جواهر
حجّتهم صعوبة تسوية أوراق الإقامة وشعارهم:

تزوجتك مع وقف التنفيذ!

سمية سعادة
  • 6859
  • 18
ح.م

لا يزال الشاب الجزائري الذي يحمل عقد عمل في إحدى الدول الأجنبية، هو النموذج الذي تطبق عليه الفتيات مقاييس العريس”كامل الأوصاف”الذي يمتلك من الامتيازات ما يجعله قادرا على تحقيق كل ما تشتهيه المرأة من متاع الدنيا، لذلك تعتبر الفتاة التي يطرق بابها عريسا ب”عقد عمل” في الخارج، محظوظة، وربما نالها دعاء كان مطويا في حجب الغيب، كيف لا، وهي التي ستعيش حياة الرفاهية والحرية بعيدا عن سيطرة الحماة وعيون أخوات الزوج التي لا تنام، ولعل هذا الأمر هو ما يفسر تنازل العروس عن بعض الشروط التي كانت تعتبرها أساسية في الزواج، أو موافقتها على عدم مرافقة زوجها إلى الخارج مباشرة بعد الزفاف مباشرة لسبب من الأسباب، غير أن الكثير من المشاكل الإدارية التي تحول دون إتمام السفر، أو عدم رغبة الزوج في اصطحابها لحاجة في نفسه، أو في نفس أهله، تجعلها تتعلق بأستار حلم بينها وبينه بحار وحوت.

لا بلح الطليان ولا عنب الألمان

أغلب الشباب المغترب يوكل لأهله مهمة البحث عن شريكة الحياة بالمواصفات التي يرغب فيها، ومع تطور وسائل الاتصال، أصبح بمقدور الشاب أن يطلع على صورة الخطيبة، وربما مشاهدتها عبر السكايب، حتى لا يتكبد مشاق السفر، وتكاليفه الباهظة، ليكون نزوله إلى الوطن مرهونا بالعثور على الزوجة المناسبة التي قد تبني أحلامها فوق رمال متحركة عندما يتعلق الأمر بزوج ليس في نيته أن يطير بها إلى الخارج، كما هو الحال مع “ح،ن” التي لم تسعها الفرحة عندما ارتبطت بشاب يعمل  منذ سنوات طويلة في إيطاليا، حيث أنه وعدها بأن يصطحبها معه متى استطاع أن يؤمّن لها بيتا خاصا لأنه، كما أخبرها، يقيم مع أصدقائه في شقة واحدة، غير أنه لم يف بوعده، وطلب منها أن تصبر إلى أن يغير مكان عمله الذي قال لها إنه سيكون في ألمانيا، ولكنه ظل يتماطل إلى أن فقدت الأمل وقررت العودة إلى أهلها بعد أن تأكد لها طيلة الأربع سنوات التي قضتها في بيتهم، أن أهله هم منعوه من السفر بها إلى الخارج.

زواج مع وقف التنفيذ

سعاد، فتاة جامعية، ما إن تقدم لخطبتها شاب يعمل في كندا حتى ألغت مشروع رسالة الماجستير التي كانت تنوي أن تترشح لها، لأن الزواج، كما أقنعتها أسرتها، هي الشهادة الوحيدة المعترف بها في مجتمعنا، ثم أن السفر إلى كندا فرصة ذهبية لا تأتي كل يوم، غير أنها لم تر من كندا إلا بعض الهدايا والصور التي كانت تصلها من زوجها الذي يزورها كل عام، وهو يحاول أن يقوي عزيمتها للصمود أكثر أمام المشاكل التي تنشب بينها وبين أهله في الفترة التي تقيمها عندهم بحكم الاتفاق الذي تم بينهما قبل الزواج، وظلت تسوية الأوراق، هي الحجة التي يشهرها في وجهها كلما استعجلته في السفر إلى كندا.

حنان أيضا، ارتبطت برجل يعمل في إحدى الشركات الكندية، وهو الأمر الذي جعلها توافق على البقاء عند أهله ريثما يُسمح لها بالذهاب معه، ولكن المشاكل التي اندلعت بينها وبين عائلته، جعلتها تخيّره بين أن يأخذها معه أو يطلقها، خاصة وأن أقاربها أشاعوا عنها أن زوجها تخلى عنها عندما لاحظوا ترددها المستمر على بيتهم، وتبين لها فيما بعد أن زوجها لا ينوي أن يصطحبها معه امتثالا لأوامر أهله، فقررت تنهي حياتها الزوجية وتعود إلى أهلها فارغة الوفاض.

هكذا هو حال معظم المتزوجات من المغتربين، يأخذهن بريق السفر إلى الخارج بعيدا عن شاطئ التفكير بجدية في الموضوع، أو التأكد من نوايا الشخص المتقدم لهن، والإطلاع على وضعه الحقيقي في الخارج، حتى لا يأتي يوم عليهن ويجدن أنفسهن معلقات بين السماء والأرض، خاصة وأن بعض الأزواج يتخذون زوجات أجنبيات في أماكن عملهم، بينما تبقى الزوجة الجزائرية مجرد خادمة عند أهل الزوج، ومصدر تسلية له بعد غربة طويلة وعناء سفر.

مقالات ذات صلة