-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عناق وتقبيل وتجوّل دون كمامات

جزائريون يتخلون عن إجراء الوقاية من كورونا

وهيبة سليماني
  • 1331
  • 0
جزائريون يتخلون عن إجراء الوقاية من كورونا
أرشيف

يكاد ينسى الكثير من الجزائريين، إجراءات الوقاية من وباء كورونا التي فرضتها السلطات المعنية منذ أكثر من سنتين، إلى درجة أنها لم تعد إلا شعارات مكتوبة على مداخل الإدارات العمومية والخاصة وبعض المحلات والمراكز التجارية!..

في بعض الإدارات الرسمية، وفي المساحات التجارية الكبرى، وفي المستشفيات، والمدارس والجامعات والمعاهد، يختلط مواطنون يتسمون بنوع من الوعي، وهم قلة لم يتخلوا عن الكمامة، مع حشود تتباهى في استهتار وتراخ بتحسن الوضع الصحي بعد أن تراجعت الإصابات إلى أقل من 100 حالة.

ويبقى احتمال عودة موجة أخرى لفيروس كورونا وانتشار المتحور “أوميكرون” قائما رغم التحسن الملحوظ في الوضع الصحي، حيث حذر الأطباء المختصون من تصادف انتشار واسع للوباء خلال شهر رمضان الكريم، وخاصة حسبهم، أن المناسبات والتحضير لها من خلال اجتياح الأسواق، غالبا ما كانت من بين أهم الأسباب في الجزائر لبداية موجة أخرى لكورونا.

الجزائريون في منعطف نسيان الوباء
وحسب استطلاع قامت به “الشروق”، حول مظاهر التراخي والاستهتار في الشوارع الجزائرية وفي المؤسسات العمومية والخاصة، فإن كورونا لم تعد محل اهتمام شريحة واسعة من المجتمع، إلى درجة أن العناق والتقبيل والمصافحة والتجوّل بلا كمامة، سلوكيات استشرت بشكل ملفت للانتباه في الأسواق والشوارع والأحياء الشعبية..تجمّعات بشرية وحشود في عديد التظاهرات، واكتظاظ في ساحات المدارس وامتحانات رسمية في الجامعات دون أي تشديد على ارتداء الكمامة.
والغريب في الأمر، أن مؤسسات رسمية وعمومية، تكتب على واجهات أبواب الدخول إليها” ارتداء الكمامة إجباري” وباللغتين العربية والفرنسية، ولكن رغم وجود فئة تلتزم بذلك، إلا أن الأغلبية من المواطنين لم يعد خوف العدوى يشد انتباههم إلى مثل هذه الشعارات!
وبرّر بعض المواطنين الذين تحدّثت إليهم “الشروق”، تناسيهم لكورونا وتجاوزهم للتدابير الوقائية، بالملل الذي لم يعد يقاوم، وقالوا إن تراجع الإصابات إلى أقل من 80 حالة في 24 ساعة الأخيرة، هو بالضرورة بداية لاختفاء الفيروس وخاصة بعد أن انتشر متحور أضعف من المتحوّر”دلتا”.

الفيروس لا يزال موجودا
وفي ظل التراخي والاستهتار الصارخ بإجراءات الوقاية من انتشار وباء كورونا في الجزائر، وتجاهل مسؤولين محليين، وآخرين في مؤسسات رسمية، وفي أماكن استقبال الجماهير، والكثير من المواطنين، أبدى الكثير من الأطباء تخوفهم من موجة خامسة لجائحة قد تصادف شهر رمضان الكريم.
وفي السياق، أكد الدكتور محمد ملهاق، الباحث في علم الفيروسات، والبيولوجي السابق في مخابر التحليلات الطبية، لـ”الشروق”، أن تراجع إصابات المتحور”أوميكرون”، إلى أقل من 100 إصابة في 24 ساعة، لا يعني بالضرورة اختفاء فيروس كورونا بصفة نهائية في الجزائر، حيث أن إطلاق العنان التام لحالة الاختلاط والتدافع والتزاحم دون ارتداء كمامة قد يعيد الوضع الصحي إلى حالة أسوأ بكثير، والاحتمالات مفتوحة.
وأشار إلى أن تسجيل أقل من 100 إصابة لكورنا يوميا، هي إحصائيات رسمية لوزارة الصحة، وهي خاصة بالمرضى الذين يدخلون المستشفى، في حين أن حسبه، يمكن أن تكون الإصابات الموجودة خلال نفس المدة تتجاوز بكثير هذا العدد، داعيا إلى مزيد من الحيطة والحذر.
ولم يستبعد الدكتور محمد ملهاق، احتمال موجة خامسة للوباء حيث قال إن المناسبات غالبا ما تكون من الأسباب القوية لعودة موجات كورونا، في ظل التهافت واللهفة على المواد الغذائية، واجتياح الأسواق التجارية.
ومن جهته، حذّر الدكتور إلياس مرابط، رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، من التجاهل شبه الكلي لإجراءات الوقاية من عدوى فيرو س كورونا، والمتحور “أوميكرون” الذي يعرف بشدة انتشاره، وقال إن المشكل المطروح هو عدم بلوغ نسبة مناعة القطيع باللقاح الخاص بالوباء، خاصة أن النسبة لم تتعد 30بالمائة وهي بعيدة عن تلك المطلوبة المتمثلة في 70 من المائة.

احذروا مناسبة التحضير لرمضان في ظل التراخي!
وأكد الدكتور إلياس مرابط، أن احتمال عودة انتشار “اوميكرون” ممكنة في أي وقت، حيث أنّ المناخ مناسب جدا لبروز إصابات جديدة، بعد كسر كل حدود الوقاية والحيطة والتراجع عن التطعيم ضد الوباء.
وقال المتحدث إن التحضير لشهر رمضان باجتياح الأسواق، والأماكن المغلقة، وبدون تلقيح والتزام لإجراءات الحماية من العدوى، ممكن أن يكون بداية لموجة خامسة، تصادف شهر رمضان الكريم.
واستغرب، بدوره، الدكتور محمد يوسفي المختص في الأمراض المعدية، العزوف الكلي عن عمليات التلقيح، وتجاهل تدابير الوقاية من العدوى حتى داخل الأماكن المغلقة، مشيرا إلى أن مناعة القطيع عالميا ضد كورونا لم تتحقق وأيضا على المستوى المحلي الجزائري، فرغم الاحتمال الضئيل لعودة انتشار الفيروس، وتسجيل موجة خامسة لمتحوّر كورونا إلاّ أنه يبقى واردا في كل الأحوال.
وأوضح الدكتور يوسفي، أن فعالية التلقيح تدوم 6 أشهر كاملة وهو ما قد يحمي من فيروس كورونا في الفترة الخريفية إذا كان هناك انتشار له، حيث لم يحن الوقت، حسبه، لتخلي الجزائريين تماما عن التدابير الوقائية ولا للقاح الخاص بـ”كوفيد 19″.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!