-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جزائريات يحضّرن “القديد” لادخاره للشتاء وعاشوراء

سمية سعادة
  • 1320
  • 0
جزائريات يحضّرن “القديد” لادخاره للشتاء وعاشوراء

لا يزال قطاع كبير من الجزائريين محافظا على عادة تجفيف جزء من أضحية العيد، أو ما يُعرف في الأوساط العامية بـ” القديد” لاستعماله في الأكلات التقليدية.

ورغم أن تجفيف اللحم باستعمال الملح، هو آخر ما يُلتفت إليه من الأضحية، إلا أن مكانته لدى المسلمين كبيرة، ويكفي أنه كان من أحب الأطعمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنه أتت تسمية “التشريق”، وهي الأيام الثلاثة بعد يوم النحر، حيث يُعرف “التشريق” بين العرب والمسلمين بأنه “تقديد اللحم” أو تقطيعه لأجزاء صغيرة وتعريضه لأشعة الشمس حتى يجف.

وقد دأب الكثير من حجاج بيت الله الحرام على تجفيف جزء من أضحية العيد والعودة بها إلى بيوتهم طالما أنها لا تتعرض للتلف.

ولا تزال الكثير من العائلات الجزائرية وفية لتحضير اللحم المجفّف لاستعماله في الأكلات التقليدية التي تطبخ عادة في فصل الشتاء على غرار “البركوكس” أو “العيش”، أو في عاشوراء، حيث يعطي “القديد” أو ” الخليع” برائحته القوية مذاقا خاصا للطعام بما يجعل العائلات لا تستغني عن إعداده في عيد الأضحى.

ورغم أن معظم الجزائريات يحضرّن “القدّيد” بالطريقة التقليدية التي تعتمد على إحداث شقوق طولية في اللحم، خاصة الأضلاع، وإدخال الملح فيها وتعريضه للشمس، إلا الكثير من السيدات أدخلت على تحضيره بعض اللمسات بما يجعله ذو مذاق لاذع ولذيذ وغير معرّض للتلف، على غرار استعمال بعض التوابل، كالفلفل الأحمر والثوم المجفف بالإضافة إلى الملح الذي يعتبر أحد أسراره التي لا يتم الاستغناء عنها.

وعن طريقة تحضيرها لـ” القديد” قالت السيدة حليمة يامني إنها تتركه طيلة الليل في إناء به خل وملح ثم يجفف بعيدا عن أشعة الشمس، أي في مكان فيه ظل.

وتختلف طريقة تحضير اللحم المجفف لدى السيدة حكيمة عن الأخريات، حيث تقول إنها تضعه أمام مروحة كهربائية تدور بسرعة بطيئة في الظل، بحيث يجف بشكل أسرع.

وغالبا ما تترك المرأة الجزائرية اللحم المجفّف على حبل الغسيل في مدة تتراوح بين 4 إلى 10 أيام، غير أن بعض المناطق الساخنة تستغني عن الشمس في عملية التجفيف، في هذا السيّاق يقول عبد الباسط بن علي إنه في منطقة أدرار إذا وضع اللحم المجفف تحت أشعة الشمس فحتما سيشوى من شدة الحرارة.

وعبّرت السيدة صوفي عن استيائها من الجيل الجديد الذي ينظر إلى “القديد” على أنه لحم متعفن ذي رائحة كريهة، لأنهم لا يعرفون أنه كان أفضل طعام لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!