الجزائر
السكن و"الفايسبوك" والوباء.. أهم أسباب العزوف

تراجع الزّواج بالجزائر في زمن كورونا بـ 10 بالمائة

وهيبة سليماني
  • 1641
  • 2
أرشيف

تراجع الزواج في الجزائر بنسبة 10 بالمائة خلال جائحة كورونا، التي فرضت وضعا استثنائيا بسبب جملة من القيود، بينها الحجر المنزلي ومنع الأعراس والحفلات، وتسجيل عقود الزواج في مصالح الحالة المدنية تفاديا للاكتظاظ وانتشار العدوى.

وكشف الديوان الوطني للإحصائيات، أن الإقبال على الزواج في الجزائر عرف انخفاضا ملحوظا منذ 6 سنوات، وتراجع خلال 2020، بتسجيل 283 ألف زيجة، مقابل تسجيل 315 زيجة في سنة 2019، وبذلك، فإن معدل الزواج انخفض من 7.26 في الألف إلى 6.41 في الألف، حيث لعبت عدة عوامل وظروف اجتماعية مستجدة تأثيرها على رغبة الشباب في الزواج، منها تدني القدرة الشرائية.

وحسب بيان الديوان الوطني للإحصائيات، فإن الذكور يتفوقون على الإناث بـ50.7بالمائة من إجمالي السكان، حيث بلغ عدد سكان الجزائر 44.6 مليون نسمة في الفاتح جانفي 2021، مقابل 44.3 مليون نسمة بتاريخ الفاتح جويلية 2020.

ووفقا لإحصائيات الديوان، تم تسجيل 992 ألف ولادة حية، و236 ألف وفاة، وتوثيق 283 ألف زواج في 2020، زمن جائحة كورونا أين حدث زلزال في المنظومة الاجتماعية.

وأكّد البروفيسور أحمد رواجعية، مدير مخبر الدراسات التاريخية والسوسيولوجية للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية بجامعة المسيلة، في تصريح لـ”الشروق”، أنّ المجتمع الجزائري تعرّض لـ” زلزال” فكري وسلوكي بسبب عوامل متداخلة اجتماعية ونفسية ومادية، كان لجائحة كورونا نصيبا واضحا فيها.

ويرى رواجعية، أنّ السّكن من بين أكثر العوامل المؤثرة في تراجع الزواج في الجزائر، فرغم كل الظروف الأخرى يوفر السكن الرغبة والحافز في تكوين أسرة، قائلا إن مشروع “عدل” لم يحل أزمة السكن لحد الساعة.

وأشار البروفيسور أحمد رواجعية، إلى وجود نفور نفسي من الارتباط وتأسيس علاقة زوجية، حيث اجتاحت، حسبه، شبكات التواصل الاجتماعي الهوية والثقافة الجزائرية بشكل لا يمكن إنكاره، وغيرت الأفكار وتركت بلبلة وفوضى في التفكير والعلاقات الاجتماعية، مما جعل الرجل والمرأة يفضلان الميول إلى الاستقلالية.

وقال البروفيسور أحمد رواجعية، مدير مخبر الدراسات التاريخية والسوسيولوجية للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية بجامعة المسيلة، إن سوء التفاهم في اتخاذ القرارات بين الزوجين، أفقد الثقة في الزواج، حيث أصبح الرّجل يفضل أن يتزوج في الـ 40 سنة.

ويعتبر “الفايسبوك”، حسبه، من بين العوامل الاجتماعية النفسية التي جعلت من الزواج مشروعا مرفوضا عند شريحة واسعة من الشباب الجزائري، ناهيك عن الظروف الاجتماعية السيئة وتدني المستوى المعيشي.

مقالات ذات صلة