جزائريون يخرجون في مسيرات شتوية تحت زخات المطر

لم يثن سوء الأحوال الجوية الجزائريين عن الخروج في المسيرة المليونية الخامسة الرافضة للاستمرارية وتمديد حكم النظام الحالي.

وتحدى كثير من هؤلاء صعوبات التنقل تحت الأمطار مؤكدين عزمهم وإصرارهم على المضي قدما إلى غاية تحقيق مطالبهم المرفوعة منذ شهر كامل بتاريخ انطلاق الحراك في 22 فيفري 2019.

وقاد الجزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي حملات عديدة لعدم التخلف عن الخروج في المسيرات بسبب الأمطار وروجوا لمنشورات مختلفة تصب جميعها في هذا السياق.

ومن بين أهم ما نشر من شعارات على فيسبوك وتويتر حملها كثيرون صباح يوم أمس “جيب البارابلي وأرواح معانا” و”زخّات المطر تروينا” و”الغرق في أمطار اليوم أفضل لوطن من أن يموت أبناؤه غرقا في البحر” و”لن يوقفنا سقوط الأمطار ولا الثلوج ولا الأحجار” و”مسيرة سلمية شتوية حضارية برمائية”

وبالفعل نزل مع الساعات الأولى لصبيحة الجمعة أعداد كبيرة لمواطنين نحو ساحة أول ماي وساحة البريد المركزي رافضين التراجع لأنهم كما قالوا أمام امتحان مصيري لاسترجاع الوطن الذي تهون أمامه كل الصعوبات.

وصرّح بعض المشاركين في المسيرة أنّ المظلّة لا تُوقف المَطر، بَل تُساعدُك عَلى الوُقوفِ أثناء هُطولِه كَذلكَ الثّقه لَا تضمنُ لكَ النّجاح بَل تُعطيكَ الفُرصة لِتَحقيقه.

وأضاف مواطن آخر “من لا يستطيع الخروج للمسيرة بسبب الأمطار فهو غير جدير بالانضمام للحراك الشعبي”.

أمّا سيدة أخرى فصرّحت “كيف لمن لا يواجه الأمطار أن يواجه هذا النظام ويحقق مطالبه؟”

ودحض المشاركون في المسيرة التصريحات المحبطة للعزيمة والتي مفادها بأن البرودة والأمطار ستعيقان خروج الجزائريين في المسيرة مبدين ثقتهم في هذا الشعب العظيم الذي يركب كل الصعاب ومن ذلك ما كتبه احدهم “قال لي احدهم: سيقل عدد المشاركين في المسيرة بسبب البرد والأمطار !!

قلت له: الشعب الجزائري قرر مصيره، وحرارة التغيير تنسيه برودة الطقس، و #ترحلوا_يعني_ترحلوا حتى و لو يتساقط السردين من السماء وليس المطر فقط”.

وابتكر المتظاهرون أساليب رائعة خلال مشاركتهم  في المسيرة حيث حملوا مطاريات بألوان العلم الوطني بعد ان لفوه عليها لكي لا يبتل هؤلاء كما غلّفوا اللافتات بالورق البلاستيكي الشفاف “سيلوفان” لتفادي تلفها وحمل البعض الأخر لافتات بلاستيكية وكتبوا عليها بالطلاء وغيرها من الأفكار الجميلة التي طبقها هؤلاء.