-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مركز بوشاوي استقبل 457 شاب من مختلف الولايات 

توبة جماعية لمدمني المخدرات في رمضان

وهيبة. س
  • 886
  • 0
توبة جماعية لمدمني المخدرات في رمضان
أرشيف

رغم أن رمضان شهر للعبادة والصوم، إلا أن فئة واسعة من الشباب يجعلون من سهراته، فرصة لتعاطي المخدرات بجرعات زائدة، ويقضون نهارهم نائمين إلى ما بعد الظهر، فبيع “الزطلة” تجارة لا تبور خلال الشهر الكريم.. بين الرغبة الجامحة للتعاطي والمحاولات غير الناجحة للإقلاع، يجد بعض المدنين أنفسهم في صراع نفسي، فحدة الاضطرابات الإدمانية تختلف من شخص إلى آخر، بحسب التكوين النفسي ونوع الإدمان، بينما تظهر أعراض الانقطاع عن تعاطي المخدرات نهارا وخاصة في المساء، تتجلى في العنف والشجارات وبعض الجرائم.
وتزيد مخاوف بعض المدمنين من ارتكاب أفعال شنيعة قد تضر بهم وبعائلاتهم، وبالمحيطين بهم، وهذا في ظل تغير النمط الحياتي في رمضان، بتغير أوقات الأكل والنوم، مما يجعلهم أكثر استجابة لتأثيرات المواد المخدرة، وبمزيد من الإيمان والبحث عن قوة داخلية لمواجهة هذا الإدمان العدو ليس من السهل التغلب عليه، يبحث الكثير من الشباب الجزائري عن العلاج للتخلص نهائيا من هذا العدو الذي غير سلوكياتهم، وفضحها أكثر في شهر الصوم.

إقبال منقطع النظير على العلاج
وفي سياق هذا الموضوع، أكد عبد الكريم عبيدات، خبير دولي مستشار في الوقاية الجوارية ورئيس الجمعية الوطنية لرعاية الشباب، أن المركز الوطني لإنقاذ الشباب من المخدرات الكائن بغابة بوشاوي بالعاصمة، يستقبل منذ بداية رمضان، من 30 إلى 40 شابا يوميا تتراوح أعمارهم ما بين 15 سنة إلى 35 سنة، وهم يعانون الإدمان على الحبوب المهلوسة و”الزطلة”، ويمثل الإناث، نسبة 3 بالمائة منهم.
وقال عبيدات، إن هؤلاء الشباب يأتون من 58 ولاية جزائرية، جعلوا من رمضان فرصة للإقلاع النهائي عن تعاطي المخدرات، وهذا بعد أن زادت مخاوفهم الدينية، والاجتماعية، حيث وجدوا أنفسهم أشخاصا غير عاديين ويمكن أن يرتكبوا جرائم تحت اضطرابات تأثير المخدرات، موضحا أن بعض المدمنين، وبحسب اعتراف بعضهم، يتناولون من 5 إلى 10 حبات من المهلوسات في السحور، بينما آخرون يتعاطون جرعات زائدة من “الزطلة”.

استقبال 457 مدمن.. وتجنيد فريق من المختصين 
ووصل عدد المدمنين الذين قصدوا مركز بوشاوي، منذ بداية رمضان إلى اليوم، وحسب عبد الكريم عبيدات، إلى 457 شاب، وهم من جميع المستويات الثقافية، بينهم طلبة في الماستر، بعضهم تم التغرير بهم، والبعض يعانون مشاكل اجتماعية ونفسية، حيث يرى ذات المتحدث، أن هؤلاء يبحثون عن العلاج النفسي، ولا يرغبون في العلاج بالأدوية، هذه الأخيرة التي تشهد نقصا في الجزائر.
وأكد عبد الكريم عبيدات، رئيس مركز بوشاوي لإنقاذ الشباب من المخدرات، أن 30 طبيبا ومختصا في علم النفس وعلم الاجتماع، جندوا خلال شهر رمضان، لاستقبال العدد الهائل من الشباب الذين يرغبون في العلاج من الإدمان، مشيرا إلى أن اغلب المختصين في علم النفس من العنصر النسوي، وهذا لكسب ثقة المدمن، والتعامل معه بلطف، وجعله يشعر بالاحترام ويتفادى التلفظ بالكلام القبيح.

خطب المساجد لاستقطاب الشباب للعلاج
وبالمقابل، فإن الجمعية الوطنية لرعاية الشباب، تقوم بحملات توعية وتحسيس عبر المساجد، من خلال تقديم خطب حول مخاطر المخدرات، ودروس موعظة وتحذير من طرف الخبير في الوقاية الجوارية، عبد الكريم عبيدات، هذا الأخير الذي أكد أن الحملة شملت لحد الساعة، 120 مسجد، وسيكون مسجد ابن باديس بشارع عبان رمضان بالعاصمة خلال الجمعة القادمة، منبرا للحديث عن آفة المخدرات وتأثيرها على الشباب وكيف يمكن الإقلاع عنها من خلال التمسك بالتقوى والإيمان.
وأوضح عبد الكريم عبيدات، أن طرق العلاج من الإدمان لا تتوقف عند العلاج النفسي، إذ إن المركز الكائن ببوشاوي وفر فضاء للرياضة، كما يواصل التنسيق مع المساجد والأئمة، لاستقطاب أكبر عدد من المدمنين، على المخدرات غير صلبة، لإقناعهم بضرورة العلاج.
وقال عبيدات، إن للأئمة الفضل في جعل الكثير من الشباب الجزائري، يرغبون في العلاج من المخدرات، وهذا من خلال استعمال الجانب الديني والإيماني.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!