جواهر
سيكونون اجتماعيين مستقبلا وحسّاسون وأذكياء

تدليك الرُضّع يحفّز نشاط أجهزتهم الحيوية ويساهم في بناء شخصياتهم

نادية شريف
  • 2640
  • 1
ح.م
التدليك المنتظم يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للرضيع

حرصت جداتنا منذ الأزل على تدليك أبنائهن، إيقانا منهن أن هذه العملية تساعد على نمو الرضيع وإكسابه روح الجماعة، وهو ما توصل إليه العلم الحديث، فالمهتمون بصحة الرضع ونموهم الجسدي والنفسي الجيد ينصحون بضرورة تدليك الأطفال حديثي الولادة.

تشدد الدكتورة نعيمة بن موسى، أخصائية أطفال، على ضرورة القيام بعملية تدليك المواليد الجدد، لما لذلك من أهمية بالغة في تعزيز آليات التفاعل بين الأبوين وطفلهما:”التدليك عامة لا يحتاج إلى مجهود كبير، فقط على الوالدين مراعاة بعض الخطوات، كعدم الضغط بشدة على جسم المولود أو أطرافه، وتجنب مناطق النبض، وعدى هذا يمكنكم القيام بالعملية بكل بساطة، فهي تساهم إلى جد كبير في تقريب المولود من والديه، تشعره بالأمان وتساعده على التواصل مع محيطه الخارجي انطلاقا من أبويه”.

قبل أن تضيف:”يؤثر التدليك المنتظم للرضيع إيجابا على بنيتيه النفسية والصحية، ومن بين الإيجابيات في هذا الشأن، فالعملية في حد ذاتها تعتبر جولة من جولات اللعب المفيد، لهذا ننصحك بالاستمتاع بهذه الجولة بكل ما في الكلمة من معاني، لا تضيعي فرصة أن تضحكي مع طفلك وتعوديه على تغيرات تقاسيم وجهك من جيد إلى الأفضل، كما أن معظم الأطفال الرضع يحبون هذا النوع من المداعبات اللطيفة التي ترفه عنهم”.

وعن الأهمية الصحية تواصل:”تُساعد مثل هذه المداعبات-في شكل تدليك-في تنشيط الدورات الدموية للرضع، وتساعدهم في عملية الهضم، وتعتبر مقوية لجهازهم المناعي، كما تخفف عملية التدليك من آلام المغص والغازات التي تعتبر هاجسا لاسيما خلال الأشهر القليلة الأولى التي تلي الولادة، كما يزداد وزن الأطفال حديثي الولادة بسرعة نتيجة دور التدليك في تحفيز إفراز هرمون الأنسولين، وهرمونات أخرى”.

ومواصلة للفوائد الجمة واللامتناهية للتدليك تقول المختصة:”التدليك الدائم  يُنظم معدّل نوم الرضيع، إذ يمنحه نوما أعمق وأطول، كما يساعد على الاستيقاظ فترات أطول مقارنة بأقرانهم الذين لا يحصلون على جلسات تدليك، والملاحظ كذلك أن الرُضّع الذين يخضعون للتدليك يكونون أكثر نشاطا وأقل كآبة، كما أن بكاءهم قليل، وفي حال حدوثه يمكن السيطرة عليه بسهولة، ، لما للتدليك من فائدة في تعزيز نمو وقدرة أجهزنهم العصبية، فضلا على أنهم يتميزون بشخصيات اجتماعية، ذكية وحساسة جدا”.

*ولكي تكون عملية التدليك فعالة وممتعة، إليك سيدتي بعض النصائح المفيدة:

-أول شيء عليك توفيره هو مكان مناسب، كغرفة نومك مثلا، أين يمكنك وضع الرضيع على ملاءة فوق سرير نومك، أو أن تضعينه فوق ساقيك.

-راعي حرارة الغرفة التي يجب أن تكون مناسبة ودافئة، لأنه أثناء عملية التدليك، إما أن يكون رضيعك عاريا تماما أو يمكنك الاحتفاظ بالحفاظات دون سواها، فاحذري من أن يمرض.

-اختاري زيتا مناسبا للتدليك، مع مراعاة عمر الرضيع، أو اكتفي بكريم أطفال-

 -دلّكي طفلك من رأسه إلى أخمص قدميه، وليس العكس، حتى لا يشعر بالخوف، وحاولي إبعاد يدك قدر المستطاع عن عينيه كي لا توتريه، لأن الأطفال يتأثرون كثيرا بما حولهم.

-استمر في تدليك مولودك لفترة لا تقل عن 15 دقيقة يوميا، ولاعبيه.

– إختاري وقتا مناسبا لتدليك طفلك ويفضل أن يكون نهارا، حينما يكون مرتاحا، وتجنبي تدليكه ليلا أو حينما تنتابه نوبات بكاء.

– قد يتبوّل طفلك عند القيام بأول عملية تدليك، ولا داعي للقلق هنا، فهذا أمر طبيعي ولا تشعريه بخوفك.

-من الجيد التجرد من أي حلي أو مجوهرات من يديك، ضمانا لعدم خدش بشرة طفلك الحساسة أثناء التدليك.

-تحدثي إلى طفلك أو غنّي له أغنية يُحبها كي يكون الجوّ هادئا جدّا، ولا تنسي أنها فرصة ذهبية للتواصل مع الطفل الذي يكون بصدد تكوين شخصيته.

-عانقي طفلك بعد الانتهاء من عملية التدليك وقبليه فهذا سيشعره براحة أكبر وأمان لا حدود له.                                                             

* نقلا عن الشروق العربي

مقالات ذات صلة