الرأي

تحرّش سياسي؟!

قادة بن عمار
  • 5735
  • 27

لا أنكر حالة التشفي التي شعرت بها عند قراءة تلك الكلمات القوية التي وجهها عبد الرزاق مقري إلى زعيمة حزب العمال لويزة حنون، ربما لأنني أدرك كغيري من الصحفيين وبعض المتابعين للوضع العام في البلاد أن لويزة (امرأة) قبيحة فعلا، ولسانها سليط، لا تترك شاردة ولا واردة من تصرفات المعارضين لها وتصريحات المختلفين معها إلا وصنفتها في إطار المؤامرة الدولية والتحالف مع الغرب وخدمة الإمبريالية لضرب استقرار المنطقة… و..؟ !!

لكن وبعد انتهاء حالة التشفي تلك، شعرت أن السيد مقري ليس رجلا هيّنا كذلك (ماشي ساهل) وفيه من القُبح السياسي الذي رمى به لويزة الشيء الكثير، بل لديه من صفات كره المعارضين والمختلفين معه ما يجعله وزعيمة حزب العمال في (الهوى سوى) فهو زيادة على تسببه في انهيار لغة الخطاب السياسي (منذ رده على أحد الصحفيين بلغة.. دزّوا معاهم) وبحثه عن مكان تحت الضوء في ساحة سياسية يبدو أنها تجاوزته، داخل حركة حمس وخارجها، راح يبحث عن أقرب “ديناميت” يساعده على العودة لتصدّر واجهة الصحف، وطبعا لن يكون فوزي رباعين وغيره من “المحيرقات” السياسية.. بل لا يوجد أفضل ولا أسرع من “القنبلة” لويزة حنون؟!!

المثير أننا نسينا كل تهم مقري، وحتى “كأس الخمر” التي كانت في يد حنون، حين قرأنا وسمعنا رد أحد أقرب الناس إلى السيدة لويزة وهو رمضان تعزيبت.. فهذا الأخير، دافع عن “زعيمته” قائلا إن مقري “بلطجي، وشاذ سياسيا، منافق، ومصاب بداء الكلب”.. ثم ختم كلامه: “لن ننزل بمستوى حزب العمال ونرد عليه”.. سبحان الله!.. وكأن ما سبق من تهم وشتائم ليس ردا ولا يعدّ نزولا بالمستوى.. في قاموس رمضان طبعا؟!!

هنا لا بد من التنبيه إلى أمر قد يبدو عاديا لكنه يستحق التوقف.. قبل فترة، اتهم الوجه السلفي البارز الشيخ عبد الفتاح حمداش زعيمة حزب العمال بأنها “كافرة” (من زمن قريش!!) لكن لويزة اكتفت بوصف حمداش بـ “المهرج” كما لم ينطق الرجل (الخلوق المتأدب جدا) رمضان تعزيبت بكلمة واحدة كتلك الكلمات التي قالها ضد مقري، بل وبطريقة غامضة “ومن تحت لتحت” تم سحب الشكوى ضد حمداش، فلماذا التعامل الآن بشكل عنيف مع زعيم حمس، أم تصلح هنا قاعدة.. على قدر المحبة يأتي العتاب؟!!

الواقع أن الصورة في البلاد كالتالي: مقري يتحرش بلويزة، ولويزة لا ترد… لويزة حنون تتحرش بعلي بن فليس وبن فليس لا يرد… علي بن فليس يتحرش بعبد العزيز بوتفليقة وبوتفليقة لا يرد.. بوتفليقة يتحرش بعموم الشعب.. والشعب لا يرد؟!!

حتى الرسالة التي وجهها الرئيس السابق اليامين زروال، فسّرت على أنها مجرد تحرش بمرحلة بوتفليقة، مثلما تحرش سعداني بالجنرال توفيق، وتحرش الوزير السابق محمد شرفي بعمار سعداني ذاته.. وتحرش روراوة بحاليلوزيتش؟!

حتى المعارضة المتهمة بالتحرش التقت في قاعة “حرشة”.. وجمعت سعيد سعدي وعلي بن حاج على فراش واحد.. وحركة بركات “حرشّوا بيها يامات” ثم حرشوا عليها بعض الأعضاء داخلها لتنفيذ مخطط قديم من عهد الفراعنة اسمه “الانشقاق”.. أما أكبر المتحرشين في الساحة السياسية، فليس سوى رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، ليس فقط لأن اسمه “حمروش” لكن لتحرشه بالجيش منذ زمن طويل، دون فائدة ولا رجاء؟!

مقالات ذات صلة