الجزائر
جمعية المستهلكين تفجر قنبلة ووزارة الصحة تتحرك:

تحقيقات صادمة حول ملح الجزائريين

بلقاسم حوام
  • 31481
  • 10
أرشيف

فجّرت جمعية “حماية وترقية المستهلك وبيئته” قنبلة من العيار الثقيل، تتعلق بعلامات ملح المائدة الأكثر استهلاكا لدى الجزائريين، والتي جاءت كلها مغشوشة ولا تتوفر على مادة اليود المنصوص عليها في القانون، ومنها ما تضمنت صفر غرام من هذه المادة، والتي يؤدي نقصها إلى مضاعفات صحية خطيرة على خاصة على الأطفال والحوامل والمصابين بالغدة الدرقية.

20 علامة في السوق مغشوشة وتسبب الأمراض المستعصية

التحقيقات التي كشفت عنها الجمعية، الإثنين، شكلت صدمة للرأي العام، وحرّكت وزارة الصحة، حيث سارعت إلى إعداد لجنة خاصة لمتابعة الموضوع، خاصة في ظل انتشار الأمراض التي يسببها نقص مادة اليود عند الجزائريين، والتي يمكن أن تقترن بنوعية الملح الذي يعتبر من أكثر المواد واسعة الاستهلاك ولا تخلو منها أطباق الجزائريين.

وللوقوف أكثر على نتائج هذه التحقيقات، اتصلت “الشروق” برئيس الجمعية، حمزة عباس، الذي كان وراء هذا التحقيق الذي انطلق حسبه شهر مارس الماضي، بعد ملاحظته لانتشار الأمراض الناجمة عن نقص مادة اليود عند الجزائريين، بصفته متابعا للشأن الصحي، ما دفعه رفقة فريق الجمعية إلى أخذ عينات من جميع أنواع ملح المائدة التي تسوق في المحلات والمساحات التجارية الكبرى، وتستعمل عند الخبازين والمقدرة بـ20 علامة مستوردة ومحلية الصنع.

وأكد المتحدث أن جمعيته بولاية تيبازة تربطها اتفاقية عمل وتعاون مع المركز التقني للتحاليل الفيزيولوجية والكيميائية CRAPC ببوسماعيل، المعروف بمصداقيته، وتعتمد عليه وزارة التجارة في إجراء العديد من التحليلات الخاصة بمختلف المواد الاستهلاكية والكيميائية وغيرها من المواد المستوردة والمعروضة في الأسواق.

ويضيف المصدر أنه بعد إجراء هذا المخبر للتحاليل المعمقة على 20 علامة لملح المائدة المعروض في الأسواق، كانت النتائج صادمة وغير متوقعة، وجاءت جميع النتائج مخالفة للمعايير، “ما يجعل صحة المستهلكين في الجزائر في خطر”.

والغريب في الأمر، حسب حمزة عباس، أن إحدى كبرى العلامات المستوردة لملح المائدة المسوقة في الجزائر توجد فيه 0 ملغ من اليود، في حين أن نسبة اليود في القانون لا يجب أن تكون أقل من 55 ملغ في الكيلو غرام الواحد، ولا تتجاوز 85 ملغ في الكيلوغرام، وتأتي هذه الشروط طبقا للمرسوم التنفيذي رقم: 90-40 المؤرخ في 30 يناير 1990 الذي يجعل بيع الملح إجباريا لاتقاء الافتقار إلى اليود.

وكشف المصدر أن جميع العلامات التي تعرضت للتحليل كانت فيها نسبة اليود قليلة جدا عن الحد الأدنى الموصى به ومنها من كانت خالية منه تماما، “ما جعل الجمعية تطلب فتح تحقيق عاجل بعد أن لاحظت ارتفاعا في نسبة الإصابة بأمراض الغدة الدرقية وأمراض أخرى خطيرة كالإجهاض، وكذا ظاهرة نقص التركيز والتحصيل العلمي عند الأطفال المتمدرسين، ونصحت الجمعية بإخضاع النساء الحوامل والمرضعات لتحاليل نقص اليود وتعويضهن بما يرونه مناسبا”.

وعن تفاعل السلطات الوصية مع نتائج التحقيق التي تم الكشف عنه للرأي العام صباح الاثنين، أكد رئيس الجمعية أن وزارة الصحة اتصلت بالجمعية، وشّكلت لجنة من عدة مختصين لمتابعة الموضوع وإجراء تحقيق عاجل في نوعية الملح الذي يستهلكه الجزائريون، خاصة أن هذه النتائج سلمت لكل من وزارة الصحة ووزارة التجارة شهر أكتوبر الماضي.

وحذر المتحدث على وجه الخصوص من الملح الذي يستعمله الخبازون والذي يعتبر من أسوأ أنواع الملح التي تتطلب تحقيقا عاجلا من طرف وزارة التجارة، نظرا للاستهلاك الواسع لهذه المادة من طرف الجزائريين.

مقالات ذات صلة