-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أعمت عيون الأشقاء بسبب الإفلاس والطمع

جرائم ميراث مروّعة ونزاعات أحيتها جائحة كورونا!

وهيبة سليماني
  • 1889
  • 2
جرائم ميراث مروّعة ونزاعات أحيتها جائحة كورونا!
أرشيف

محمدي: فتتوا الثروة على رأس كل جيل حتى لا يتنازع عليها الأحفاد!
حمديني: آثار كورونا جعلت جزائريين ينتبهون إلى الميراث

تسببت جائحة كورونا في إحداث اضطرابات عامة، وخلق بيئات غير مستقرة، فإلى جانب الخوف من العدوى، والالتزام بإجراءات الحجر الصحي، الذي خلق ضيقا وقلقا ومللا لا يقاوم، فإن تدني المعيشة، والفقر ضربا أسرا جزائرية في الصميم..

الميراث والثروة ومع شدة الحاجة، أصبحا يثيران الكثير من الأطماع والنزاعات بين الأشقاء والأقارب، وأعميا عيون الجاهلين إلى درجة أنهم أزهقوا أرواحا وارتكبوا جرائم غاية البشاعة!
وقد سجلت مصالح الأمن، في الآونة الأخيرة، بعض القضايا ذات الصلة بنزاعات الميراث، آخرها جريمة ارتكبها شاب في سوق أهراس، من خلال استخراج جثة والدته، ليختم بإصبعها وهي ميتة، وثائق تعطي له حق امتلاك المنزل العائلي، كما قام، هذا الأسبوع، كهل بمحاولة قتل ابن أخيه ذبحا في ولاية المدية، بسبب نزاع حول الميراث.

وفي شهر أفريل الماضي، اهتزت قرية”البهاليل” لبلدية”أعفير” أقصى شرق بومرداس، على وقع جريمة بشعة، راح ضحيتها ممرض في 50سنة، ارتكبها في حقه شقيقه الشاب البالغ من العمر 26 سنة، وبعد التحقيق تبين أن السبب هو الميراث، وخلال نفس الشهر قتل 3 إخوة بأولاد عيش بالبليدة، شقيقهم، بعد وفاة والدهم بأقل من أسبوع، حيث نشب بينهم شجار حول الميراث.
وناهيك عن قضايا القتل، ومحاولة التزوير بسبب الميراث، فإن النزاعات بين أفراد الأسرة الواحدة، والإخوة والأقارب، غالبا ما تكون بسبب هذا الميراث،وبلغت ذروتها في المحاكم، وهي أيضا سبب في اعتداءات بالضرب وعجز أدّى إلى كسور وإعاقة، كما قطعت الأرحام بين أبناء الدم لسنوات وحتى ونحن في ظل جائحة كورونا والموت الذي يحصد يوميا الكبير والصغير، لم تصف القلوب بين المتنازعين على الميراث!

45% من القضايا تتعلق بالميراث في نزاعات الأحوال الشخصية

وفي هذا السياق، أكد المحامي عمار حمديني، أن نزاعات الميراث عادت بقوة إلى المحاكم خلال مرحلة جائحة كورونا، حيث يرى أنّ العامل الاقتصادي لعب دورا مهما، في ذلك، من خلال ما تسبب فيه الحجر الصحي، من إفلاس لدى بعض الجزائريين، وتعليق نشاطات بعضهم، وفقدان آخرين لمناصب عمل، وعراقيل لبعض المهن والحرف، حيث بات الكلّ يبحث عن المال والرزق وتعويض الخسائر والثروة، فالميراث مصدر رزق جاهز ينتظره البعض بفارغ الصبر، ومن كان له نصيب فيه يسعى للحصول عليه.
وقال حمديني، إنّ قضايا النزاعات في الأحوال الشخصية وفي القسم العقاري، المتعلقة بالميراث، تمثل نسبة تتراوح بين 40 إلى 45 من المائة، من جميع القضايا الأخرى، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى الإشكالات القائمة من قبل فيما يخص قضايا الميراث، فإن جائحة كورونا وما خلفته من آثار سلبية على الجانب الاجتماعي والاقتصادي، وتراكم ملفات القضايا من دون الفصل فيها، نظرا للإجراءات المتخذة من أجل الوقاية من الوباء، عقدت الأمور أكثر.
وأوضح الأستاذ عمار حمديني، محام لدى المحكمة العليا، أن الإجراءات القانونية فيما يخص قضايا الميراث، تأخذ وقتا طويلا، والأمر لا يتعلق بالقضاة، فطبيعة هذه القضايا معقدة خاصة أن الكثير من شهود الزور يصرحون بتفاصيل ليست حقيقية.
ودعا حمديني، الآباء إلى تقسيم الميراث، قبل وفاتهم خاصة في ظل هذه الظروف الصحية، وهذا بالنظر إلى جملة المشاكل التي ترتبت عن نزاعات الميراث.
وقال المحامي عمار حمديني، إنّ الجرائم التي ترتكب بدافع الميراث، كانت لا تمثل إلا نسبة ضئيلة في المحاكم الجزائية، ولكنها اليوم بدأت تظهر بشكل رهيب، فالضرب والجرح والإعاقة والقتل في العائلة أو بين الأقارب، سببها في الكثير من الأحيان الميراث.
ونبّه حمديني، إلى أنّ النزاعات حول الميراث، وخاصة العقار، كانت تعرف في الولايات الداخلية، وامتدت مؤخرا إلى العاصمة ونواحيها، وهذا شيء جديد ينذر بخطورة الوضع.

الأحفاد هم أكثر المتقاتلين حول الميراث.. والآباء هم المخطئون

وحول الموضوع، قال ممثل وزارة الشؤون الدينية، الشيخ سليم محمدي، إن تقسيم الميراث أمر شرعي وواضح في الإسلام، وتوجد 3 آيات قرآنية تنص على حق كل من الذكر والأنثى، وحق اليتامى، ونصيب الأبناء، وإذا كان هناك اجتهاد حسبه، فإنه يتعلق ببعض الجزئيات كنصيب أولاد الابن إذا توفي أو أمور أخرى ذات صلة.
ويرى محمدي، أن الشيء الذي جعل نزاعات الميراث تظهر في السنوات الأخيرة، وتؤدي إلى جرائم قتل في بعض الأحيان، هو تراكم التركة وانتقالها إلى الأحفاد، ومن دون تقسيمها، ما يزيد الأمور تعقيدا.
وأوضح أن الأشقاء والإخوة لا يقومون بتقسيم الميراث بعد وفاة الأب مباشرة، حيث يتركون الأمور على حالها، وبعد أن يكبر أولادهم، تحدث النزاعات حول هذه التركة والتي تتشعب وتكثر ولا يظهر من له الحق أكثر فيها، فتؤدي بعض الخلافات إلى جرائم قتل أو نصب واحتيال، غالبا ما يرتكبها الأحفاد.
وقال”فتتوا الثروة على رأس كل جيل حتى لا تؤدي إلى تراكمات وجرائم لا تمت للإنسانية بصلة”، مضيفا أن بعض الآباء يجهلون خطورة التوزيع غير العادل للثروة على أبنائهم، ولكن لابد من النصح والتوعية عبر المساجد ووسائل الإعلام، حول نزاعات الميراث“.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • خليفة

    الفاني يتقاتل من اجل شيء فان ،الفقر قد يودي الى اكثر من ذلك ،و كاد الفقر ان يكون كفرا كما جاء في بعض الاثار ،و يقول عبد الرحمن المجدوب رحمه الله (يا اللي طبطب في الباب طبطب و كون فاهم ،ما يفسد بين لحباب غير النسا و ادراهم)

  • الدنيا

    فانيها يبقى فيها