“جازي” تستعد لدخول البورصة وهكذا تم استرجاع 2900 مليار

بعد نجاح عملية فتح رأسمال القرض الشعبي الجزائري عبر البورصة، والتي مكّنت من جلب سيولة مالية متداولة خارج القنوات البنكية تعادل 29 مليار دينار، وتزامنا مع تحضير بنك التنمية المحلية لإيداع ملفه، تستعدّ أيضا شركة الاتصالات جازي لولوج السوق المالية والانفتاح على البورصة، والتي تضمّ اليوم وفق إحصائيات لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها نحو 53 ألف مساهم.
ويجزم رئيس “كوسوب”، يوسف بوزنادة، في تصريح لـ”الشروق” أن البورصة تشهد اليوم ديناميكية واسعة، بعد فتح رأسمال القرض الشعبي الجزائري في إطار البرنامج الخاص المسطّر من طرف السلطات العليا في البلاد، كما يتم التحضير حاليا لفتح رأسمال بنك التنمية المحلية الذي هو بصدد إنهاء إعداد ملفه، في وقت تم الإعلان عن التحضير لولوج شركة الاتصالات العمومية “جازي” عالم السوق المالية وفتح رأسمالها على البورصة هي الأخرى، مؤكّدا: “هذه الديناميكية دفعت بنا إلى التحرّك السريع والخروج من المكاتب للميدان لرفع الوعي بأهمية الاستثمار في البورصة لدى عامة الناس والجمهور”.
ويشدّد رئيس لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها على أن دخول أي شركة جديدة للبورصة سواء كانت جازي أو بنك التنمية المحلية، سيلعب دورا هاما في تحسين عمق السوق، الذي يعدّ مقياسا لمستوى السيولة عبر زيادة أوامر الشراء والبيع، وبالتالي فإن انفتاح شركات كبرى على البورصة سيؤدي لرفع حجم التداولات، إذ كانت البداية مع القرض الشعبي الجزائري، وستشمل العملية مستقبلا بنك التنمية المحلية ثم “جازي” وفقا لما أعلنه وزير المالية لعزيز فايد، مصرّحا: “كل هذا سيحفز الأشخاص على التداول، وسيحسن سيولة السوق ويرفع عدد المتداولين والمستثمرين وبالتالي استقطاب الادخار”.
وفي السياق، تحدّث بوزنادة على عملية القرض الشعبي الجزائري، التي سمحت على سبيل المثال بجلب سيولة متداولة خارج القنوات البنكية عادلت 29 مليار دينار، وهو مبلغ جد هام دخل القنوات الرسمية بفضل طرح أسهم البنك، الأمر الذي يحمل منافع كبرى للاقتصاد الوطني.
وذهب المتحدّث أبعد من ذلك قائلا إنه عندما تكون هناك شركات مدرجة في البورصة من عدة قطاعات، على غرار المالية والاتصالات والأدوية، فسيؤدّي ذلك إلى زيادة فرص الاستثمار ويحفز المستثمرين على القدوم للبورصة واختيار الشركات التي تتناسب مع أهدافهم الاستثمارية، ورفع أدوات الجذب إلى البورصة.
وبخصوص المتعاملين الخواص الراغبين في ولوج هذا الميدان، تحدّث بوزنادة عن تلقي “كوسوب” 3 طلبات من قبل ثلاث شركات ترغب في الانفتاح على البورصة وتحديدا على مستوى قسم النمو وهو قسم مخصص للشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، قائلا: “تلقّينا هذه الطلبات منذ 15 يوما، وسنقوم بدراستها وعقد جلسات عمل مع أصحاب هذه الشركات لتمكينهم من تجسيد هذه العملية”.
وأردف المتحدث “يُضاف هؤلاء إلى شركة جازي وبنك التنمية المحلية، وكل هذا يدل على عودة الديناميكية لهذه السوق، عبر زيادة عدد الشركات المدرجة من قطاعات مختلفة، حيث نحصي اليوم نحو 53 ألف مساهما في البورصة.

حملات ميدانية لجلب مستثمرين ومساهمين جدد
وأوضح يوسف بوزنادة “كنا قد باشرنا على مستوى لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها بصفتنا السلطة الرقابية على السوق المالية في الجزائر، إطلاق عدّة حملات توعوية في إطار مخطط عملنا السنوي بعنوان سنة 2024، حيث أجرينا أربع مبادرات للترويج للفرص المتاحة في السوق المالية”.
وتتعلّق المبادرة الأولى بإطلاق دورة تكوينية لفائدة الصحفيين لمدّة 4 أشهر، خُصّصت لعشر صحفيين متخصّصين، من مختلف وسائل الإعلام في أعقاب إمضاء اتفاقية خاصة مع وزارة الاتصال، لتنتهي الفترة التكوينية بتاريخ 15 ماي الفارط، بينما سيجتاز المتكونون الامتحان الخاص نهاية شهر جوان المقبل لانتزاع الشهادة.
ويضيف بوزنادة أنه “سيتم تنظيم حفل هام بحضور ممثلي وزارة المالية ووزارة الاتصال، حيث نهدف من خلال هذه المبادرة لتعزيز التوعية المالية حول البورصة لدى الصحفيين المهنيين في القطاع، وإيصال معلومة فعالة لعامة الناس والجمهور”..
ويقول بوزنادة إنه تم تسطير برنامج مكثّف للاحتكاك المباشر بالجمهور، تضمّن في البداية التنقل لولاية سيدي بلعباس أين نظمت “كوسوب” يوما إعلاميا حول النظام 23-04 الصادر سنة 2024، قائلا: “نحن نقطف ثمار هذه الإصلاحات اليوم”.
وحسب بوزنادة، تم خلال هذا اليوم اللقاء بحملة المشاريع المبتكرة والشركات الناشئة والعديد من الطلبة، وفي نفس الإطار وللتعريف بالثقافة المالية والبورصية، تم تنظيم محطة إعلامية ثالثة بولاية عنابة تضمّنت الاحتكاك المباشر مع حملة المشاريع لإيضاح بشكل مباشر المفاهيم المتعلقة بالتمويل التساهمي، وكانت المحطة الرابعة منذ أيام بولاية سكيكدة، أين اتجهت “كوسوب” للطلبة وتمّ تنظيم يوم إعلامي متعلق بالتمويل عبر البورصة والسوق المالية والتمويل التساهمي، وتمّ هناك لقاء 150 طالب، حيث تم التعريف بعدة عروض تخص المجالات المتعلقة بالبورصة والتمويل التساهمي، حيث لاقت هذه العروض رواجا كبيرا.