جدل حول زكاة الفطر في الجزائر وتاجر يعرض الأطعمة بمقاييسها الشرعية

ضجت شبكات التواصل الاجتماعي بالمنشورات التي تتحدث عن كيفية إخراج زكاة الفطر، هل نقدا أم طعاما، ما خلق جدلا واسعا في الجزائر.

وانقسمت آراء النشطاء بمختلف مستوياتهم الفكرية إلى قسمين، كل يدافع عن وجهة نظره بأدلة وبراهين من أيام السلف إلى واقعنا المعاش.

وقال الفريق المدافع عن إخراجها نقدا  أن الفقير أحوج ما يكون للمال، وهو أدرى بما يشتري به سواء كسوة عيد لأولاده أو حليبا لرضيعه أو فاكهة أو دواء أو غيرها من المتطلبات التي عجز عن توفيرها.

وذهب المدافعون عن إخراجها طعاما إلى القول أن النقود كانت موجودة في عهده صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك أمر بإخراجها حبوبا بمقاييس مضبوطة، والأولى اتباع السنة حسبهم إذ لم يثبت عن صحابي واحد أنه أخرجها مالا.

وفي ظل الجدل القائم أعلن تاجر جزائري من وادي سوف عن بيع جميع أنواع الحبوب بالمقاييس الشرعية التي حددها الرسول صلى الله عليه وسلم لزكاة الفطر.

وحظيت المبادرة بإشادة الكثيرين ممن أعادوا مشاركة المنشور وطالبوا بضرورة الاقتداء بالتاجر تسهيلا على الناس الذين يرغبون في إخراجها طعاما.

وكانت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف قد أعلنت بحر الأسبوع الماضي عن قيمة زكاة الفطر للعام 2023، والتي قدرتها بـ120 دج وهو ما يعادل كيلوغرامين من غالب قوت البلد.

وأوضحت الوزارة في بيان خاص أن علماءنا أفتوا بجواز إخراجها نقدا وهو حسبهم أنسب للفقراء الذين شرعت من أجلهم لإغنائهم عن السؤال يوم العيد.

في ذات السياق قال جلول حجيمي، رئيس نقابة الأئمة بالجزائر،  إن المسألة فيها من اليسر ما يكفينا، لافتا أن من يرون بإخراجها نقدا يستندون إلى أقوال بعض الصحابة والتابعين، ومشددا على ضرورة إخراجها في وقتها وهو الأهم.

وصرحت دار الافتاء بجواز خروج زكاة الفطر نقدا، وذلك بناء على فتوي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب.

وقال مفتي الجمهورية، إن تعجيل خروج زكاة الفطر أمر جائز ومستحب في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي يشهدها العالم، وذلك إغناء للمساكين عن السؤال، وتيسيرا على الفقراء والمحتاجين، ولتكون عونا في تلبية احتياجاتهم.