تحضيرات حثيثة لضمان الوفرة بأسواق العاصمة في رمضان

تحضر ولاية الجزائر كل الظروف المواتية من اجل استقبال الشهر الفضيل في أحسن الأحوال، بضمان مختلف السلع والمواد لاسيما واسعة الاستهلاك في مثل هذه الفترة، وذلك تماشيا والتعليمات الصادرة عن السلطات العليا لجعل مختلف المتطلبات في متناول كل الشرائح وفي مقدمتها الفئات الهشة، بتقنين الأسعار وعرضها من المنتج إلى المستهلك مع السعي إلى إغلاق منافذ الندرة التي عادة ما تسجل في المناسبة برفع طاقات الإنتاج بمختلف المواد وعلى رأسها الحليب والدقيق.

تشير آخر التحضيرات التي تولي لها مديرية الفلاحة لولاية الجزائر، اهتماما بالغا فيما يتعلق بإنتاج مادة الحليب خلال الشهر الفضيل والتي ينتظر أن تشهد طاقتها ارتفاعا في الإنتاج، من اجل تقديم الوفرة والقضاء على أزمة الندرة التي عادة ما تسجل خلال هذا الشهر، نظرا للإقبال المضاعف على هذه المادة، حيث تؤكد تصريحات مدير الفلاحة مهدي مساوي، إلى رفع طاقة الإنتاج إلى مليون لتر يوميا، تماشيا والبرنامج نفسه المتخذ خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، كما سيتم الضخ في السوق كميات معتبرة من الثوم الجاف والبصل كذلك لتلبية حاجيات السوق التي يزداد الطلب على مثل هذه المنتجات الفلاحية الأساسية في مختلف الأطباق، خاصة بعد استدراك الجهات المعنية للأزمات الماضية لاسيما ندرة الثوم وارتفاع أسعار البصل خلال رمضان 2023 إلى 500 دينار للكيلوغرام الواحد، من خلال إنشاء مخزون وطني، قادر على مواجهة الطلب المتزايد في الشهر.
وطمأن المتحدث خلال الندوة الإعلامية الأخيرة المنعقدة بولاية الجزائر، إلى غياب مؤشرات نقص التموين في الخضر والفواكه مع استقرار في أسعار المنتجات التي اعتبرها موسمية، كما تطرق إلى رفع مستوى تموين المطاحن العمومية بالدقيق إلى نسبة 100 بالمائة، لتشجيع السوق وتوفير المادة في جميع الأسواق الجوارية والمحلات والمساحات الكبرى، أما اللحوم الحمراء، فأكد أنها ستكون متوفرة طوال الشهر بعد عملية الاستيراد المتواصلة وبأسعار مقننة.
من جهتها، تقوم مديرية التجارة لولاية الجزائر على قدم وساق، منذ شهور من اجل المساهمة في إنجاح إجراءات السلطات العمومية، لضمان شهر خال من الندرة وآمن بالنسبة للمستهلك، حيث يتم الوقوف على جانب تموين السوق بمختلف المواد والسلع واسعة الاستهلاك كالحليب المبستر، الزيت، السكر، الفرينة، السميد وهي السلع التي يكثر عليها الطلب في رمضان. واعتبر مدير التجارة عبد الوهاب حرقاس الذي تطرق إلى مختلف الإجراءات المتخذة من طرف مديريته، تحضيرا للشهر الفضيل، في كلمته الأخيرة التي ألقاها بولاية الجزائر بمناسبة التحضيرات للفترة، إنشاء خلية إصغاء ضرورية للمتابعة اليومية لوضعية السوق بالمواد الأساسية فضلا عن إنشاء مختلف اللجان المحلية تحت إشراف والي العاصمة، تتشكل من عدة مصالح، تهدف هي الأخرى بالمتابعة اليومية لوضعية السوق الذي شهد فتح 21 موقعا لتسويق مختلف السلع من المنتج إلى المستهلك عبر 14 دائرة إدارية بولاية الجزائر.
أما بشأن الجانب الرقابي، فذكر المتحدث تسخير 640 عون رقابة، منهم 376 عون خاص بمراقبة الممارسات التجارية و264 خاص بسلك حماية المستهلك وقمع الغش، حيث تقرر في الشأن، تأجيل جميع العطل السنوية لمسؤولي الرقابة إلى غاية نهاية الشهر الكريم، على أن يتم تكثيف العمل الرقابي تماشيا مع أوقات كثافة الحركة التجارية المتعارف عليها، كما يتم مراقبة مسار السلع وحلقات التوزيع من المستورد إلى المنتج إلى تاجر الجملة والتجزئة لاسيما المتدخلين وسائقي البضائع واسعة الاستهلاك مع مراقبة حيازة الوثائق الرسمية لممارسات النشاط التجاري قصد محاربة التغيير الآني للنشاط الذي عادة ما يسجل من طرف بعض التجار بدون حصولهم على موافقة أو رخصة.