بوطرفة: الجزائريون سيقضون صيفا دون انقطاعات مهما كان حجم الاستهلاك
كشف نور الدين بوطرفة، الرئيس المدير العام لمجمع “سونلغاز”، أن المجمع الذي تحول إلى شركة قابضة تتكون من 37 شركة مستقلة، لها مجلس إدارة مستقل، وجمعية عامة ورئيس مدير عام، عن الإستراتيجية الجديدة للمجمع والممتدة إلى غاية 2030 وفق نظرة شاملة تأخذ بعين الاعتبار ارتفاع الاستهلاك الداخلي بنسب تتراوح بين 7 و8 بالمائة سنويا بالإضافة إلى التغيرات الحاصلة في نمط الاستهلاك الداخلي وزيادة الطلب من القطاع الصناعي، فضلا عن إدراج إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة ضمن إستراتيجية المجمع بمعدلات إدماج وطنية عالية قدرها بوطرفة بحوالي 80 بالمائة على الأقل.
- وقال نورالدين بوطرفة ضيف منتدى “الشروق”، إن نظرة المجمع للسوق المحلية للكهرباء تغيرت بموجب القانون الصادر شهر فيفري 2002 والمتعلق بالكهرباء والغاز، الذي قرر إلغاء الاحتكار من قبل المتعامل التاريخي “سونلغاز”، وفتح القطاع للمنافسة باستثناء ما تعلق بنشاطات النقل الذي له طابع الاحتكار الطبيعي، حيث تم منح رخص لبناء واستغلال محطات توليد الكهرباء لشركات دولية سواء بالشراكة مع “سونلغاز” أو “سوناطراك” أو بشكل مباشر، سواء كانت الكهرباء المنتجة موجهة للتسويق أو للاستهلاك الذاتي.
- وأوضح ضيف “الشروق” أن المشكلة الرئيسية الناجمة عن هذه الطريقة من الانفتاح تتمثل في إلزام المجمع بشراء كامل الإنتاج لمدة 20 سنة على الأقل، لأن الدولة لاتزال تحتكر شبكة النقل، وهو ما يتطلب إعادة نظر جديدة في شرط شراء كامل إنتاج الشركاء الأجانب الذين منحهم القانون مبدأ الوصول إلى شبكات نقل وتوزيع الكهرباء والغاز، وذلك قصد تمكين التوريد المباشر للزبائن المؤهلين من طرف الموردين الذين اختاروهم، حيث يتم ضمان ضبط كل هذا الجهاز من قبل لجنة ضبط الكهرباء والغاز (CREG)، والتي تتمثل مهمتها في السهر على السير التنافسي الشفاف لأسواق الكهرباء والغاز، في مصلحة المستهلكين ومصلحة المتعاملين على حد سواء.
- وأكد المتحدث أن المشكلة الرئيسية الثانية التي تعاني منها سوق الكهرباء حاليا تتمثل في أن كل شركات الإنتاج الخاصة أو بالشراكة مع المجمع لها شركات تسيرها وهذا وضع غير سليم حسب المتحدث الذي طالب بضرورة جمعها في شركة واحدة حتى يتم التعامل معها بسهولة وباحترافية أفضل.
- وأعلن ضيف المنتدى أن وزير الطاقة والمناجم قدم طلبا بهذا الشأن إلى مجلس مساهمات الدولة، قصد الحصول على الموافقة على إنشاء شركة جديدة متخصصة في تسيير إنتاج محطات حجرة النص وكهرباء سكيكدة وكهرباء البرواقية ومحطة كهرماء، حتى تتمكن الدولة من المراقبة الحقيقية لحجم العرض والطلب والاستفادة الفعلية من الخبرة، لأن هذه الشركات لا تقوم حاليا بنقل الخبرة، وخاصة أن المشكلة الرئيسية التي تعيق جهود تطوير القطاع تتمثل في الإنتاج والنقل بعد ما تم التحكم حاليا بشكل متقدم جدا في التوزيع على الرغم من العراقيل التي تعترض العمل نتيجة الثقافة الاجتماعية السائدة.
- وأوضح بوطرفة، أن مشكلة استرداد ضريبة القيمة المضافة تشكل عبءا كبيرا على الشركة، حيث تخسر الشركة سنويا حوالي 15 مليار دج، مطالبا بوضع جبائي خاص لمجمع “سونلغاز”، مما سيمكن المجمع من اقتصاد 30 بالمائة من استثماراته، خاصة في حال تسوية المشاكل المتعلقة أيضا بقانون الجمارك الحالي الذي يسبب خسائر كبيرة سنويا للشركة التي تستورد 80 بالمائة من تجهيزات بناء المحطات الجديدة للطاقة الكهربائية.
- قانون الصفقات العمومية الجديد لا يخدم ”سونلغاز”
- كشف الرئيس المدير العام لشركة “سونلغاز” القابضة، أن بعض بنود قانون الصفقات العمومية الجديد ومنها البند المتعلق بالأفضلية الوطنية التي تنص على منح الصفقة لشركات جزائرية في حدود 25 بالمائة إضافية من كلفة المشروع، لا يخدم على الإطلاق المجمع ولا شركاته الفرعية، لأنه يمثل عبءا إضافيا ضخما على استثمارات المجمع أو الشركات التابعة له.
- وأضاف بوطرفة أن المجمع قرر وضع دفاتر شروط جديدة للمؤسسات الأجنبية الخاضعة للقانون الجزائري التي جاءت إلى الجزائر لتنفيذ مشاريع بمئات ملايين الدولارات، مشيرا إلى أنه لا يمكن قبول مشاركة شركات أجنبية في مناقصات ضخمة ورأسمالها لا يتعدى 10 آلاف دولار في أحسن الحالات، داعيا الحكومة بالمناسبة إلى وضع تدابير جديدة تسمح للمجمع بتخصيص حصة من عملياته لشركات الشباب الجديدة من اجل مساعدتها على تكوين الخبرة والحياة.
- 7000 ميغاواط جديدة لتزويد 2.4 مليون مسكن جديد
- كشف نورالدين بوطرفة، أن الخطط الاستثمارية المتوسطة والطويلة لشركة سونلغاز القابضة، تتضمن بناء محطات جديدة ووضع قدرة جديدة على الشبكة في حدود 7000 ميغاواط جديدة لتلبية الطلب الخاص لتزويد 2.4 مليون سكن جديد إلى غاية 2019، بالإضافة إلى تغطية الطلب الخاص ببرنامج التجهيز الوطني وخاصة المشاريع الخاصة بتحلية مياه البحر وبناء شبكة ميترو والترامواي.
- وكشف بوطرفة، أنه طلب من الحكومة إدراج دفاتر شروط جديدة تلزم شركات الترقية العقارية بتجهيز الأحياء الجديدة بشبكة التزويد بالكهرباء، من أجل تسهيل عمل المجمع الذي يضمن التزويد بالطاقة.
- وفي إشارة منه لتغطية الطريق السيار شرق غرب بالكهرباء، فضل بوطرفة أن يتم ذلك بتنصيب ألواح الطاقة الشمسية، لأنها ستكون تجربة جديدة وغير مكلفة بالمقارنة مع مد خطوط على طول الطريق لتزويده بالكهرباء.
- سونلغاز القابضة تخطط لتصنيع توربينات الغاز بالجزائر
- أعلن ضيف منتدى “الشروق”، عن قرار اللجوء إلى تصنيع توربينات الغاز الخاصة ببناء محطات جديدة للطاقة الكهربائية، وهذا من أجل الخروج من هيمنة الشركات العالمية القليلة جدا التي تحتكر صناعة هذه التوربينات في العالم.
- وقال بوطرفة، إن الجزائر وجدت نفسها مرغمة على الرضوخ لشروط الصانعين الأجانب عدة مرات، مضيفا أن الحكومة كانت ضحية أيضا لبعض التفاهمات التي تحدث تحت الطاولة بين المصنعين كلما قررت الحكومة الإعلان عن مناقصة دولية لبناء محطة جديدة تعمل بالغاز الطبيعي، وهو ما يدفع بتلك الشركات إلى رفع أسعار منتجاتها لعلمها أن الجزائر ستدفع مهما كان الثمن.
- وأكد المتحدث أن تصنيع توربينات الغاز محليا سيكون مكلفا ولكنه يسمح بتحقيق استقلالية للجزائر ونقل خبرة وتكنولوجيا عالية وسمح للبلاد باقتصاد أموال طائلة خلال العقود القادمة، وخاصة أن الجزائر ستواصل اعتمادها على الغاز لإنتاج الكهرباء. وتوجد في العالم حوالي 270 شركة عالمية مستخدمة لتوربينات الغاز عبر اكثر من 30 دولة، في حين لا يتعدى عدد الشركات العالمية التي تتوفر على تكنولوجيا تصنيع توربينات الغاز في العالم 08 مجمعات.
- سرقة الكوابل تكبد المجمع 150 مليار سنويا
- قال بوطرفة، إن خسائر المجمع السنوية الناجمة عن سرقة الكوابل تقدر بأزيد من 150 مليار سنتيم، مشيرا إلى ضرورة تدخل الحكومة لتعديل شروط البيع بالمزايدة، لأن شبكات مافيا النفايات لا تهمها الكميات التي يتم بيعها، بل تهمها الفاتورة التي يمنحها محافظ البيع ليتم استعمالها لتبييض الكميات التي يتم نهبها وسرقتها على المستوى الوطني، حيث يتم تقديم نفس الفاتورة لمصالح الدرك الوطني على المستوى الوطني لتجنب الملاحقات القضائية الناجمة عن السرقة ونهب الكوابل وحتى المنتجات الحديدية وغير الحديدية المختلفة، مضيفا أن الحل يتمثل في تشديد شروط البيع ورفض البيع لغير المحولين المعتمدين تحت مراقبة الدولة.
- الجزائر تريد نسبة إدماج عالية لتطوير الطاقة الشمسية
- كشف نورالدين بوطرفة أن الشركة شرعت في تطوير قطاع الطاقات المتجددة من خلال برنامج استثماري ضخم لإنتاج الكهرباء الشمسية عن طريق الطاقة الشمسية الحرارية والطاقة الشمسية الضوئية، سواء باستخدام أبراج الطاقة الشمسية أو باستخدام الألواح الضوئية، حيث ستشرع شركة “رويبة إضاءة” في تصنيع التجهيزات والمكونات اللازمة لإنتاج 100 ميغاواط سنويا بداية من 2014، على أن لا تقل نسبة الإدماج الوطني 80 بالمائة وفق أحدث تكنولوجيا، سيعمل على المشروع 500 متخصص منهم 100 متخصص وخبير جزائري.
- وأشار المتحدث إلى إن الجزائر تأمل في إنتاج 12 ألف ميغاواط في حدود 2030 من الطاقات المتجددة منها 7200 ميغاواط من الطاقة الشمسية الحرارية و2800 ميغاواط طاقة فوتوضوئية و2000 ميغاواط طاقة رياح.
- وانتقد المتحدث نظرة أصحاب مبادرة “ديسرتيك”، قائلا إنها نظرة لا تخدم مصالح الجزائر، لأنهم يريدون إنتاج الكهرباء فقط بدون إنتاج التجهيزات محليا، كما نرفض أن تكون شركات إنتاج المعدات ضمن المبادرة، لأن المصالح ستتضارب حتما، مشيرا إلى مجموعة “سيمنس” الألماني، بالإضافة إلى ضرورة بحث الشركاء على تمويل دولي وأسواق لتصدير إنتاج المشروع.