جواهر
يوقفن عملها كلما تعبن

جزائريات يوظفن “الحاسة السادسة” مقابل “الفليكسي”!

سمية سعادة
  • 1684
  • 3

يدعين أنهن قادرات على قراءة العيون، وتحليل الشخصيات، والتنبؤ بما سيحدث قبل وقوعه، غير أنهن يؤكدن أنهن لسن “شوافات” بل يتمتعن بالحاسة السادسة.

وقد استطاع هذا المصطلح”الحاسة السادسة” أن يجذب إليه الآلاف من المتابعات على مواقع التواصل الاجتماعي لكونه يتمتع بـ”سمعة طيبة” بين الناس مع أن ما يطرحنه من أسئلة على “الحسّاسات” لا يخرج عن نطاق الشعوذة والرغبة في الاطلاع على الغيبيات، أو هذا ما يبدو.

فمن خلال إلقاء نظرة على إحدى المجموعات المغلقة التي التف حولها عدد كبير من الناشطات، لاحظنا تكرر كلمة “ّحسيلي” أي أخبريني بالذي سيحدث، وهو سؤال يوجه عادة لفتيات أو نساء بعينهن أعلن أنهن يمتلكن الحاسة السادسة وقد أثبتن ذلك من خلال عدة مواقف وصرن يتمتعن بسمعة جيدة بين العضوات، بينما لا تتوانى متابعات أخريات على طرح سؤال يتضمن حاجتها لمعرفة شيء معين على كل من ترى في نفسها القدرة على إدراك أمور غير ملموسة.

والظاهر أن معظم المنتسبات إلى هذه المجموعة الجزائرية، يشعرن بالقلق والخوف على مستقبلهن ومستعجلات لمعرفة ما ينتظرهن وهن غير مباليات إذا كان ما يطرحنه من أسئلة قد يوقعهن في الشرك، فهذه تسأل عن خطيبها إن كان سيعود إليها أم لا؟، وتلك تسأل إن كانت ستتزوج قبل أن تنقضي هذه السنة؟، وثالثة تسأل إن كانت ستنجب أم لا؟، ورابعة تريد أن تعرف إذا كانت ستنال شهادة الليسانس أم ستعيد السنة؟

كل هذه الأسئلة التي انحرفت في اتجاه الكشف عن الغيب، سمحت لـ” الشوافات” بأن يندسن بين “قارئات الحاسة السادسة” وصرن يعرضن خدماتهن على المتابعات، على غرار إحداهن التي كتبت تقول”أنا معالجة وأستطيع تقديم قراءة خاصة ومعالجة ما يسمى بالتعطيل و”التابعة” مقابل المال”.

وقد استغلت هؤلاء “المتمتعات” بالحاسة السادسة لهفة المراهقات والنساء لمعرفة ما سيقع ليطلبن المقابل، حيث تقول إحدى العضوات إن الكثير من “الحسّاسات” يطلبن رقم بطاقة تعبئة أو “فليكسي” مع أنهن لا ينجحن في الوصول إلى الحقيقة بل يقلن أي كلام أكثره غير صحيح، لترد “زورا” التي تقول بأنها تمتلك الحاسة السادسة إن “عملهن متعب جدا” حيث يقمن بامتصاص الطاقة السلبية الموجودة في السائلات، خاصة إذا كن مصابات بالسحر أو غير محصنات.

وبسبب هذا الإجهاد النفسي الذي يصيبهن، تعمد “الحسّاسة” إلى توقيف عمل الحاسة إلى إن تستعيد عافيتها، على غرار إحداهن التي تطلق على نفسها “ميس بيلا” التي تقول إنها أصيبت بالضرر نتيجة تحرير حاستها ولم يعد التوفيق يصيب أمورها الخاصة، بينما أعلنت “أميرة. م” أنه يمكنها أن تستقبل طاقات الفتيات اللواتي بلغن سن الزوج ولم يتزوجن، أو المحسودات أو المهمومات، غير أن المراهقات اللواتي يسألن عن “الحبيب” فلا ترغب في مساعدتهن (نجاوب غير المضرورات) هكذا قالت.

ولا تخفي هؤلاء المالكات للحاسة السادسة اتهامهن من طرف المتابعات بأنهن يمارسن الدجل والشرك بالله لمجرد أن حاستهن لا تأتي على هوى بعض العضوات التي يتوقعن أمرا مفرحا، بينما يستقبلن حقيقة مغايرة ما يثير غضبهن.

من الممكن جدا أن هناك من النساء من يمتلكن إدراكا حسيا عاليا يمكنهن من معرفة بعض الأشياء قبل وقوعها، غير أنهن أخطأن في توظيفها، بحيث بدت وكأنها مجموعة للمشعوذات وليس لمالكات الحاسة السادسة وهو ما يفسر تجرؤ المتابعات على طرح أسئلة تعتبر من صميم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله عزو جل وليس البشر مهما كانت درجة إحساسهن.

مقالات ذات صلة