التونسيون يهددون دول الاتحاد الأوروبي
تسونامي بشري قادم من جحيم القذافي ينذر بكارثة إنسانية
بلغت الأوضاع الإنسانية بمعبر رأس جدير الحدودي درجة من السوء لا يمكن تصورها، حيث تواصل تدفق اللاجئين بشكل متزايد إلى أن بلغ معدل 12 ألف لاجئ يوميا، وقد وقفت الشروق على هذه الوضعية الكارثية، حيث وصلت إلى المعبر في ساعة متأخرة من مساء أول أمس، ولم يتمكن الجيش التونسي المدعوم بالجمعيات والمنظمات الناشطة في مجال الإغاثة من التحكم في الوضعية، مما جعلهم يطلقون نداءات استغاثة ويحذرون من تطور المأساة إلى مستويات أخرى في ظل الحديث عن ظهور أمراض معدية.
- هدد مسؤولون بالمبادرة الأهلية ببن قردان دول الاتحاد الأوروبي بالإسراع في إغاثة الهاربين من بطش القذافي، وإلا فإنهم سيغرقون الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط بتسونامي بشري، وقال السيد اللفظي بشير الذي كان يشرف بنفسه على أعمال الإغاثة: “نطلب من دول الاتحاد الأوروبي التدخل بسرعة لإغاثة وترحيل اللاجئين إلى بلدانهم الأصلية، وإلا فإننا سنفتح الطرق أمام السيول البشرية لتعرف طريقها إلى أقرب شاطئ، وهو شاطئ الكتف القريب من معبر رأس جدير، ومنه إلى إيطاليا وباقي الدول الأوروبية، كما فعل التونسيون من قبل والذين بلغ عددهم بالآلاف خلال أيام معدودة، وأكد ذات المتحدث أن هذه المرة سيكون هناك تسونامي بشري وليس مجرد أمواج، وستدفع الدول الأوروبية ثمنا باهظا في التعامل مع هذا المد البشري من مختلف الجنسيات”.
- وقال ذات المتحدث وهو مسؤول عن المبادرة الأهلية لحماية الثورة، وهي الجهة المتحكمة في المعبر، إن المجتمع المدني مطالب بإرسال مساعدات عاجلة من أجل الإسراع في ترحيل الهاربين الذين بدا عليهم الإرهاق الشديد بسبب ما عانوه قبل وصولهم إلى المعبر، وفي هذا السياق سرد هؤلاء قصصا مرعبة عما لاقوه من معاملة مهينة من قبل اللجان الثورية التي تدافع عن القذافي، حيث تعرضوا إلى التفتيش عشرات المرات، كما سُلبت منهم الأموال والهواتف النقالة، للحيلولة دون خروج صور عن الجرائم التي ارتكبها أتباع القذافي في حق الليبيين. حيث يقول خالد وهو مصري الجنسية ”إن ميليشيات القذافي كانت تتعمد إهانتنا في الطرق مع أنها تعلم وضعيتنا جيدا” وأضاف: ”وعلى عكس ذلك عملنا الثوار باحترام وساعدونا في الخروج من ليبيا”.
- دعاء وسجود شكرا لله على النجاة
- وقد حذر الأطباء الذين كانوا يسعفون المرضى والمصابين بأزمات صحية نتيجة الظروف الصعبة، من احتمال انتشار أوبئة وأمراض بسبب تراكم الأوساخ والروائح الكريهة، كما أن لا شيء يبشر بتحسن الأوضاع في ظل التدفق المتزايد، حيث تخلى القائمون على المعبر من قوات الجيش والشرطة عن الإجراءات المتعارف عليها في المعابر، واكتفت بإحصائهم في قوائم والسماح لهم بالمرور، وقد أدى التدافع الشديد أمام الجهة المصرية من المعبر إلى تراكم كومة كبيرة من المستلزمات التي كان يحملها النازحون، كما تسبب في عشرات الإغماءات، وكان بعض ممن يتمكن من العبور إلى الجهة التونسية يقبل الأرض أو يرفع يداه إلى السماء شاكرا الله على نجاته من الموت، وهو تصرف يكشف حالة الرعب التي عاشها هؤلاء، وقد أبلغونا أن اللجان الثورية لم تكن تسمح بمرور المصابين.
- وما زاد في تأزم الأوضاع هو سوء الأحوال الجوية، حيث أصبح المشهد مؤلما بسبب جلوس الآلاف في برك مكن الماء والطين، وهو وضع أدى بهم إلى التظاهر للمطالبة بسرعة التحرك من قبل السلطات المصرية التي لم تفعل شيئا لإخراجهم من المأساة حسب تصريحات الذين تحدثنا إليهم.
- عصابة القذافي توزع أموال الليبيين لشراء الذمم
- وحسب شهادات الهاربين من ليبيا، فإن عصابة القذافي لم تترك طريقة إلا وجربتها في شراء ذمم الليبيين، مستخدمة في ذلك أموال الشعب الليبي، ومن بين الطرق استخدام شركة الهاتف المحمول المملوكة للعائلة، حيث يتلقى المشتركون رسائل نصية تقول لهم فيها: “إذا أردت الفوز برصيد مجاني في هاتفك أرسل رسالة تدعم فيها القائد”، وقد تفطن شاب تونسي يملك شريحة نقال ليبية، فأرسل عشرات الرسائل يشيد فيها بالقائد الملهم معمر القذافي قاهر الغرب والفرس والروم والإغريق، فكانت النتيجة أن رفع رصيده إلى 350 دينار ليبي وهو ما يعادل أربعة ملايين سنتيم جزائري.
- تمجيد الزعيم شرط للحصول على منحة دراسية في الخارج
- قال معارضون ليبيون قدموا من لندن للشروق: “إن الممثليات الدبلوماسية الليبية في الخارج فعلت المستحيل من أجل تنظيم مظاهرات مؤيدة لمعمر القذافي، وقد أرسلوا رسائل إلى الطلبة الليبيين من أجل المشاركة في هذه المظاهرات مقابل 300 جنية استرليني لكل طالب، كما عرضوا عليهم منحا دراسية من الدولة الليبية، حيث أن أغلبهم كان يدرس بإمكاناته الخاصة، وقد حدث هذا يوما واحدا بعد احتجاجات17 فيفري، وهذا من أجل إقناع الغرب بأن الشعب الليبي مساند لزعيمه، وقد انتظمت هذه المهرجانات المصطنعة، وجاء الطلبة للمشاركة فيها لكن اكتفوا بالوقوف دون ترديد أية شعارات من أجل الفوز بالمنحة فقط”.
- كل شيء مغلق في ليبيا إلا البنوك
- قال ليبيون فروا من حجيم القذافي إن الملاحظة البارزة هذه الأيام هي النشاط غير العادي للبنوك، حيث يصطف الناس أمام الوكالات البنكية لاستلام الأموال في إطارات حزمة من القرارات التي اتخذها القذافي والتي أراد من خلالها شراء ذمم الليبيين، سواء تعلق الأمر بقروض بلا فوائد أو مبالغ مالية للبطالين، وفي هذا السياق قال أمين الذي زار مصراته: “إن كل المقرات الرسمية مغلقة عدا البنك، حيث لوحظ اصطفاف عدد كبير من المواطنين أمامه لاستلام مبلغ 500 دينار لكل شخص”.
- غلق المجال الجوي سيحسم الصراع لصالح الثوار
- توقع المعارض محمد المصراتي أن تعلن مزيد من القواعد العسكرية ولاءها للثوار بعد إعلان منطقة الحظر الجوي، مؤكدا أن هذه القواعد كانت تخشى استهدافها من طرف الكتائب الأمنية إن هي أعلنت ولاءها للحكومة المؤقتة في بنغازي، أما بعد إعلان منطقة الحظر فسيزول هذا التخوف، كما أن الاستعدادات الدولية الجارية لتوجيه ضربة عسكرية للقذافي ستجعل بعض القواعد المترددة تحسم موقفها لصالح الثورة خوفا من تلقي ضربة عسكرية.
- ورغم السقوط المتوالي للمدن في أيدي المحتجين، إلا أن اللجان الثورية الداعمة للقذافي لا زالت تسيطر على الطرق والمعابر خصوصا من الجهة الغربية، حيث لاحظنا تواجد مكثف للشرطة الليبية في معبر رأس جدير، وكذلك الحال في كافة المعابر على الحدود بين ليبيا وتونس.
- وعلى صعيد المواجهة بين الكتائب الأمنية والثوار، قال مصطفى الزاوي الذي يقود الثورة بمدينة الزاوية في مكالمة هاتفية مع الشروق، إن الشباب المرابط في المدينة تمكن من صد هجومين متزامنين قام بهما أذناب القذافي؛ واحد من الجهة الغربية والآخر من الجهة الشرقية، واعترف بأن الزاوية مدينة مكشوفة وليست محصنة بالجبال مثل مدينة الزنتان، مما يصعب مهمة شباب الثورة غير أنه أكد أن هؤلاء عازمون على دحر القذافي وأعوانه، مؤكدا أن طوفان الثورة سيجرفهم جميعا. وأضاف ذات المتحدث أن الشباب يعدون خطة لتصعيد الاحتجاجات ضد النظام الطاغية وأنهم سيزحفون قريبا نحو طرابلس لوضع آخر مسمار في نعش القذافي.