جزائريون يبحثون عن مستقبل كورونا بين النجوم
![جزائريون يبحثون عن مستقبل كورونا بين النجوم](https://i.dzs.cloud/www.echoroukonline.com/wp-content/uploads/2021/03/sihr-1.jpg?resize=790,444.375)
يعيش هذه الأيام بعض الجزائريين حالة قلق كبيرة، بسبب جائحة كورونا التي غيرت حياتهم رأسا على عقب لعشرة أشهر متتالية، الأمر الذي جعلهم يلجؤون إلى ما يقوله وما يمليه المنجمون من خزعبلات في القنوات التلفزيونية وكذا على اليوتيوب، ليعرفوا توقعات سنة 2021 المقبلة، وأكبر همهم من هذه التوقعات هو أن يعرفوا إذا كانت جائحة كورونا ستدوم لأشهر أخرى أم إنها ستزول تدريجيا مع بداية السنة الجديدة، دون وعي منهم أن هذا الأمر بيد الله عز وجل وحده، فلم يستطع أفضل الأطباء عبر العالم الفصل فيه وإعطاء توقعاتهم في هذا الشأن فكيف أن يستطيع المنجمون وعلماء الفلك أن يتكهنوا فيه؟
في زمن غير بعيد وخلال أولى بواد انتشار فيروس كورونا المستجد عبر مختلف أنحاء العالم وبالتحديد في شهر مارس المنصرم، سارع العديد من المنجمين الذين اعتادوا الظهور في القنوات الفضائية اللبنانية والمصرية والتركية وغيرها وحتى ممن يملكون قنوات خاصة بهم عبر اليوتيوب في إبداء آرائهم بشأن الوباء وإطلاق توقعاتهم التي كانت متضاربة فينا بينها، فالبعض منهم كان يقول أن الفيروس سيزول في شهر سبتمبر أو أكتوبر المنصرم وسيعود العالم إلى حياته الطبيعية بداية من شهر نوفمبر الماضي، في حين أن هناك من جزم بأن فيروس كورونا لا يعيش مع الحرارة وسيزول نهائيا قبل أو خلال شهر جويلية المنصرم عند ارتفاع درجات الحرارة، وهناك العديد من الجزائريين ممن صدقوا هذه الأكذوبة وانتظروا منذ شهر مارس على أحر من الجمر قدوم شهر جويلية فحل عليهم جويلية ولم يحدث الأمر وجاءهم بعدها أوت ثم سبتمبر وها نحن في ديسمبر وأرقام عدد الإصابات بالفيروس مازالت مرتفعة ومخيفة عبر مختلف أنحاء العالم.
متابعات مليونية لصفحات المنجمين
خابت توقعات المنجمين الذين قالوا أن الفيروس سيزول في جويلية وكذبوا أيضا هذه الأيام من توقعوا وجزموا أن كورونا ستترك العالم بأسره يعيش بسلام في أواخر شهر نوفمبر أو أوائل شهر ديسمبر كأقصى تقدير، لكن شريحة من الجزائريين لم ييأسوا من توقعات هؤلاء المنجمين الذين تنبؤوا في أمور أكبر منهم، حيث مازالوا ينتظرون ما يطلقونه من خزعبلات وما يخرجون به في مختلف القنوات وكذا في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن هناك صفحات في الفايسبوك تتعلق بهؤلاء المشعوذين يشارك فيها الآلاف من الجزائريين، ويكتبون في تعليقاتهم اليومية مطالبهم لهؤلاء المشعوذين والمنجمين ويسألونهم عن التوقيت الذي سيطلقون خلاله توقعاتهم بشأن فيروس كورونا ومدى استمراريتها في سنة 2021 التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أيام معدودة.
وحسب ما نشروا من تعليقات اطلعنا على جزء كبير منها أنهم عاشوا فترة عصيبة طوال الأشهر المنصرمة التي انتشر فيها الوباء بقوة وهناك من فقد أهله وأصدقاءه بعد إصابتهم بالفيروس، وهذا ما جعلهم يعيشون هذا القلق والتوتر والخوف من استمرار انتشار الفيروس لعدة أشهر أخرى، وكما ذكروا أنهم في انتظار جلب اللقاح الذي سيخلصهم من الفيروس حتما كما سيعيدهم إلى حياتهم الطبيعية، وانتظارهم لتوقعات المنجمين حسب ما ذكروا في تعليقاتهم سيجعلهم مطمئنين بعض الشيء في حالة ما إذا كانت التوقعات إيجابية وليست سلبية، كما دعوا بعضهم البعض في منشوراتهم، أن يكثروا من الدعاء والتضرع للمولى عز وجل حتى يزيل عليهم هذا الوباء عاجل غير آجل.
حجيمي: التنجيم في الغيب حرام وأدعو الجزائريين إلى التفاؤل
وللاستفسار أكثر عن هذا الأمر اتصلنا برئيس النقابة الوطنية لنقابة الأئمة جلول حجيمي، الذي صرح في حديثه مع ” الشروق ” أن أمر توقعات السنة الميلادية الجديدة يحدث دائما في هذا الشهر من كل سنة، حيث يطلق مختلف المنجمون عبر العالم توقعاتهم وتكهناتهم وهناك من يتتبعهم ويؤمن بهم وبالخزعبلات التي يقولونها، وهذا لا يجوز حسب حجيمي الذي أكد أن الشريعة الإسلامية حررت العقول من ضلال الوهم والخرافة والدجل والشعوذة، كما قامت بإبطال جميع مسالك الجاهلية وحذرت بالإكراه من الغيب المستور والمستقبل المحجوب، ودعا حجيمي في سياق ذي صلة المسلمين ككل والجزائريين على وجه الخصوص بالابتعاد عن هذه الأمور مع التفاؤل بغد أفضل وإعطاء الأمل لحياة أحسن.