الرأي

تاج‭ ‬المطرودين‭!‬

قادة بن عمار
  • 5481
  • 10

إذا كان صحيحا أن الوزير السابق عمار غول اتصل بعدد من مناوئي زعيم الأرندي، أحمد أويحيى، من أجل إقناعهم بالانخراط في حزبه الجديد المسمى “تاج”، فسنكون حينها بصدد إعادة إنتاج سلوكات خاطئة، لطالما ارتبطت بالحزب المولود بالموسطاش، لا بل ويزيد عمار غول على الوضع المزري‭ ‬بدعة‭ ‬جديدة،‭ ‬حين‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬المختلفين‭ ‬مع‭ ‬زعيمهم‭ ‬السابق‭ ‬حول‭ ‬المناصب‭ ‬والترشيحات‭ ‬والكراسي،‭ ‬أعضاء‭ ‬جددا‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬يقول‭ ‬بأنه‭ ‬جاء‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬التغيير‭ ‬المنشود‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬وجوه‭ ‬جديدة‭! ‬

استمعنا جميعا إلى رجل أعمال كان من أبرز المقربين من أبو جرة سلطاني وعبد الرزاق مقري لسنوات، وواحدا من أهم رجالهم المخلصين، يقول في أحد تصريحاته إن الحزب الجديد لعمار غول، سيضم رياضيين مشهورين، وإعلاميين بارزين، وأيضا فنانين، وكأنه بهذا يحقق انتصارا كبيرا، أو ينجز شيئا خارقا للعادة، وربما لا يعرف رجل الأعمال هذا، أن بؤس الأرندي لم يأت إلا من هؤلاء المشاهير، الذين حاول الاستثمار في صورتهم، فقدّمهم على أصحاب الثقافة والخبرة والعلم، ثم تورط معهم أو بمعنى آخر “حصل بيهم” ولم يعد يستطيع طردهم أو إقناعهم بالتخلي عن‮ ‬المناصب‭ ‬لغيرهم‭!‬

من بين هؤلاء مقدّمة أخبار، لا أكثر ولا أقل، تحولت بقدرة الأرندي وسحره السلطوي إلى وزيرة، ثم إلى نائب في مجلس الأمة، وحين انتهت مدة صلاحيتها السياسية، وأدرك الجميع أن أسطوانة دعم الرئيس باتت “مشروخة” وعلى وشك الانتهاء، خرجت على الصحافيين لتقول إنها انفصلت عن‭ ‬الأرندي‭ ‬واستقالت‭ ‬من‭ ‬صفوفه‭ ‬بعدما‭ ‬حاد‭ ‬عن‭ ‬أهدافه‮ ‬التأسيسية‭ ‬ومبادئه‭ ‬التي‭ ‬أعلن‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬السابق‭!!‬

ما شاء الله.. ومنذ متى كان للأرندي مبادئ وأهداف يناضل من أجلها، هو أو غيره من الأحزاب السياسية في البلاد!!؟ ألا ينحصر نضالهم كله في أمرين اثنين لا ثالث لهما: إما الوصول إلى السلطة أو البقاء فيها!!؟

المصيبة الأكبر أن حزب عمار غول الجديد، وتفكير صديقه رجل الأعمال، يتمحور في إعادة تجربة الأرندي ولكن تحت مظلة إسلامية، وهنا نضع خطا أحمر تحت وصف “الإسلامية”، حتى نقول إنه مستعمل من طرف جماعة غول والحمسيين والإصلاحيين والنهضويين، ومن سار على دربهم، على مستوى‭ ‬الخطاب‭ ‬فقط،‭ ‬دون‭ ‬ممارسة‭ ‬حقيقية‭ ‬أو‭ ‬ملموسة‭ ‬على‭ ‬أرض‮ ‬الواقع‭!‬

ليس مطلوبا من عمار غول أن يبحث عن المشاهير من أجل وضعهم في مقدمة صفوف حزبه، بل المطلوب منه، إقناع الشعب بفائدة نشأة وتشكيل حزب سياسي جديد، خصوصا أن جميع التجارب السابقة أكدت لنا بما لا يدع مجالا للشك، أن السياسة في البلاد باتت مرتبطة بالانتهازية والمحسوبية‭ ‬والغباء‭ ‬وقلة‭ ‬الحياء،‭ ‬مع‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المكر‭!‬

حتى البرلمان المقبل الذي سيعقد أولى جلساته مع بداية شهر سبتمبر، يأتي في ظرف سياسي استقال فيه صاحب القرار عن معالجة مشاكل اعتيادية، على غرار اتساع رقعة الحرائق وانقطاع الكهرباء، ولم يعد قادرا على معالجة الأوضاع المتفجرة في البلاد، فما بالك بغياب الحكومة، أو‭ ‬التزوير‭ ‬في‭ ‬البرلمان،‭ ‬ومعها‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تحضير‭ ‬المحليات،‭ ‬وما‭ ‬أدراك‭ ‬ما‭ ‬المحليات‭!‬

مقالات ذات صلة