الجزائر
الغنى والنجاح والتفوق لمواجهة الأسعار والتدرج في المناصب

جزائريون يبحثون عن حلول سحرية لمشاكلهم في كتب التنمية البشرية

وهيبة سليماني
  • 990
  • 6
ح.م

“لا تحزن”، “ابتسم”، “انطلق”، “انهض وحقق هدفك”، “كيف تصبح غنيا”، “كيف نصبح قويا”، “كيف تتغلب على الخوف”، “كيف تتغلب على الوسواس”، “كيف تتغلب على النفس”، “كيف تتغلب على الشهوة”، “كيف تتغلب على القلق”.. عناوين كتب، وكأنها تخاطب زوار المعرض الدولي للكتاب، أو كأنها إجابات مقتصرة لأسئلة مكتظة في عقولهم، ومشاعر تتصارع في ذاتهم، أو لحلول يبحثون عنها!..
الاهتمام بكتب التنمية البشرية، كان ملفتا للانتباه، في صالون الكتاب 2018، وكان الشباب أكثر الجزائريين إقبالا، خاصة على كتب عائض القرني، وإبراهيم الفقي، والكثير من مؤلفات تطلعهم على حلول سحرية لمشاكل العصر، وهذا من خلال تغيير سلوكاتهم حسب مقتضيات الظرف والحاجة الملحة لفعل ما لم يستطيعون فعله.
وفي الوقت الذي كان البحث جاريا من طرف فئة من زوار المعرض تؤمن بالخرافات، عن كتب السحر والشعوذة، ارتأت فئة أخرى من المثقفين البدء من تنمية الأفكار وتغيير السلوكات بتطبيق وصايا وتجارب كتاب المؤلفات الخاصة بالتنمية البشرية.

التفوق والغنى والنجاح.. وغلاء المعيشة أول الأسباب

قال أحد الشباب، وجدناه يشتري كتابا في التنمية البشرية، في إحدى دور النشر، إن حالة الرداءة التي باتت تميز جوانب كثيرة من حياتنا، هي صورة واضحة لسلوكات غير سوية في ذاتنا.. بل هناك حسبه، عراقيل داخلية وحبال وهمية تقيدنا، وتتركنا ثابتين في نقطة ما دون أن نتحرك..
وأكد اختياره لكتاب بعنوان “انطلق”، وهو ما يبحث عنه، لأنه يحس دائما بأن شيئا يقيده، وأن حياته تتجه دائما نحو الأسوإ.
تلاميذ في المتوسط والثانوي وطلاب في الجامعة، يبحثون عن حلول سحرية لتفوقهم ونجاحهم وتحقيقهم لأهداف يسعون إليها، اختاروا عناوين لكتب التنمية البشرية، منها لإبراهيم الفقي، وكتب أخرى مثل، “قوة التفكير الإيجابي”، “أيقظ قوتك الخفية”، “ارسم مستقبلك بيدك”،”انهض وحقق هدفك”، “فن التفوق والنجاح”.
لكن هذه الكتب وحسب بعض الزوار الذين وجدناهم يتفحصونها، تبقى مجرد بلسم لجراح هموم ومشاكل يتخبط فيها بعض الجزائريين الذين تقيدهم أمراض نفسية نتجت حسبهم، عن الفقر والحاجة أو انفصال الوالدين، أو مكبوتات مختلفة وأزمات، وطرق التربية السيئة، وقد تجذب العناوين حسبهم، شخصا حسب مزاجه وميوله وتفكيره، لكنه لا يطبقه في الكثير من الأحيان.

الشيخوخة والذاكرة والتأثير وقراءة الوجوه.. هم الكبار

وللكبار اهتمام بالغ ببعض العناوين الخاصة بالتنمية البشرية، حيث قالت صحفية تعمل في التلفزيون العمومي، إنها تبحث عن كتاب يعلم كيفية قراءة حركات الوجه، والحركات الخاصة بجسم الإنسان، وهدفها هو مواجهة شر الآخرين.
كما كان الاهتمام من طرف الكهول، نساء ورجالا، باديا من خلال تهافتهم على أجنحة دور النشر المكتظة رفوفها بكتب التنمية البشرية، ففي دار نشر حواس المصرية، استقطب كتابان جديدان بعنوان “الشيخوخة الناجحة” في ضوء علم النفس، و”الشيخوخة وتحدياتها وجوانبها القوية”، بعض المتخوفين من مرحلة الشيخوخة، ولم يتجاهل بعضهم كتابي “كيف تجذب الناس كالمغناطيس” و”مهارات تجدد الذاكرة”.

مقالات ذات صلة