الجزائر
الساسي حاوزماني يكشف عن وجهه الآخر لـ"الشروق":

بومدين هددني .. كافي أعجب بإمكاناتي وبوتفليقة قال لي كاشي بولا

صالح سعودي
  • 25968
  • 0
الشروق
الساسي حاوزماني رفقة صحفي الشروق

يفتح اللاعب الأسبق الساسي حاوزماني قلبه لـ”الشروق” ويكشف عن وجهه الآخر بكثير من البساطة، حيث يتحدث عن سيرته ومسيرته الكروية ومغامراته في ملاعب الجزائر، إضافة إلى مغامرته الاحترافية القصيرة بفرنسا، كما يعرّج على علاقته برؤساء الجزائر الذين كان له احتكاك معهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، مؤكدا أن بومدين وبخه بسبب ما بدر منه فوق الميدان، فيما أعجب علي كافي بإمكاناته، أما الرئيس الأسبق اليمين زروال فقد تربى معه في حي واحد، وقد أرجع صاحب مقولة “اشكون قال الساسي ما يلعبش” سر شعبيته إلى بساطته وتعامله بعفوية مع الجميع.

أنت معروف بشهرتك الواسعة، فكيف كانت مسيرتك الكروية؟

بدأت ممارسة كرة القدم في الأحياء على غرار بقية الشبان، حيث لم أنخرط مع أي فريق إلى غاية شروعي في أداء واجب الخدمة الوطنية، حيث كان العقيد بتشين مسؤولا آنذاك في الناحية العسكرية الخامسة قسنطينة، وأتيحت لي فرصة إبراز إمكاناتي تزامنا مع أداء واجب الخدمة الوطنية.

ما هو المنصب الذي كنت تلعب فيه؟

لعبت في محور الدفاع لمدة عامين، باقتراح من المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي، حيث أديت مسيرة إيجابية في كأس الجمهورية مع فريق الناحية العسكرية، ولعبنا مباراتنا ضد ناحية بشار في ملعب باتنة، وسجلت هدفين سمحا لفريقي بمعادلة النتيجة والفوز بركلات الترجيح، وتزامن ذلك مع اهتمام مسيري شباب باتنة بخدماتي.

هل كان اختيارك لشباب باتنة عن قناعة أم تلقيت عروضا أخرى؟

لما اتصل بي مسيرو شباب باتنة وافقت على العرض، ولو تلقيت اتصالا من مسيري مولودية باتنة لقبلت الفكرة أيضا، لأنني ألعب من أجل المنطقة وليس من أجل الأشخاص.

قلت إنك بدأت مسيرتك في محور الدفاع فكيف تحوّلت إلى الهجوم؟

كرمالي رأى بأنني أتناسب مع متطلبات محور الدفاع، لكن المدرب رمضاني فضّل تغيير منصبي، حين كنت ألعب مع شباب باتنة، لأنه في تلك الفترة هناك عدد قليل من اللاعبين البارزين في الخط الأمامي.

كيف اقتنع المدرب رمضاني بإمكاناتك؟

قال لي إن قوّتك تكمن في الرأس وسوف أجربك في الهجوم، وهو الأمر الذي لم أعترض عليه، ولو أنني قادر على اللعب في مختلف المناصب (تحطني قلب هجوم تولي ماتلقانيش في بلاصتي)، وفعلا وجدت راحتي في الهجوم بدليل أنني سجلت عددا كبيرا من الأهداف.

متى حدث ذلك؟

في موسم صعود شباب باتنة إلى القسم الأول منتصف السبعينيات سجلت 22 هدفا أغلبها بالرأس، وفي تلك الفترة كانت هناك مكافأة تمنح لهداف البطولة عبارة عن سيارة، وقد سجلت 22 هدفا، لكن تضييعي لركلة جزاء ضد مولودية الجزائر، رجح الكفة لمصلحة عصاد الذي أنهى الموسم هدافا للبطولة.

هل هذا البروز في الهجوم قد خلف العديد من العروض؟

جاءني خباطو وزوبا إلى باتنة، واقترحوا علي الانتقال إلى مولودية الجزائر رفقة قورداش، لكن حالة والدتي حالت دون ذلك.

هل أتيحت لك الفرصة لخوض تجربة احترافية؟

انضممت مؤقتا إلى فريق آف سي لوران في نواحي مرسيليا وينشط في الدرجة الثانية، حيث استهليت معه التدريبات رفقة قرناعوط وكسوري رشيد، وقد مكثت هناك 6 أشهر، ولعبت حوالي 6 أو7 مباريات تحضيرية، حيث واجهت باريس سان جيرمان الذي كان يلعب له دحلب، وقد أتيحت لي فرصة اللقاء به لأول مرة، لكن بعد تلك التجربة القصيرة أرغمت على العودة بسبب ظروف عائلية.

وهل كان لك شرف تسجيل حضورك في المنتخب الوطني؟

نعم، كان ذلك بمعية زميلي في الفريق بوطمين ودخينات، ولاعب جمعية عين مليلة عبد الحميد أزروال الذي تحوّل بعد ذلك إلى مدرب، كان ذلك في عهد المدرب زوبا، وقد مكثنا 15 يوما ولعبنا عدة مباريات ودية. في تلك الفترة (منتصف السبعينيات) كانت هناك عنصرية وتهميش للاعب القادم من الولايات الداخلية، سبق أن برهنت ضد فريق كبير مثل مولودية الجزائر التي كانت مشكلة من لاعبين معروفين، مثل بتروني وباشطا وبن شيخ وغيرهم، لكن للأسف عانيت التهميش.

وما قصة استدعائك للمنتخب الوطني؟

هذه القضية افتعلها بن شيخ وكويسي، فبعد أن تلقيت دعوة من الفريق الثاني للمنتخب الوطني، فقد فضل بن شيخ وكويسي “يلعبولي اللعبة”، حيث أرسلوا لي دعوة على عنوان المنزل، ويفترض أن الدعوات ترسل على عنوان الفرق وليس اللاعبين، وهو ما جعلني أنتبه لهذا الفخ، لكن فضلت أن أسير على وقع نفس السيناريو “مشيتلهم في الخط”، حيث تنقلت إلى العاصمة، وتوجهت إلى مقر الاتحادية، فقلت لهم إنني تلقيت دعوة لحضور تربص “الخضر”، فقال لي المدرب روغوف أنا لم أوجه أي دعوة للاعب من باتنة.

من هو المدافع الذي كان يصّعب مهمتك؟

هو اللاعب دحماني، أنا وهو”الصباط يخبط والنار تشعل”، وقد كانوا يقولون له إنني لاعب صعب المزاج ومندفع بدنيا، مرة قلت له انظر إلى سيارة الإسعاف المقابلة، بعد 10 دقائق يمكن أن تنقلك إلى منزلك أو إلى المستشفى، فخذ حذرك مع الساسي.. هكذا كنا نتحدث بكل ضحك وأخوة.

ما قصة تهديدك للاعب كويسي؟

حدث ذلك في ملعب 20 أوت بالعاصمة، حيث قام كويسي بمراقبتي، تساءلت في قرارة نفسي كيف لي وأنا بطول 1.85 متر يتولى مراقبتي لاعب قزم مثل كويسي، حاولت مراوغته جسمانيا على مرتين دون أن يتحرك من مكانه، فحملته ووضعته على خط التماس وسط تفاعل كبير من الجماهير في المدرجات.

علمنا أنك في إحدى المباريات رفضت مغادرة الميدان رغم قيام المدرب باستبدالك؟

حدث ذلك مع المدرب الراحل بلعيد، حيث حدث سوء تفاهم مع أحد لاعبي الفريق المنافس، فتدخل إبراهيم قيل رحمه الله واقترح على المدرب أن يخرجني، فكان ردي واضحا “يا شيخ لن أغادر الميدان عليك أن تفكر في تغيير لاعب آخر”، وهو ما حدث، حيث واصلت اللعب بصورة عادية.

وما حكاية تهديدك للاعب الأسبق جمال كدو بالسلاح؟

(يضحك)، أسباب الحادثة وقعت في ملعب 5 جويلية، حيث أصابني جمال كدو فسال دمي، حينها جريت وراءه فوق الميدان وصولا إلى داخل غرف تغيير الملابس، بعد ذلك ضربت الباب الحديدي بالدماغ، فقلت له “هاهو دماغ الرجالة”، وهو ما جعل رجال الشرطة يتدخلون لتهدئتي، في الوقت الذي توعدته بالثأر.

هل ثأرت منه؟

 تزامن أن تنقل المنتخب الوطني إلى باتنة للعب ضد منتخب الشرق، فقلت للاعب يوسف زندر عليك أن تقول لجمال كدو”إنني أقطن بجانب الملعب، ورصاصة واحدة تكفي للقضاء عليك”، وهو ما جعله يبلغ الجهات المعنية بذلك، وبعد وصولي إلى الملعب فتشتني الشرطة وسط إجراءات كبيرة، فقلت لهم “راني نتمسخر فقط”، وكان ذلك فعلا مجرد مزحة ولو أنني بلورتها في طابع فكاهي من المدرجات حين ناديت كدو وتظاهرت وكأنني سأضربه بالسلاح، ما جعله يختبئ، رحم الله جمال كدو، كانت علاقتي به طيبة وحضرت مباراة اعتزاله.

سبق وأن طاردت الجمهور في ملعب بولوغين، فكيف حدث ذلك؟

كان ذلك ضد اتحاد الجزائر، وقد أنهينا الشوط الأول بالتعادل الأبيض، فحدث أن قوبلنا باستفزاز من بعض الأنصار، ما جعلني أتوجه بعد انتهاء اللقاء صوب المدرجات وهيبت عليهم بيدي، ما جعل الجمهور الحاضر يهرب من المدرجات.

قيل لنا إن نفس السيناريو قمت به في تيزي وزو؟

ما حدث في تيزي وزو كان ضد اللاعبين، حيث تعرض اللاعب حسان عڤون إلى إصابة تسببت في كسر على مستوى الأنف، ما جعلني  أتوجه مباشرة إلى حافلة فريق شبيبة القبائل، وحملت معي زجاجة ماء من نوع سعيدة، وهددت اللاعبين برميها عليهم داخل الحافلة، ما جعل الجميع يختبئ تحت الكراسي، وفي كل مرة ينهضون إلا وأكرر ذات السيناريو.

ما حكاية دفاعك عن لاعبي سطيف في ملعب قسنطينة؟

في ظل أهمية النتيجة تطورت الأمور إلى عراك، وهو ما جعلني أتدخل، حيث هددت لاعبي وفاق سطيف، وبعدما أحس اللاعب فلاحي بالخطر، وهو أصغرهم، بقي يستميلني ويطلب مني الحماية بترديد عبارة “ياعمي الساسي أنقذني” فقلت للاعبي”الكاب” اتركوا هذا اللاعب وشأنه “هذا خاطيه”.

سبق للجنة الانضباط أن هددتك بالتوقيف النهائي من ممارسة الكرة، لماذا في رأيك؟

بسبب تهمة الاعتداء على الحارس سرباح، فلما وقفت أمام اللجنة قالوا لي إن ملفك كله أحمر، فقلت لهم أنا ألعب كرة القدم ولا أضرب الناس، وكانت تسير أغلب المؤشرات نحو توقيفي، لكن عندما حضر سرباح رفقة بعض مسيري الشبيبة قلت له “قل الحقيقة هل أنا الذي ضربتك”، فرد عليهم سرباح بالنفي، والحقيقة أن جمال بوشعيب هو الذي أصابه في الأنف، وتزامن اجتماع لجنة الانضباط مع تواجد زير الشباب والرياضة حوحو الذي قال لي “سوف أتنقل إلى باتنة للتأكد من مدى تحليك بالروح الرياضية”.

هل سجل حضوره في ملعب باتنة؟

نعم، وفي الفترة ما بين الشوطين تحدث معي وقال لي أنت تلعب مثل الانجليز، وفلت له شكرا سيادة الوزير، فأنا لا اضرب، والدليل أنني سجلت هدفا في ذلك اللقاء.

سبق أن رددت عبارة “جيبولي لاعبين قدي” فماذا كنت تقصد؟

هناك بعض الحكام المتربصين اشتكوا لدى لجنة الانضباط، فخلال المباريات التي يلعبها شباب باتنة كانوا يسألون عن اللاعب “اللي قبيح”، فيقولون له إنه ذلك الذي يحمل الرقم 9، وحينها يتقرب مني الحكام فيقولون لي أتمنى أن تسهل لنا المهمة لإنجاح اللقاء، وكنت أقول لهم “شوفو إذا فزنا فإن الأمور ستخرج سلامات، أما إذا خسرنا نفسدهالكم”، وبعد أن تلقيت استدعاء من لجنة الانضباط سألوني عن أسباب استعمال العنف والتهديد، فقلت لهم “جيبولي لاعبين قدي في الطول 1.85 والوزن 83 كلغ”، ليس لدي ذنب حين ألعب مع لاعبين أحتك بهم ويسقطون مثل الذباب، وحين نرتقي نحو الكرة يشتكون اللعب الخشن، ليس لدي ما أفعله، وسكت جميع الأعضاء.

وما حكايتك مع البطاقات الحمراء؟

في إحدى المباريات التي لعبتها ضد نصر حسين داي ضربت لاعبا من النصرية لأنه ضرب ملاوي، وهو ما جعل الحكم يطرد لاعب النصرية وخاف أن يشهرها في وجهي، وفي مباراة أخرى أشهر الحكم بطاقة حمراء في وجهي فقلت له يجب أن ترجعها، أنا في نهاية مشواري وإذا لم تعدها سيكون عقابك عسيرا، ورضخ للأمر.

أغلب مشوارك كان بألوان”الكاب” فما هي المدة التي لعبتها مع مولودية باتنة؟

حوالي 6 أشهر، وتزامن ذلك مع قرب اعتزالي اللعب، وقد سجلت في تلك الفترة حوالي 6 أهداف، لكن عانيت التهميش من المدرب بلجودي والمسيرين، فقلت لهم لا تعاودوا الاتصال بي مادام أن هناك تهميش بهذه الطريقة.

خضت مجال التسيير مع شباب باتنة لكن مسيرتك لم تطل، لماذا في رأيك؟

أنا لا أبحث عن المسؤولية، حاولت أن أخدم فريقي لكن هناك الكثير من”التخلاط” ما جعلني أغادر، هناك أمور كثيرة غير مقبولة، كيف لرئيس الفريق أن يتفاوض بمفرده مع اللاعبين دون حضور بقية المسيرين، وكيف لرؤساء الأندية يتعرضون للشتم ولا يستقيلون، أكيد أن هناك طمع ومصالح شخصية، أنا ولدت في الملعب وأعرف الكرة جيدا ولا يمكن للمسيرين الحاليين أن يحبوا شباب باتنة أكثر مني.

من هي الفرق الجزائرية التي تتحلى بالاحتراف حسب رأيك؟

فريق شبيبة القبائل معروف بالانضباط ومنح فرص البروز للشبان، ووفاق سطيف فيه عمل كبير أثمر بعدة ألقاب أبرزها التتويج بكأس رابطة إفريقيا، عدا ذلك أعتقد أنه مجرد مضيعة للوقت.

هل فكرت في خوض غمار السياسة؟

أنا ضد الخلط بين الرياضة والسياسة، لأن هذا التحوّل يخلف الكثير من مظاهر الطمع من خلال استغلال سمعتهم الرياضية في الشق السياسي.

ما رأيك في المنتخب الوطني تحت إشراف غوركوف؟

هذا المدرب يجتهد وله تكتيك شخصي، لكنه ينتظره عمل كبير، لأن ما حدث في”كان 2015″ يعد درسا حقيقيا لمراجعة الحسابات وتفادي مهازل أخرى مستقبلا.

وما حكاية تهديدك من طرف الرئيس الراحل هواري بومدين؟

في مباراة لعبناها ضد نصر حسين داي، بدر مني كلام قاس سمعه الرئيس بومدين الذي كان متواجدا في المنصة الشرفية، وبعد صافرة النهاية أرسل المكلف بالتشريفات مجيد علاهم الذي قال لي إن بومدين يقول لك”ماتزيدش تسب في الملاعب”، وجمعتني حكاية مع الرئيس الحالي بوتفليقة خلال الحملة الانتخابية التي جرت نهاية التسعينيات في منزل ابن الشهيد مصطفى بن بولعيد، وحين رآني قال لي”كاشي بولا ولا والو” فقلت له ما بقاش سيادة يا سيادة الرايس، وبالمناسبة فإن الرئيس الأسبق علي كافي سبق أن صرح لإحدى الجرائد عن إعجابه بي كأحد أبرز الشخصيات الكروية في الجزائر.

وهل لديك علاقة مع الرئيس الأسبق اليمين زروال؟

اليمين زروال درس مع أخي الأكبر، وتربينا في حي واحد، أعرف جيدا كيفية التحاقه بالثورة، حيث كان يشتغل محاسبا لدى يهودي اسمه نارينو، وقد استحوذ على كمية هامة من أمواله قبل أن يصعد الجبل في مقتبل الشباب (حوالي 15 سنة)، وكلما أصادفه في الشارع أسلم عليه احتراما وتقديرا لرجل قدم الكثير لهذا البلد.

ما سر شعبيتك؟

في البساطة والتعامل بصورة عادية مع الجميع خاصة “الزوالية”، لا أطمع في أحد، وإن أخطأت في حق أحد أعتذر له دون إشكال.

مقالات ذات صلة