توسع التفاعل الدولي مع “إعلان الجزائر” للمصالحة الفلسطينية

يتواصل ترحيب المجتمع الدولي بإعلان “اتفاق الجزائر” الذي كرس مصالحة فلسطينية بعد سنوات من النفور والاقتتال، حيث أشادت منظمات ودول بما حققته الجزائر لرأب البيت الفلسطيني، وأعلنت دعمها للجهود الجزائرية.

وبهذا الصدد، رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، بتوقيع الفصائل الفلسطينية على “إعلان الجزائر” المنبثق عن مؤتمر لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وفي بيان له، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن غوتيريش شدد على أهمية المصالحة الفلسطينية من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقرة سياسيا وقابلة للحياة اقتصاديا وذات سيادة ومستقلة”، معربا عن “بالغ تقديره للجهود التي بذلتها الجزائر في سبيل تحقيق هذه الغاية، ولا سيما جهود الرئيس عبد المجيد تبون”.

ومن جهتها، رحبت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بتوقيع الفصائل الفلسطينية على إعلان الجزائر للمصالحة الوطنية، معتبرة أن هذه الخطوة “مهمة وإيجابية على طريق إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني”.

كما أعربت المنظمة، في بيان لها، عن “تقديرها لجمهورية الجزائر في رعاية واستضافة هذا الحوار”، مؤكدة “دعمها كل الجهود التي تساهم في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”.

من جهة أخرى وقع، الجمعة بكيغالي، ممثلو ثمانية برلمانات عربية تشارك في أشغال الدورة 145 للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي على بيان مشترك يشيدون فيه بتوقيع اتفاق مصالحة بين الفصائل الفلسطينية ويثمنون فيه دور الجزائر بعد لم شملها.

وفي بيان من أربعة بنود، أعلن الموقعون عن ترحيبهم بكل الفرص والمناسبات للم الشمل ما دامت تعزز التقارب العربي وتعين على مواجهة التحديات الجسيمة.

وثمن ممثلو البرلمانات العربية عاليا جهود الجزائر برئاسة عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية بعدما توصلت إليه من توحيد للرؤى الفلسطينية، معتبرين ذلك “إنجازا تاريخيا لاسيما أنه تحقق قبيل إنهاء ترتيبات عقد القمة العربية”.

وبدوره، رحب الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، بـ”إعلان الجزائر” المنبثق عن مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، والذي وصفه “بالخطوة الجبارة”، كما أشاد بـ”الدور المحوري للجزائر في تحقيق المصالحة الوطنية ولم الشمل الفلسطيني”.

وثمن غالي في رسالة وجهها إلى الرئيس تبون “هذا اللقاء التاريخي وإلى كل من ساهم في هذا المجهود النبيل الرائع، وصولا إلى تتويجه بإعلان الجزائر للم الشمل الفلسطيني”، مؤكدا أنها “ليست بالغريبة على الجزائر التي يشهد لها العدو قبل الصديق بتمسكها الراسخ بمواقفها المبدئية إلى جانب كل القضايا العادلة في العالم”.

وثمن الرئيس غالي، إشراف الرئيس تبون المباشر على المصالحة، ومتابعته الشخصية لمسار هذا اللقاء التاريخي، كما عبر عن تقديره لكل من ساهم في هذا المجهود النبيل الرائع، وصولا إلى تتويجه بإعلان الجزائر للم الشمل الفلسطيني.

كما أشادت الخلافة العامة للطريقة التيجانية بـ”إعلان الجزائر” المنبثق عن “مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية”.

وجاء في بيان الطريقة التجانية “وها هي الجزائر دولة وشعبًا ورئيسًا على موعد مع التاريخ، وتعيدنا وتعيد الأمة جمعاء إلى رشدها وتذكرها بأن فلسطين هي قضية المسلمين الأولى، والقضية المركزية الوحيدة لإحلال السلم والعدل والحق والسلام، بدون متاجرة ولا مزايدة ولا مراهنة، من أجل هدف أسمى هو وضع القضية الفلسطينية في المربع الصحيح”.

وجاء “إعلان الجزائر”، تجسيدا للمبادرة السامية التي أعلن عنها الرئيس عبد المجيد تبون، بعد التشاور والتنسيق مع رئيس دولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، محمود عباس، خلال زيارته إلى الجزائر في الفترة من 5 إلى 7 ديسمبر 2021.

وفي سياق متصل، ذكرت جريدة “الأيام” الفلسطينية، أن أولى الخطوات العملية على الأرض لتنفيذ “إعلان الجزائر للمصالحة الوطنية”، المنبثق عن مؤتمر “لمّ شمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية”، الذي أشرف عليه فريق العمل الجزائري، ووقّعت عليه الفصائل، الخميس، ستبدأ بعد انعقاد القمة العربية الشهر المقبل في الجزائر.

وقال المصدر نفسه: إن “الجزائر حريصة على اتخاذ كل الخطوات والتدابير اللازمة من أجل إنجاح جهودها في تنفيذ الاتفاق، وذلك عبر حصولها على دعم عربي واضح، خصوصا من الدول المؤثرة في الشأن الفلسطيني”.