-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ارتفاع مخيف في عدد إصابات كورونا في الجزائر

تلقيح الأطفال.. جدل الأطباء والأولياء

كريمة خلاص
  • 1811
  • 0
تلقيح الأطفال.. جدل الأطباء والأولياء

أثارت قضية تلقيح الأطفال بين 12-17 عاما ضد فيروس كوفيد19 ردود فعل متفاوتة ومختلفة بين المختصين والأولياء، في ظل معطيات علمية وشحيحة مع هذا الفيروس الذي يبقى مجهولا في كثير من جوانبه ويفاجئ المختصين في كل مرّة بتطوّراته المثيرة، فرغم مرور أزيد من عامين على انتشاره في العالم إلاّ أن الرؤية لا تزال غير واضحة..

وعقب إعلان اللجنة العلمية عن تجديد دراسة ومناقشة مقترح تلقيح الأطفال الذي سبق لها مناقشته منذ أشهر، عمّ الحديث من قبل مختلف الأولياء والمختصين حول جدوى هذه الخطوة حاليا في ظل نسبة التلقيح الضعيفة جدا وسط البالغين، خاصة الأطقم الطبية التي قاربت نحو 20 بالمئة، في حين بلغت نحو 62 ألفا في قطاع التربية إلى غاية شهر سبتمبر الفارط من أصل أزيد من 700 ألف مستخدم.

وأكّد البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام” في تصريح للشروق اليومي أنّ الجزائر ليست في وضع يشابه وضع الدول التي أقدمت على تلقيح الأطفال لاسيما فرنسا وغيرها، وأفاد المختص بأن هذه الدول حققت نسبة تلقيح وطنية معتبرة فاقت 70 بالمائة وبالتالي، فإن قراراتها لا تتوافق والمعطيات الوطنية الحالية.

وأوضح خياطي أنه يتعين على اللّجنة العلمية أن تبحث عن سبل جديدة لإقناع المواطنين بالتلقيح وتعزيز النسبة الوطنية لبلوغ معدلات مرضية توفر الحماية اللازمة للمواطنين، بدلا من سياسة الهروب إلى الأمام وإقحام فئات أخرى في العملية.

وأردف رئيس “الفورام” بأن الوضع الحالي يتطلب البدء بالأمور المهمة جدا وهي إقناع الأطقم الطبية والفئات الأكثر عرضة للخطر بضرورة التلقيح على غرار المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة والكهول والشباب ممن يتأثرون بالعدوى ويتعرضون إلى مضاعفات صحية خطيرة في حال الإصابة بالفيروس.

وأضاف خياطي بأنّ نسبة إصابة الأطفال بالكوفيد19 ضعيفة جدا لا تتعدى واحد بالمائة ولم يسجل لديهم تعقيدات صحية أو إصابات حرجة تستدعي المسارعة لإقحامهم في فئة الملقحين، ودلّل المختص الأمر علميا بتعرف أجسام الأطفال على فيروسات من عائلة كوفيد منذ سنّ 4-5 سنوات وهذا ما يفسر المناعة الداخلية التي يمتلكها هؤلاء مع فيروس كوفيد19 .

وأضاف خياطي أن معظم الحالات التي وصلت إلى الاستشفاء أو الإنعاش تخص البالغين، لذا فإن إدراج الأطفال بين 12-17 عاما أو أقل من ذلك في البرنامج الوطني للتلقيح ضد كوفيد لن يكون له المصداقية الكافية في ظل المعطيات العلمية الحالية الخاصة ببلادنا.

بدوره، أفاد البروفيسور معوش الهاشمي رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى بلفور بالحراش في تصريح للشروق اليومي بأن المعطيات العلمية الحالية بخصوص تلقيح الأطفال غير كافية وأن اتخاذ قرار بهذا الخصوص يندرج ضمن اختصاص وصلاحيات لجنتين وطنيتين هما اللجنة الوطنية للتلقيح التي ترأسها البروفيسور سماتي ليلى والتي تتمتع بالخبرة الكبيرة في هذا المجال إلى جانب اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي كورونا والتي نظمت في هذا الخصوص العديد من اللقاءات والتشاورات مع المختصين في طب الأطفال والتلقيح الذين قدّموا رأيهم العلمي الحذر في الوقت الحالي.

ويرى البروفيسور معوش أنّ الوضع الآن يتطلب التريث والانتظار، وعلى خلاف ذلك دعا المتحدث إلى الإسراع في اتخاذ قرارات وإجراءات تلزم البالغين على التلقيح لتعزيز الحماية الجماعية، خاصة أن أزيد من 95 بالمائة من المصابين بكوفيد19 الذين دخلوا المستشفيات غير ملقّحين.

وذكر المختص بأن فيروس كورونا عندما ظهر في البداية 2019-2020 لم يصب الأطفال كثيرا وسجلنا إصابات تكاد تكون نادرة في وسط الطفولة غير أن المعطيات تغيرت بحلول العام 2021 أين تطورت الإصابات بشكل لافت وأظهر الأطفال أعراضا لم تكن بالخطيرة جدا ولا المقلقة غير أنها تتطلب التعامل بحذر معها.

من جهته، يرى علي بن زينة، رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ في تصريح للشروق اليومي بأن تلقيح التلاميذ بين 12-17 عاما هو تعزيز للمناعة الجماعية وسيسمح برفع معدل التلقيح في ظل تهديدات الموجة الرابعة والمتحور “أوميكرون”، خاصة في ظل العدد المعتبر للتلاميذ المتمدرسين المتراوح سنهم بين 12-17 عاما الذي يقارب 8 ملايين تلميذ وهي نسبة جيدة جدا برأيه لرفع المناعة الجماعية بالبلاد.

وقال بن زينة “أنا شخصيا مع تلقيح التلاميذ من أجل توفير الحماية والتمكن من العودة للحياة الطبيعية وعلى كل ولي تلميذ أن يفكر في مصلحة ابنه قبل كل شيء”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!