رياضة

ثورة تاجر “النقانق”!

علي بهلولي
  • 1314
  • 4

إيداع أولي هوينس رئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم السجن بتهمة التهرّب الضريبي، يحمل الكثير من الدلالات، نورد لكم بعضها:

1- القانون عند المجتمعات الغربية التي تحترم أنفسها يسمو فوق الجميع ولا يعلى عليه. بخلاف مجتمعات العالم الثالث المتخلّف (البلدان العربية نموذجا) حيث يطبّق ضد المستضعفين و”أراذلة القوم” و”الصّعاليك”، ويستثنى منه شيخ القبيلة وعشيرته وزبانيته وشعراء البلاط بل وحتى من تبعهم من الغاوين!
2- حديث سيّد الأنام محمد عليه الصلاة والسلام واضح ولا ينفع معه “الرّوغان الثعلبي” في تفسيره وتأويله وتكييفه: “وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”.
3- بعض النجاحات (وليس الكل) التي تضرب كأمثلة إيجابية ويطلب منّا الإقتداء بها، لاسيما تلك التي يعظّم من شأنها معتنقو المذهب اللّيبيرالي “المتوحّش”، والتي غالبا ما يتحفنا أصحابها عند الخاتمة بإسماعنا عنوة عبارات متكلّسة مثل: “العالم ملك من ينهض باكرا”!؟ ينبغي التمعّن فيها جيّدا وفحصها بدقة، وعدم الهرولة لتقبلها كالأحمق الذي يصدّق كل ما يعرض عليه.
4- اعتزل أولي هوينس (62 سنة) كرة القدم كلاعب بألوان فريق نورمبورغ الألماني عام 1979. واقتفى أثر والده الجزّار، حيث استثمر في تجارة اللّحوم والنقانق (المرقاز) تحديدا، وطارت شهرته التجارية والإجتماعية ثم في التسيير الكروي، قبل أن ينتهي به المصير في الزّنزانة بسبب التهرّب الضريبي! وبئس الورد المورود. “أعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور”. رفعت الأقلام وجفّت الصحف.
مقالات ذات صلة