-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بي بي سي : صحفيون يفضحون تحيز مؤسستهم للسردية الصهيونية

الشروق أونلاين
  • 720
  • 0
بي بي سي : صحفيون يفضحون تحيز مؤسستهم للسردية الصهيونية
ح. م
اتهم صحافيون يعملون في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مؤسستهم بالفشل في سرد ​​قصة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وانحيازها للسردية الصهيونية.

اتهم صحافيون يعملون في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” مؤسستهم بالفشل في سرد ​​قصة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وانحيازها للسردية الصهيونية واستثمار جهد أكبر في إضفاء الطابع الإنساني على الضحايا الإسرائيليين مقارنة بالفلسطينيين، وحذف السياق التاريخي الرئيسي في التغطية.

هذا ما نشره موقع “الجزيرة” اليوم الجمعة 24 نوفمبر. حسب الجزيرة، فقد تلقت رسالة ثمانية صحفيين يعملون في “بي بي سي” يتهمون المؤسسة التي يعملون عندها بازدواجية المعايير في نظرتها إلى المدنيين.

حسب الجزيرة فقد جاء في الرسالة التي تلقتها “لقد فشلت بي بي سي في سرد ​​هذه القصة بدقة – من خلال الإغفال وعدم التعامل بشكل حاسم مع ادعاءات إسرائيل – وبالتالي فشلت في مساعدة الجمهور على التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان التي تتكشف في غزة وفهمها”. “لقد قُتل آلاف الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر. متى سيكون العدد مرتفعا بما يكفي لتغيير موقفنا التحريري؟”

بعد طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر وما تلاه من عدوان صهيوني على القطاع، أظهرت وسائل الإعلام الغربية تحيزا واضحا للسردية الصهيونية.

وقد طالب صحفيون الـ”بي بي سي” مؤسستهم أن تكون أكثر مهنية في تغطيتها للأحداث، خصوصا ما يعني الضحايا. فطالبوا “ضمان أن تكون المعاملة المتساوية لجميع المدنيين في قلب تغطياتها”.  والتفكير “بشكل أفضل في النتائج القائمة على الأدلة التي توصلت إليها المنظمات الإنسانية الرسمية وغير المتحيزة.”

تغييب للفلسطينيين ومعاناتهم

صحفيو “بي بي سي” انتقدوا تغييب مؤسستهم للمدنيين الفلسطينيين عكس الإسرائيليين، ففي الوقت الذي تقوم فيه المؤسسة بإخبار الجمهور بأسماء القتلى الإسرائيليين، وتغطية جنازاتهم واستجواب عائلاتهم، فأنها تغيب الفلسطينيين الذين سقطوا ضحايا العدوان الصهيوني.

“بالمقارنة، كانت التغطية الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين غائبة. إنه عذر واهٍ أن نقول إن “بي بي سي” لم تتمكن من تغطية الأخبار في غزة بشكل أفضل بسبب الصعوبات في الوصول إلى قطاع [غزة]… ويتم تحقيق ذلك، على سبيل المثال، من خلال سرد ومتابعة القصص الفردية على مدار أسابيع. كما لم يتم بذل سوى محاولات قليلة للاستفادة الكاملة من وفرة محتوى وسائل التواصل الاجتماعي من الصحفيين الشجعان في غزة والضفة الغربية”.

الصحفيون قالوا أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية ومع بلوغ الشهداء الفلسطينيين ضحايا العدوان قرابة الـ15 ألفا،  “وتضاءل شهية الدول الغربية للهجمات الإسرائيلية – بذلت هيئة الإذاعة البريطانية المزيد من الجهود لإضفاء طابع إنساني على المدنيين الفلسطينيين. بالنسبة للكثيرين، يبدو هذا أقل من اللازم ومتأخرًا جدًا، ويظهر أن المواقف التي اتخذتها الحكومات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة لها تأثير غير مبرر على التغطية.”

موقعوا الرسالة منن الصحفيين قالوا “يمكننا أن نرى بشكل صارخ أن حياة بعض المدنيين تعتبر أكثر أهمية من غيرها – وأن هناك نوعًا من التسلسل الهرمي في اللعب. وهذا أمر مؤلم للغاية، لأنه في الواقع، لا أحد منا يجد صعوبة في التعاطف مع المدنيين الفلسطينيين”.

الصحفيون لاحظوا أيضا غياب التعاطف مع الفلسطينيين من طرف كبار المراسلين أو المقدمين العاملين في المؤسسة “كما يتعاطفون، على سبيل المثال، مع المدنيين الأوكرانيين”.

الإصرار على مطالبة الفلسطينيين بإدانة حماس

الصحفيون انتقدوا أيضا السؤال الذي يتم تكراره في البرامج على الفلسطينيين عما إذا كانوا “يدينون حماس”، في حين لا يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة للضيوف الذين يدافعون عن الكيان.

فمهما بلغ عدد الشهداء والضحايا الفلسطينيين فلا يطلب منهم إدانة ممارسات الحكومة الصهيونية مثلما يطلبونه من الفلسطينيين.

وقد انتقدت الـ”بي بي سي” بعد غياب التعاطف مع حسام زملط والذي استقبلته القناة يوم 9 أكتوبر، بعد أن فقد العديد من أفراد عائلته.

فبالرغم من أنه عدد أسماء أقاربه الذين فقدهم في العدوان الصهيوني، وتحدث عن ألمه جراء ذلك، وبالرغم من أنه لا يمثل “حماس”، إلا أن المذيعة كيرستي وارك لم تظهر أدنى تعاطف معه. وكان ردها “أنا آسف لخسارتك الشخصية. أعني، هل يمكنني أن أكون واضحة، رغم ذلك، لا يمكنك التغاضي عن قتل المدنيين في إسرائيل، أليس كذلك؟ ولا قتل العوائل؟”

محررو الرسالة قالوا أيضا أن “بي بي سي” فشلت في تزويد جمهورها بخلفية لفهم الإحتلال الإسرائيلي والمعاناة الفلسطينية.

فكتبوا “لكي يعتبر القصف الإسرائيلي دفاعاً عن النفس، يجب أن تبدأ الأحداث بالهجوم الذي تقوده حماس”كما  “تتجاهل التحديثات والمقالات الإخبارية تضمين سطر أو سطرين من السياق التاريخي الحرج – حول 75 عامًا من الاحتلال، أو النكبة، أو عدد القتلى غير المتماثل على مدار عقود.”

مؤسسات إعلامية تحت تأثير اللوبيات

وتعرف “بي بي سي” وغيرها من كبريات المؤسسات الإعلامية الغربية انتقادات بسبب تحيزها للسردية الصهيونية على حساب الوقائع وما يحدث في غزة.

تحيز قال عنه أستاذ العلوم السّياسية بالمدرسة العليا للصّحافة و علوم الإعلام، شريف دريس، في حوار سابق مع “الشروق أونلاين” أنه “يبدو جليّا من خلال العناوين، ترتيب الأولويات، الأطر وزوايا المعالجة، وأيضا العبارات والمفردات المستخدمة، من منظور أنّ الطّرف الإسرائيلي له الحقّ في الدّفاع عن نفسه وهذا عبارة عن ردة فعل وأن إسرائيل تحظّر لعملية عسكرية، في حين عندما تتحدث بعض الوسائل الإعلامية الكبرى العالمية عمّا قامت به كتائب عز الدين القسام تصوّره على أنّه عمل إرهابي، عمل عسكري غير قانوني وغير شرعي.”

كما أرجع سبب هذا التحيز إلى “سيطرة بعض الشّركات المالية وبعض رجال المال ذووا الأصل اليهودي والذين لهم تعاطف مع الكيان الصهيوني ويؤيدون السّياسة الإستيطانية الإسرائيلية” على هذه الوسائل الإعلامية، إضافة إلى تأثير “اللوبي الصهيوني واللّوبي العسكري الصناعي، خاصّة في أوروبا وأمريكا الشّمالية.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!