جزائريون يحجزون لـ “حجّ الرفاه” بـ 300 مليون سنتيم

حجز أزيد من 1000 جزائري ضمن تصنيف “حج الرفاه” لأداء مناسك الركن الخامس من الإسلام خلال سنة 2023، بتكلفة تقارب 300 مليون سنتيم، وفق أرقام تقريبية للوكالات السياحية والأسفار.
وتُفيد أرقام الوكالات السياحية التي اطلعت عليها “الشروق”، أن 1000 جزائري حجزوا مع 4 وكالات سياحية تحت إشراف الديوان الوطني للحج والعمرة، ضمن بعثة الحج المميّز، والذي يتميّز بعروض خاصة، طيلة 15 يوما كأقصى حد، حيث يدفع الحاج الواحد ما يقارب 300 مليون سنتيم. وحسب ما استعرضته الوكالات المعنية، تقضي هذه الفئة 4 أيام في المدينة المنورة أين تعادل تكلفة الغرفة بفندق 5 نجوم من 18.5 إلى 60 مليون سنتيم، تتخلّلها عروض خاصة للإعاشة والنقل المميز والمبيت في غرف فاخرة مجهزة بأحدث التكنولوجيات ووسائل الراحة، بينما يتضمن برنامج مكة إقامة لمدة 10 أيام في غرف يتراوح سعرها بين 55 و197 مليون سنتيم، حيث تتميز بقربها الكبير من الحرم، ومشيّدة على شكل أبراج فاخرة مع ضمان إطلالة قريبة جدا على مكة وإطعام فخم ونقل مريح.
وفيما يخص مخيّمات المشاعر، القريبة من صنف أ بمنى وعرفات، فتتميّز بإعاشة كاملة تتضمّن فطور الصباح ووجبتي الغداء والعشاء، ومشروبات باردة وساخنة على مدار الساعة، وحمّامات على مدار الساعة، ونظام تنظيف دائم وندوات ودروس دينية، زائد هدايا للحاج، ويعادل سعرها 55 مليون سنتيم، وتُضاف إلى هذه الأسعار، تكلفة الحج المحدّد من قبل السلطات الجزائرية هذه السنة بـ77 مليون سنتيم.
ووفق ما يؤكده مسؤولون بوكالات سياحية لـ”الشروق”، فإن معظم الحاجزين لحج الرفاه من الجزائريين يندرجون ضمن فئة الأغنياء ورجال المال والأعمال وكبار التجار وأصحاب المكانة الاجتماعية “المرموقة”، حيث لا يشمل هذا الحجّ الطبقة المتوسّطة التي تحجّ بطريقة نظامية عادية، وفق الأسعار التي سبق وأن أعلنت عنها السلطات الجزائريّة.
والمُميّز في حج الرفاه، أن أصحابه يقضون الركن الخامس للإسلام في 15 يوما فقط، بدل شهر كامل، خاصة وأن أغلبهم مرتبط بانشغالات مهنية تجعله يحجز لمدّة قصيرة تمكنّه من التعبّد والعودة إلى أداء مهامه في الجزائر دون أية تعطيلات.
وهذا النوع من الحجّ سبق وأن خلّف جدلا في أوساط الأئمة والشيوخ والمفتين بمختلف بقاع العالم، خاصة وأنه بعيد عن “المشقّة” التي يفترض أن يتضمنها أداء هذه العبادة، ولما يترتب عنها من تمييز بين الحجاج، إلا أن الجهات الرسمية سواء كان الديوان الوطني للحج والعمرة أو وكالات السياحة والأسفار ترى فيه خدمة إضافية لمن يدفع أكثر، وهي خدمات لا تؤثر.
وفي العادة يمنح الديوان الوطني للحج والعمرة الاعتماد لوكالات السياحة المستعدة لتنظيم هذا النوع من الحج والذي يطلق عليه عادة تسمية “الحج المميز“، نسبة إلى الخدمات المقدمة والقيمة المالية التي تفوق في الكثير من الأحيان 300 مليون سنتيمّ.