة زمنية بين 3 إلى 4 سنوات وبترخيص من وزارة الداخلية والولاية، ويكون الإتلاف بمحضر مصادق عليه.

قوائم للراغبين في التسجيل بمقاهي الأنترنت
ومن جهة أخرى، استعد أصحاب مقاهي الأنترنت لحدث فتح منصة “عدل 3″، عن طريق الشروع في استقبال نسخة من البطاقة البيومترية وبطاقة الشفاء للمواطنين، وإدراج أسمائهم في قائمة بحسب الأولوية، وبمجرد فتح المنصة يتم تسجيلهم. والمُؤسف في الموضوع، أن بعض أصحاب “السيبار” طلبوا من كل مواطن مبلغا ماليا عن كل عملية تسجيل، وهذا ما يعتبر عملية بزنسة واستغلال، لأن تكاليف العملية لا تتعدّى 200 دج في الأيام العادية.
وفي هذا الموضوع، أكد لنا ياسين عبد السلام، رب عائلة من ولاية البليدة، أنه لا يملك “ويفي” بالمنزل ولا يحوز هاتفا ذكيا، وهو ما اضطره للتفاهم مع عاملة بمقهى أنترنت لتسجله في منصة عدل مقابل مبلغ مالي، ومحدّثنا متخوف من عدم تسجيله “باكرا” في المنصة من طرف العاملة التي ربما قد تأخذ أموالا أكثر من أشخاص آخرين.
وبأحد مقاهي الأنترنت ببلدية القبة، بالجزائر العاصمة، شاهدنا عشرات المواطنين يقدمون نسخا عن بطاقة التعريف وبطاقة “الشفاء” لعامل بالمكان، كان يدوّن أسماءهم في ورقة بيضاء، وطلب منهم الحضور إلى “السيبار” في 5 جويلية للوقوف شخصيا على عملية تسجيلهم.

رحلة البحث عن “الويفي”
ويبدو أن ليلة الخامس جويلية المصادفة ليوم الجمعة، ستكون طويلة و”شاقّة” على الراغبين في التسجيل بـ”عدل 3″، بحيث أخبرنا موظفون بشركات وطنية وخاصة، بأنهم يفكرون بطرح فكرة التواجد بأماكن عملهم ليلة فتح منصة “عدل 3” على التاسعة ليلا على مسؤوليهم، ومبررهم أن تدفق الأنترنت يكون عاليا بمقر العمل عكس تدفق “الويفي” في منازلهم، وأيضا لوجود تقنيين بالمؤسسات قد يساعدونهم في عملية التسجيل، خاصة ممن يجهلون كيفية التسجيل الرقمي.
والطّريف أن بعض المواطنين ينتظرون حتى 5 جويلية ليعبئوا رصيد الأنترنت “G4” بهواتفهم الذكية، استعدادا للتسجيل في منصة عدل 3، لأنهم متخوفون من نفاد رصيدهم قبل التسجيل..! وآخرون قرروا مضاعفة مبلغ التعبئة على غير العادة احترازا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!