الجزائر
استنفار في المستشفيات واستهتار

بين القبول والحيرة..  هكذا استقبل الشارع تمديد الحجر!

سمير مخربش
  • 2034
  • 4
أرشيف

أثار قرار تمديد فترة الحجر الصحي قبولا وحيرة في نفس الوقت بولايات عدة، وصار القرار حديث العام والخاص وكانت له ردود فعل متباينة، فمنهم من كان من المؤيدين بالنظر للوضعية الوبائية التي لازالت لم تستقر بعد واستعاد الفيروس أنفاسه من جديد محدثا هلعا وسط المواطنين، حيث عادت الحيرة إلى المستشفيات، وبدأ الحديث من جديد عن الاكتظاظ، وقلة الأسِرة وعدم وفرة أجهزة الأوكسجين.

وكانت سطيف ضمن الولايات المعنية بالقرار، وهي منطقة اكتوت بالموجة الأولى، وهي الآن تسجل ارتفاعا ملحوظا في عدد الإصابات. كما دخلت إدارات مستشفيات سطيف والعلمة وعين ولمان وعين الكبيرة، في موجة ضغط من حيث وفرة الأسرة والتجهيزات، وجاهزية الأطباء والممرضين الذين تعبوا مع الموجة الأولى، فمنهم من لقي نحبه ومنهم من أصيب ومرّ بفترة صعبة، ومنهم من حاول الركون إلى الراحة بعد إرهاق كبير فإذا بالموجة الجديدة تجتاح الولاية على غرار العديد من الولايات. وقد دخلت ولاية سطيف في حالة استنفار وسط المؤسسات الاستشفائية، التي كثفت نشاطها واتخذت احتياطاتها خاصة في توفير المعدات، ومادة الأوكسجين، التي أضحت الوسيلة الأمثل للحد من معاناة المصابين خاصة من فئة كبار السن.

وحسب السيد عبد الرزاق لعايب مدير مستشفى صروب الخثير بالعلمة، فإن الوضعية تحت السيطرة، والطاقم الطبي متحكم في زمام الأمور، لكن نلح يقول لعايب على ضرورة الالتزام بالشروط الوقائية لأن الموجة الأولى أنهكت الأطقم الطبية وعمال الصحة، ورغم استعدادنا الكبير لمواجهة الموجة الجديدة يقول مدير مستشفى العلمة، إلا أنه في حالة استمرار الاستهتار والتراخي من طرف المواطنين، قد نصل إلى حالات تشبع بالمستشفيات، وهذا ما لا نتمناه يقول المدير ولذلك يطالب محدثنا باستعادة ذهنية الحذر والحيطة والوقاية.

ومن جهة أخرى، إذا كانت التنبيهات والتحذيرات قد أطلقت، على مستوى السلطات الإدارية والصحية والأمنية، والتي تحركت كلها لبعث روح اليقظة من جديد وسط المواطنين، فإن هناك من لم يقتنع بضرورة تمديد الحجر وسيرانه من  الساعة الثامنة ليلا إلى غاية الخامسة صباحا. على اعتبار أن الالتزام بالمنازل مطبق أصلا لأن ولاية سطيف تعرف موجة من البرد، وبالتالي فإن الحركة الليلية تراجعت، وأغلبية الأحياء تتحول إلى مناطق خاوية في الليل ويسكنها الهدوء تلقائيا.

وقد تزامن ذلك مع عودة التلاميذ إلى الدراسة، فلم يعد يسمح لهم بالسهر في الأحياء. وبالتالي يرى بعض المواطنين أن الإشكال لا يكمن في الفترة الليلية، بل في النهار، أين لازالت الأسواق والمحلات التجارية والإدارات، والأماكن العمومية تعرف اكتظاظا مثيرا للدهشة، مع غياب ملحوظ لإجراءات الوقاية، فإذا كانت الكمامة قد سجلت عودتها بقوة فإن الاحتكاك العشوائي لايزال يطبع يوميات المواطن السطايفي الذي اكتوى بالموجة الأولى، ومن المفروض أن يكون في مقدمة المنضبطين والملتزمين بنظام الوقاية.

مقالات ذات صلة