اقتصاد
من السيارات إلى الحبوب وصولا إلى الدفاع

تجسيد سريع وجدي لخطوات الشراكة الجزائرية – الإيطالية

حسان حويشة
  • 3820
  • 0

أظهرت معطيات على صلة باستثمار مجمع “ستيلانتيس” للسيارات من خلال العلامة الإيطالية “فيات” بوحدة طفراوي للتركيب والتجميع، أن الشراكة الجزائرية – الإيطالية بصدد التجسيد جدّيا وبشكل سريع، مدفوعة بإرادة مشتركة من قيادتي البلدين، كما ستشمل أيضا قطاعات أخرى إستراتيجية.

وفي هذا السياق، بدا واضحا من خلال زيارة وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، علي عون، إلى ولاية وهران الخميس الماضي، مرفوقا بسفير الجزائر بروما، عبد الكريم طواهرية والمدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بمجمع “ستيلانتيس” للسيارات، سمير شرفان، ومسؤولين آخرين، أن مصنع “فيات” بمنطقة طفراوي في طريقه للتجسيد الفعلي، وفق الأجندة الزمنية التي سبق الإعلان عنها منذ أشهر عديدة.

ووفق ما أدلى به وزير الصناعة بعين المكان، فإن أول سيارة ستخرج من المصنع شهر ديسمبر المقبل، بعد الانتهاء من أشغال بناء المنشأة، مشيرا إلى أن المصنع سينتج 30 ألف سيارة في السنة.

من جهته، قال سمير شرفان، المدير التنفيذي لمجمع “ستيلانتيس” لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا: “نحن فخورون بالاحتفال اليوم بانتهاء أشغال البنية التحتية لمصنع طفراوي بحضور وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، لقد أوفينا بالتزاماتنا بتعبئة جميع الموارد المتاحة لدينا، بفضل الاستفادة، قبل كل شيء، من الدعم المستمر من طرف السلطات في جميع مراحل المشروع”.

وأضاف مسؤول “ستيلانتيس”، أن “هذه المرحلة التأسيسية لا تمثل احترامنا لالتزاماتنا من حيث الآجال فحسب، بل تساهم أيضًا في إرساء طموحنا لنصبح الأداة لتطوير صناعة السيارات في الجزائر”.

وفي إطار الشراكة بمشروع “فيات“، جرى تنظيم عديد الدورات التكوينية في الجزائر وفي الخارج لصالح العمال والموظفين والمراقبين الذين تمّ تنصيبهم، بحسب “ستيلانتيس”، من أجل ضمان تطبيق المعايير الدولية في صناعة السيارات بمصنع طفراوي، حيث تمّ توفير أكثر من 61 ألف ساعة من التكوين من ضمن 90 ألف ساعة المقررة في 2023 بمركز التكوين “بلقايد” بوهران.

وتؤكد هذه التطورات، أن مصنع “فيات الجزائر” سيكون حقيقة اعتبارا من شهر ديسمبر المقبل، في إطار تجسيد لشراكة فعلية ملموسة على أرض الواقع بين الجزائر وروما، التي تحظى بدعم من قادة البلدين، اللافت فيها أنها ستتوسّع لتشمل قطاعات أخرى.

ومن المشاريع التي تتجّه للتجسيد في إطار شراكة ثنائية بين البلدين، ما تعلق بمشروع إنتاج الحبوب على نطاق واسع وفق أحدث التقنيات، وأعلنت عنه أكبر شركة لإنتاج القمح والحبوب بإيطاليا، وهي “بونيفيكي فيراريزي”، المدرجة ببورصة ميلانو، بعد حصولها على ترخيص من السلطات الجزائرية للشروع في إنتاج القمح الصلب بالجنوب بشراكة مع شركة “بن معلم عماد بن حسين” المسماة Copre Sud، وستكون الأغلبية بها لصالح للطرف الإيطالي.

وفي مجال الدفاع، يجري تجسيد شراكة مع المصنع الحربي الإيطالي “ليوناردو”، بمنطقة عين أرنات بسطيف لإنتاج الحوامات بالتعاون مع وزارة الدفاع الوطني، والذي زاره وفد إيطالي رفيع شهر ماي الماضي، بحسب بيان سابق للشركة، وهي الزيارة التي أتاحت الفرصة لإعطاء دفعة إضافية للانتهاء من جميع الشروط اللازمة لتشغيل المشروع المشترك بشكل ملموس والانتقال إلى المرحلة الصناعية لتجميع طائرات الهليكوبتر، وفق البيان ذاته.

ووقتها، تم الاتفاق بين الطرفين على خطوات استعجالية لتسريع آجال التوقيع على الاتفاقات الإضافية، وتجهيز أول طلبية من 7 مروحياتAW139  (أوغوستا واستلاند) من إجمالي 70 (منها 53 للسوق الجزائرية).

مقالات ذات صلة