-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تكشف سر نجاح الحاجة "فاطمة رحمي"

تتحصل على الماستر وعمرها 65 سنة بجامعة مستغانم

ع. رحامنية
  • 1464
  • 0
تتحصل على الماستر وعمرها 65 سنة بجامعة مستغانم
ح.م
الطالبة الحاجة فاطمة رحمي

ناقشت، مؤخرا وعلى مستوى كلية الأدب العربي والفنون بجامعة “عبد الحميد بن باديس” بمستغانم، الطالبة الحاجة فاطمة رحمي صاحبة الـ65 سنة، مذكرة تخرج لشهادة درجة الماستر تحت عنوان “قراءة في ترجمات معاني القرآن الكريم” للمستشرق الفرنسي ريجيس بلاشير، لتلقى من قبل أعضاء اللجنة المشرفة كل الثناء بعد النجاح المتميز في تقديم رسالتها.
يومية “الشروق”، وبعدما تعذر عليها التواصل مع الحاجة فاطمة، لظروف خاصة بها، التقت بشقيقها الأستاذ “عمر رحمي”، مدير متوسط “الشهيد قدور بلعربي” بوسط مدينة سيدي علي بشرق ولاية مستغانم، حيث استرسل بكل عفوية في حديثه عن التي تعد المتوجة بشهادة التحدّي العلمي الابنة البكر للعائلة، وهي المولودة في ربيع سنة 1959 وسط عائلة تربوية متواضعة الأحوال، إذ زاولت دراستها إلى أن بلغت مستوى الثالثة ثانوي، حيث أخفقت حينها سنة 1978 في تجاوز امتحان البكالوريا رغم تفوقها الدراسي، مما دفعها إلى الالتحاق بالمعهد التكنولوجي لتكوين إطارات التربية، لتتخرج برتبة معلمة مدرسة ابتدائية، وتلتحق بالتوظيف بفعل العوز المادي، الأمر الذي ساعدها في ضمان كسب راتب شهري محترم حتى تتمكّن من إعالة إخوانها الـ10 ووالديها، حيث قضت أزيد من 30 سنة في العطاء التربوي، وبالتزامن مع ذلك، فقد فتحت أمامها أبواب إنشاء أسرة صغيرة بعد زواجها، إذ أنجبت 6 أطفال ذكور وإناث، كلهم من خريجي الجامعة الجزائرية، بعدما تشبثوا برسالة العلم، حيث يتقلدون اليوم عدة مناصب، على غرار الحاج زروقي الذي بات أستاذا في التعليم الثانوي، وإمام متطوع، وابنتها الثانية صحفية بولاية أدرار، وآخرون بقطاعي التربية والصحة.
الحاجة “فاطمة رحمي” صاحبة الـ65 سنة، بعد إحالتها على التقاعد، عزمت على مواصلة مسيرة الدراسة، مستعينة في ذلك بأبنائها وتلامذتها الذين أصبحوا إطارات في مختلف التخصصات، مما مكّنها من اجتياز امتحان البكالوريا ونيل الشهادة سنة 2019 لتلج إثر ذلك الجامعة كطالبة وعمرها 60 سنة، حيث نالت خلالها تكريما خاصا من قبل والي الولاية، آنذاك.
شهادة الليسانس التي تحصلت عليها باقتدار وجدارة واستحقاق، أوصلتها إلى مرحلة نيل شهادة الماستر بحر الأسبوع الماضي.
شقيقها أثنى على تفوقها العلمي وتمكّنها من حفظ كتاب الله، والعمل التطوعي كمرشدة بإحدى المدارس القرآنية، بمدينة سيدي علي، حيث تشرف على تعليم صغار السن ومرافقتهم، وهي تتمنى بل وتتطلع بكل إرادة لمواصلة دراستها لنيل شهادة الدكتوراه نزولا عند الحديث النبوي الشريف: “اطلب العلم من المهد إلى اللحد” لتظل الحاجة فاطمة قدوة للمسنين في مزاولة دراساتهم، تحذوها دوما الإرادة الفولاذية القوية، متحدّية في ذلك كل الصعاب والعقبات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!