الجزائر
مختصون في علم النفس والتغذية ينصحون الأولياء والمعلمين

تصرفات تحبب التلاميذ في العودة إلى المدرسة

نادية سليماني
  • 1259
  • 0

أيّام وتنتهي العطلة الصيفية.. ومع قدوم عام دراسي جديد، يجد كثير من التلاميذ صعوبة في التأقلم مع أجواء المدرسة، ولذلك، ينصح مختصون نفسانيون وخبراء تغذية، باتباع عدد من الخطوات المهمة لتهيئة التلميذ نفسيا وجسديا، ليعود إلى مدرسته بروح جديدة وبنشاط وحيوية، تساعده على النجاح في دراسته، طيلة العام الدراسي.

يشعر كثير من التلاميذ بقلق وتوتر من العودة إلى مقاعد المدرسة، لدرجة تعيش العائلات أوقاتا صعبة خلال الأسابيع الأولى لاستئناف الدراسة، ومنهم من يفضل أخذ عطلته الصيفية تزامنا مع الدخول المدرسي، ليتمكن من مرافقة أطفاله نفسيا، خاصة تلاميذ التحضيري والسنة 1 ابتدائي.

ضرورة تحبيب الطفل في المدرسة

وفي هذا السياق، نصح المختص في علم النفس، حسام زرمان، الأولياء بتجنب تخويف أولادهم من المدرسة، عن طريق دعوتهم للانضباط والصرامة، “فهذه الأفكار إذا غرسناها في ذهن طفل يلتحق للمرة الأولى بالمدرسة، سيتملكه الخوف من المدرسة، بل العكس نخبره مثلا بأن المدرسة هي مكان رائع، فيها الضحك والمتعة مع زملاء جُدد، ومع أساتذة طيبين “.

وقبل الدّخول المدرسي، على الأولياء الجلوس مع أطفالهم المتمدرسين، وفتح جلسة حوار للحديث عن المدرسة، خاصة مع المتمدرسين الجُدد.

ودعا محدثنا إلى ما يعرف نفسيا بـ “التعزيز”، وهو عبارة عن إغراء التلميذ بمنحه هدايا متميزة مع كل معدل جيد يتحصل عليه، قائلا: “إذا حددت هدفا معينا للطفل، فلن تقف في طريقه أي عوائق خارجية للوصول إلى ذلك الهدف، لأن عقل الطفل يتمسك بالأهداف، شرط أن تفي بوعدك له “.

تركهم يختارون أدواتهم المدرسية وملابسهم

وأهم نقطة بحسب المختص، هي ترك الأطفال يفرحون بأدواتهم المدرسية، وتركها في متناولهم حتى قبل الدخول المدرسي، وجعلهم هم من يختارون الأدوات التي يريدونها وحتى الملابس التي سيرتدونها يوم الدخول، وذلك لتعزيز ثقتهم بأنفسهم. وأيضا، المرافقة المستمرة للطفل المتمدرس والاهتمام به دون جعله مُدلّلا.

واعتبر زرمان، أن أول أسبوعين سيكونان صعبين على التلميذ، لكنه سرعان ما يتأقلم مع أجواء المدرسة.

على المعلم أن يكون مرحا وذا ابتسامة

ووجه رزمان نصائح للمعلمين، بشأن التزام البساطة والابتسامة والمرح مع التلاميذ في الأيام الأولى للدخول المدرسي، وتجنب الصرامة “بلا معنى” والدعوة إلى الانضباط، لأن هذه السلوكات تزرع الخوف والقلق في نفوس المتمدرسين، “فالتلميذ يتعلق بالشخص المرح”. مع تذكير الطفل باحترام المعلم، والاستماع لما يقوله في القسم، فهذا من باب ثقافة احترام الكبير والآخرين، مع التركيز على النشاطات الحركية والألعاب للمتمدرسين الجدد، لنجعلهم يحبون الحضور للمدرسة يوميا.

تجنب التحّيز لفئة معينة من التلاميذ

وأهم نصيحة تقدم للأستاذ، التي قد ترهن مصير التلاميذ مستقبلا، بحسب محدثنا، هي عدم التحيز لفئات معينة، موضحا: “بعض الأساتذة يسألون التلاميذ عن مهنة الوالدين أو مقر السكن، أو عن الوجهة التي أمضى فيها الأطفال عطلتهم الصيفية.. وهو ما يزرع التفرقة والحرج في نفوس المتمدرسين، ويجعلهم يميلون إلى العزلة والعدوانية وحتى كُره المدرسة”.

وقال: “هذا السلوك يسمى في علم النفس الاستقطاب الذاتي، وهو سعي المعلم لاستقطاب فئة معينة أو الانحياز لها على حساب أخرى، وهذا خطأ مهني وسلوك غير أخلاقي، قد يُدمر نفسية الطفل “.

ومن الاستعدادات الجسديّة للتلاميذ، التي ينصح بها الخبراء، تجنب الأجهزة الإلكترونية خلال الأيّام الدراسية أو التقليل منها، لأنها تبعث الضوء الأزرق الذي يؤثر سلبا على النوم، وتفقد التركيز.

وجبات صحية وتفادي “الأكل السريع”

وتقدم المختصة في التغذية، شهرزاد كرماش، بعض النصائح للعائلات، من أهمها ضرورة التركيز على منح الطفل المتمدرس وجبات صحية في الفطور والغذاء، ليتمكن من تمضية يوم دراسي كامل في حيوية ونشاط. مع ضرورة تفادي أكل الشاّرع، حتى لا يصاب بتسمم غذائي، قد يمنعه من الالتحاق بمدرسته في الوقت المناسب.

ونصحت مُحدثتنا بالتبكير في تناول وجبة العشاء حتى يخلد الطفل للنوم مبكرا: “بعدما تعودت العائلات على تأخير وجبة العشاء خلال العطلة الصيفية، فالبعض أصبح يتعشى على العاشرة مساء “.

النوم باكرا.. وتجنب الماء الكثير صباحا

ونبّهت كرماش، إلى نقطة عدم الإكثار من السوائل للطفل صباحا، والأفضل أن نعطيها له خلال فترة الغداء أو في نهاية الدوام الدّراسي، وذلك لتجنب “التبول الكثير” للطفل، الذي قد يسبب له إحراجا مع زملائه، وقد يكره المدرسة لهذا السبب، خاصة تلاميذ التحضيري والسنتين 1 و2 ابتدائي.

وتقول خبيرة التغذية، بأن الأهل مُطالبون بمراقبة نوعية غذاء أبنائهم، لتصحيح العادات والسلوكيات الغذائية “الخاطئة” المكتسبة خلال العطلة الصيفية.

مقالات ذات صلة